لم تعرف الأمم الأمم المتحدة، التي تعودت على إدانة واستنكار المجازر بعد وقوعها، حتى اليوم، بالإبادة التي طالت المجتمع الإيزيدي بشكل رسمي.
ومنحت جائزة نوبل للسلام لهذا العام إلى الفتاة الكردية الايزيدية نادية مراد والدكتور الكونغولي دينيس موكويغي، وهو الأمر الذي أعاد إلى أذهان العالم الإبادة التي طالت المجتمع الإيزيدي.
الكثير من المنظمات الدولية أصدرت بيانات بهذه المناسبة وهنأت مراد منوهين إلى الإبادات التي طالت المجتمع الإيزيدي على مر التاريخ.
إحدى أهم هذه المؤسسات العالمية هي الأمم المتحدة التي أصدرت بيانها باسم الأمين العام للمنظمة هنأت فيها مراد مشيرة إلى الإبادة بالقول: إن”داعش في هجومه استهدف المجتمع الإيزيدي وخاصة المرأة الإيزيدية”.
إلى جانب هذا أصدرت الكثير من المؤسسات والمنظمات الكردية بيانات بهذا الصدد هنأت فيها مراد بهذه الجائزة ودعت فيها الأمم المتحدة والقوى الدولية إلى الإعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية التي شكلها أبناء شنكال والاعتراف بالإبادة التي تعرض له المجتمع الإيزيدي.
لكن ورغم من هذا التطور وعودة قضية المجازر والإبادة التي طالت المجتمع الإيزيدي بالظهور على مستوى عالمي إلا أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوات جدية في هذا المجال حتى الآن. إضافة إلى أن الأمم المتحدة لم تقم بواجبها تجاه ضحايا الإبادة أيضا.
وأصدرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في آذار 2015 بياناً بشأن مجازر الإيزيدين وقالت: “تم إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الايزيدين، ويمكن وصفها بالإبادة الجماعية”. ودعت مجلس الأمن إلى التعامل مع القضية وفق هذا التعريف، لكن المجلس لم يتخذ أي خطوات عملية في هذا المجال.
وفي 16 حزيران/يونيو 2016 كشفت لجنة التحقيق السورية المستقلة التابعة لمفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تقريرها بهذا الشأن وقالت: “وفق المعطيات فإن تنظيم داعش ارتكب إبادة جماعية بحق الايزيدين”.
وتحدثت اللجنة في تقريرها بشكل موسع عن الإبادة التي ارتكبت في شنكال وأعلنت: داعش ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبدورها أيضاً دعت الأمم المتحدة والقوى الدولية إلى الاعتراف بتلك الممارسات بالإبادة وطالبت بمحاكمة تلك الجرائم في محكمة الجنايات الدولية.
وأصدرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بياناً آخر في الذكرى السنوية الثالثة للإبادة التي حصلت في شنكال ودعت فيها مرة أخرى الأمم المتحدة والرأي العام إلى الإعتراف بالإبادة. إلى جانب هذا أصدرت الكثير من المنظمات المدنية الدولية تقارير مشابهة مؤكدين أن ما حصل هو إبادة ودعت الرأي العام العالمي إلى التدخل وتأمين الشروط والظروف المناسبة لعودة المهاجرين من شنكال إلى مناطقهم.
البرلمان الأوروبي بدوره وبتاريخ 4 شباط 2016 أصدر قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية التي تتم في العراق وسوريا بحق المسيحين وباقي الأقليات الدينية. لكن ورغم هذا القرار لم يتخذ البرلمان أي خطوات عملية لمساعدة ضحايا الإبادة.
إلى اليوم لم تعترف الأمم المتحدة بالإبادة على الرغم من الكثير من التقارير، البيانات، القرارات والدعوات من قبل الكثير من المنظمات الدولية ومفوضية حقوق الإنسان التي هي نفسها تابعة للأمم المتحدة. بالإضافة إلى عدم الاعتراف بالإبادة إلى اليوم لم تقدم الأمم المتحدة والرأي العام الدولي ولم تعرتف بنظام الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي تشكل في شنكال ولم ترد على مطالب إعادة إعمار شنكال.
حول هذه القضية أجرى مراسل وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءاً مع الرئيس المشترك لمجلس شنكال في الخارج فكرت إيغرك.
إيغرك وباسم المجلس هنأ نادية مراد لنيلها جائزة نوبل للسلام وقال: “نيل هذه الجائزة بالنسبة للإيزيدين يدعو إلى الفخر”.
وأضاف أن “عودة قضية إبادة الإيزيدين عاد إلى الظهور على الساحة العالمية، عبر هذه المناسبة”.
وانتقد إيغرك الأمم المتحدة، المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي لعدم إتخاذهم خطوات عملية للحد من مأساة الضحايا.
وتابع: “مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وفي العام 2016 أعلنت في تقريرها بأن ما تعرضت له شنكال هي إبادة جماعية، البرلمان الأوروبي أيضاً وفي نفس العام اعترف بأن ما يحصل في العراق وسوريا هي إبادة بحق الأقليات الدينية، لكن وللأسف المؤسسات المعنية لم تقم بواجبها وتركوا شعبنا يواجه مصيره لوحدة. بالإضافة إلى كل هذا لا يزال شعبنا مهدداً لخطر الإبادة والمجازر الجديدة بسبب عدم اتخاذ الخطوات العملية في هذا الشأن”.
وناشد فكرت إيغرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجدداً إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له المجتمع الإيزيدي واتخاذ خطوات عملية في ما يلبي تطلعات المجتمع الإيزيدي.
وقال:
_ من أجل منع تكرار الإبادة والمجازر بحق الإيزيدين، ندعو إلى الاعتراف بالادارة الذاتية الديمقراطية المشكلة في شنكال.
_الاعتراف بما حصل في شنكال بالإبادة من قبل الأمم المتحدة والرأي العام العالمي.
_ محاكمة المسؤولين من مرتزقة داعش والدول التي قدمت الدعم لها في محكمة الجنايات الدولية.
_ إعادة إعمار شنكال وتأمين الظروف الملائمة والآمنة لعودة النازحين المهجرين والذين يعيشون في المخيمات.
_ الاعتراف بوحدات مقاومة شنكال ومقاومة المرأة YBŞ /YJŞ بشكل رسمي.