أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في مقال إلى أن تنظيم “داعش”، وعلى الرغم من خسارته لمعظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، إلا أنه وجد طرقا جديدة لجني أموال طائلة.
وذكرت المجلة في مقالها، إلى أنه على الرغم من أن “داعش”، فقد ما يقارب من الـ 98 % من الأراضي التي كان يستولي عليها، فإنه جاهز ويستعد للعودة إلى بعض المناطق في العراق وسوريا، بعدما طور مهاراته في تحصيل تدفقات جديدة من الإيرادات.
وأوضحت المجلة، أن “التنظيم كان يعتمد على الأراضي التي يسيطر عليها، بما في ذلك المدن لجمع مليارات الدولارات من خلال الابتزاز والضرائب والسطو وبيع النفط، لكنه أثبت الآن أنه قادر على جني المال حتى من دون السيطرة على المراكز السكنية الكبيرة”.
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج “أين الحقيقة” على أثير راديو “سبوتنيك” الخبير العسكري والاستراتيجية الدكتور أحمد الشريفي:
“إن هذه المجلة تعنى برسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، فواحدة من أدوات إدارة الأزمة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة هي الإرهاب، وهي حقيقة أقرت بها الحكومة الأمريكية، بما في ذلك هيلاري كلينتون، عندما تحدثت عن القاعدة التي صنعتها واشنطن من أجل الإطاحة بالاتحاد السوفيتي، من أجل تحقيق الأحادية القطبية. وهذا الاعتراف يدين الولايات المتحدة في موضوع استخدام الإرهاب ضمن مفهوم حروب الجيل الرابع، لإيجاد ضواغط على صانع القرار السياسي في دولة ما وفي توقيت ما وللحصول على امتياز ما. لذا فعندما تقوم الولايات المتحدة اليوم برفع سقف التهديد في موارد التنظيم، معناه أن ترسل رسالة إلى صانع القرار السياسي في أن هذه ورقة التنظيم لازالت فاعلة أو بالإمكان تفعلها. ومسألة بقاء التمويل المادي للتنظيم هو بحد ذاته إدانة للولايات المتحدة الأمريكية، فهي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على اقتفاء أثر النقد في العالم و بمنتهى الدقة، حيث تستطيع عبر أجهزتها الأمنية والاستخبارية في رصد حركة الكتل النقدية، لكنها تستخدم هذا الموضوع من أجل زيادة الضغط على العراق، لأن سياسة ترامب القائمة على الاحتواء المزدوج في العراق، والتي معها سوف يصبح هذا البلد العقدة الاستراتيجية الأهم، من أجل قطع المصالح الصينية عن المصالح الروسية، ذلك أن قدرة التمدد الروسي متاحة، خصوصا في العراق وفي مصر، حيث لدى روسيا مقبولية في تلك الدولتين، سواء على مستوى الحكومات أو على مستوى الشعوب.
وتابع الشريفي، ”ان تنظيم داعش أدى دوره الوظيفي. فالولايات المتحدة تصنع النموذج من أجل أداء دور وظيفي محدد له، فهي مثلا تجمد التنظيم أو تجعله في حالة ضمور لحين استخدامه في وظيفة أخرى. والدور الوظيفي لـ”داعش” يكمن في عودة الولايات المتحدة مرة أخرى الى العراق، حيث لولا ظهور “داعش” لما تمكن الأمريكان من العودة إلى العراق.”
وأضاف الشريفي، “وأن تعددت العناوين التي تشكل مصادر الدعم المادي لتنظيم “داعش” لكن تبقى المحركات كالمنظمات الإنسانية أو ما شابه، والتي صنعتها إرادات دولية، هي التي تمارس الحرب السرية، وهي التي تنشأ وتخلف هذه الجماعات الإرهابية، والقضية لا تقف فقط عند الحديث عن الدعم المالي لـ”داعش” وإنما لماذا لا تعلن الولايات المتحدة عن مصدر هذه الأموال التي يتلقاها هذا التنظيم؟ حتى تكون القضية واضحة.”