اتفقت، قبل أسبوع، حكومتي العراقية الاتحادية والكردستانية على إعادة الإستقرار والملف الأمني وعدة جوانب أخرى في قضاء شنگال غرب محافظة نينوى ولتكون البداية لعودة النازحين من المخيمات إلى مناطق سكنهم الأصلية بعد ست سنوات من النزوح.
جهات عدة من الأحزاب السياسية والقوات العسكرية تتواجد الآن في المنطقة ولكل منها رأي مختلف، منهم من يعارض الاتفاقية ومنهم من يؤيدها وقسم آخر يراها خطوة مهمة ولكن يجب أخد رأي أهل شنگال بعين الاعتبار وفي حال عدم أخذه، يجب إعادة النظر إلى الإتفاقية وآلية تنفيذها.
عن ذلك تحدث “داود جندي” مسؤول مركز تنظيمات شنكال للاتحاد الوطني الكردستاني لـ “ايزيدي 24” قائلاً، “بلا شك نحن مع فرض القانون بشكل صحيح، ولكن بكل الأحوال يجب أخذ رأي أهل شنگال وتكون الاتفاقية مع كافة الأطراف”.
وفيما يتعلق بالملف الأمني، قال “جندي”، “من المهم أن تستقر المنطقة أمنيا، لا سيما إذا عادت القوات البيشمركة، يجب مسك المنطقة ما بينهم وبين القوات الأخرى المتواجدة في شنكال وتحميها لأنها ايضا ضمن المنظومة العسكرية العراقية”.
كما اردف، “من المهم ايضا إنهاء ملف ازدواجية الادارة في قضاء شنگال لأنه سيؤثر بشكل سلبي على القضاء وإعادة إعماره”.
واشار الى “اننا مع الإتفاقية، إن كانت للمصلحة العامة ومصلحة المنطقة وأهلها ولكن في حال ان كانت لمصلحة أطراف سياسية معينة يجب إعادة النظر إليها”.
أحزاب سياسية جديدة قد تأسست بعد الإبادة الجماعية الايزيدية في قضاء شنگال غرب محافظة نينوى في آب 2014، وقد أسست قوات عسكرية وتقوم بحماية تلك المنطقة وإدارتها بآليات خاصة بها، كما ولتلك الجهات والأحزاب آراء مختلفة ومتناقضة حول إتفاقية الحكومة العراقية والكردستانية بملفاتها الأمنية والإدارية والسياسية.
وتحدث “حسو ابراهيم” نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شنگال لـ “ايزيدي 24″، وقال “لن نقبل تسليم المنطقة إلى من باعها قبل ست سنوات ونحن ندير كافة الأمور وموقفنا واضح جداً لكل الجهات”.
وأضاف، “نحن مع انتخاب قائممقام مستقل ومهني ويخدم الأهالي، اي شخص كان ليس لنا مشكلة معه”.
اردف أيضاً، “الملف الأمني في المنطقة ليس بحاجة إلى جهة أخرى كونه يتم إدارته من قبل أبناء المنطقة ولسنا مستعدين تسليمه لأحد، خاصة لمن هرب وتخلى عن شبعنا، كوننا أصحاب هذه الأرض وشنگال والايزيديين ليسوا مثل قبل 2014، نحن أصحاب إرادة وشعبنا يمتلك إرادة قوية ولسنا بحاجتهم”.
وكشف (ابراهيم) أنه “تم تخصيص ميزانية جيدة لقضاء شنگال، لذلك كل الجهات تريد الإقتراب منه مجدداً وتخفي حقوق أهل المنطقة مثل ما خدعوا أهله قبل الآن بعدة طرق”.
في السياق ذاته تحدث “حيدر ششو” رئيس الحزب الايزيدي الديمقراطي لـ “ايزيدي 24″، قائلا “أي آلية تكون لمصلحة العامة وخاصة أهل المنطقة نحن معها ولن نقف ضد أي قرار يكون بموافقة أهلنا”.
وأوضح، “فيما يتعلق بملفي الأمن والإدارة نرى بأنه سيكون للايزيديين دور في لجان التنفيذ ويجب ألَّا يكون خدمة لجهات او أحزاب معينة ولكن كشعب سيكون للايزيديين دوراً واضحاً في تنفيذ الاتفاقية”.
