الفراغ الأمني في شنكال يثير مخاوف الإيزيديين، ويصبح عائقاً لعدم رجوعهم!
بعدما سقطت شنكال بين ليلة وضحاها، بسبب إنسحاب البيشمركة وجميع القوى النظامية لإقليم كوردستان وحكومة بغداد (من الشرطة المحلية)، ودون أن تطلق رصاصة واحدة، أو حتى إخبار الأهالي بخطورة الموقف، أو السماح لهم بمغادرة المنطقة.
بل وإتخاذهم كدروع بشرية لأجل هروبهم دون خسائر، وحتى تعرض الإيزيديين في شنكال إلى إبادة جماعية (جينوسايد) بكل المعايير الدولية، حيث قتلهم، وسبي نسائهم، وتدمير البنية التحتية لمناطقهم .. وغيرها.
إذ أن قتل الرجال والعجائز، وسبي النساء، وخطف الأطفال، وإستخدامهم لعمليات إرهابية، بعد غسل أدمغتهم بأفكارهم المتطرفة والوحشية، قد فقد الإيزيديين الثقة بكل القوى المحلية، رغم شعاراتهم.
وهذا ما جعلهم أن لا يفكروا بالعودة إلى مناطقهم إلا بوجود قوة عسكرية إيزيدية متمكنة أو تحت الحماية الدولية، لأن تغير القوى العسكرية 0غير الإيزيدية) في المنطقة بين حينٍ وأخر يزيد من تلك المخاوف الكثير.
وفي هذا الصدد يقول الناشط المدني، فلاح كاباري ” أن عدم إستقرار الوضع الأمني في شنكال، بسبب تغير القوى العسكرية غير الإيزيدية فيها، يزيد من مخاوفنا أكثر، وبخاصة قد نلنا إبادة جماعية، بسبب إنسحاب القوى النظامية العسكرية من مناطقنا، ودون إطلاق رصاصة واحدة، وبالتالي تركنا فريسة سهلة بيد أشر تنظيم إرهابي (داعش)”.
مضيفاً “من جهة أخرى، فبرغم وجود قوة إيزيدية (حالياً)، ولا بأس بها، حيث صمدت لفترة طويلة بوجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لكنها تفتقر إلى الأسلحة التي تمكنها من مجابهة القوى الإرهابية الأخرى المدعومة من دول جوار!”.
قائلاً “أما قوى الشرطة من إيزيدية شنكال، رغم أن تعدادهم بما يقارب ألف وخمسمائة شرطي، لكنهم أيضاً لا يملكون الأسلحة التي تمكنهم من المقاومة لساعات!! ناهيك عن نقل الشرطة الإيزيديين إلى الموصل بين فترة وأخرى، مما يزيد من قلقنا عليهم”.
من جهته، أكد المقاتل الإيزيدي، خدر شنكالي، على إنه “لا يمكن لنا أن نشعر بالأمان والاستقرار، إلا إذا تم تشكيل قوة إيزيدية خالصة، ومجهزة بأحدث الأسلحة والأعتدة من قبل حكومة الإقليم أو حكومة المركز أو تحت الإشراف والرعاية الدولية”.
معللاً ذلك بالقول “لأن المخاوف لازالت مستمرة في مناطقنا، بسبب رجوع أغلب العرب الجيران الذين خانونا من جهة، واختباء الدواعش في مناطق قريبة من شنكال من جهة البعاج، بحسب المعلومات التي تردنا بإستمرار”.
ويرى التدريسي، فواز يزدين، بأنه “لا يمكن لأي إيزيدي في شنكال منح الثقة بجاره الذي أساء إليهِ في عام 2014 مرة أخرى، وبخاصة إنه قد رجع إلى داره دون أية محاسبة قانونية على ما أقترفه من جرائم بحق الجار الإيزيدي!!”.
داعياً “مطلبنا الرئيسي هو الحفاظ على الهوية الإيزيدية في شنكال من جهة، وتشكيل قوة إيزيدية تحت الإشراف الدولي أو الحماية الدولية لمناطقنا، لأننا لا نثق بأية قوى محلية بعد اليوم، وهذا هو سبب عدم عودة أغلبية أهل شنكال إلى مناطقهم”.
خ. د (بحزاني نت)