وأكد “ششو”، أن “هذه الإتفاقية ستكون عاملاً إيجابياً لإعادة إعمار المدينة وعودة أهاليها المنكوبين، لأن الإتفاقية كانت تحت إشراف الأمم المتحدة وهذه خطوة جيدة ومهمة”.
كما اردف، “نطالب من شعبنا الايزيدي عدم التفكير بمصالحه الشخصية او الحزبية ويكون مساعداً جيداً لتنفيذ وإكتمال هذه الإتفاقية”.
وقال الناشط الايزيدي “ميرزا دناي”، والحاصل على جائزة اورورا للعمل الانساني لعام 2019، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” حول إتفاقية شنگال التي جرت بين حكومة إقليم كردستان والعراق، وجاء فيه، “أنا سعيد بأي اتفاق يجلب الامن والاستقرار للمنطقة ويثبت دور القانون وسلطة الدولة ويقلل من المظاهر المسلحة في سنجار، وأهم خطوة تقوم بها الدولة هي دمج جميع هؤلاء الشباب في الاجهزة الامنية والشرطة المحلية بشكل كامل لحماية المنطقة وأن تمارس الادارة بشكل شرعي مهامها الوظيفية، دون ان تحشر الاعمال الخدمية في السياسة”.
مضيفاً، “يسعدني أيضا الموقف الايجابي للولايات المتحدة وبعثة الامم المتحدة وغيرها من البعثات الدبلوماسية وتواصلهم حول مصير سنجار، هذا دليل الاهتمام الدولي الذي كنا ننشده. ما يهمني أكثر أن نجد هذا الاهتمام الدولي يتجه نحو الاستقرار ودعم المواطنين وتطوير البنية التحتية وتحقيق العدالة ورسم برامج مستقبلية لأبناء سنجار وأهمها تحويل سنجار إلى محافظة”.
كما اردف، “عدم وجود السنجاريين في المفاوضات التي تخص مصيرهم هو لأسباب ذاتية اولا وخارجية ثانيا. أما السبب الخارجي فهو أن الايزيدية لم ينالوا حقوقهم المشروعة في المساواة مع بقية المواطنيين، وهناك بشكل عام تمييز عنصري ضد الايزيديين وبقية الاقليات”.
قال أيضاً، “لكن السبب الذاتي مهم جدا وهو انني ومنذ ان وعيت على الدنيا لم اجد سنجاري واحد يدعم سنجاري اخر أمام الاخرين، بل عادة اذا سألت احدهم عن شخص معين حتى لو كان ابن عمه فسوف يحكي عنه بالسوء، وان لم يجد نقطة سيئة عليه سيقول عنه (ان هذا الشخص حينما كان طفلا رضيعا في اللفة كان يبول على نفسه)”.
موضحاً، أن “وسائل التواصل الاجتماعي كانت من أسوأ المنابر التي لم يفلت منها أحد بمختلف اتجاهاتهم، الجيدين والسيئين، ولهذا تم إثارة الجدل حول كل شخصية ظهرت في الساحة بوجه حق أو بدون حق، ولذا لم نستطع ان نتفق على لجنة او هيئة مصغرة تمثل ارادة ومطاليب شعبنا وتوصل صوت السنجاريين الى بغداد واربيل، وتم ترك مصير الايزيدية بأيدي بعض المخبرجية والمنافقين المحسوبين على هذه الجهة او تلك. فالنتيجة من الطبيعي ان يدعي الاطراف القوية من حولنا اننا شعب غير مؤهل وغير متفق مع بعضه ولا يعرف ماذا يريد”.
وقال، “لا نتحمل بعضنا البعض ولا نشجع أحد منا لحد هذه اللحظة، في المقابل نكبر من الغرباء ونقدسهم ونصبح وسيلة نقل للآخرين لتحقيق أهدافهم ليس إلا، وحتى أكون دقيقاً، هذه الآفة ليست مشكلة الايزيدية بل كل السنجاريين، بمن فيهم المسلمين والمسيحيين، عربا وأكرادا وتركمان، بل مشكلة كل الاقليات المضطهدة في الشرق الاوسط، وأولهم الكرد بشكل عام سياسيا وعشائريا واجتماعيا، والمسيحيين العراقيين والشبك وكل الاقليات الاخرى”.
ايزيدي 24