بيريتان مدوسا- سوزدار خليل/ الحسكة
فاطمة تيو الإيزيدية وأمينة حسن العربية، صديقتان منذ 40 عاماً، كبرتا سويةً وأرضعتا أولاد بعضهما، وبفعل ممارسات المرتزقة دفعتا فلذات أكبادهما، أمينة وفاطمة تقولان مهما اختلفت ديانتهما ولغتهما فهما لا تستطيعان الابتعاد عن بعضهما.
تشتهر منطقة سريه كانيه في الحسكة بتنوع المكونات المتعايشة فيها، حيث يعيش فيها الكرد( المسلمون والإيزيديون)، العرب، الججان، الآشور، السريان، الأرمن والشركس، ويمكن القول بأنها تمثل تعدد الشعوب في مقاطعة الحسكة.
قرية تل خنزير من القرى التي يعيش فيها العرب والإيزيديون سويةً، حيث يتواجد في القرية قرابة 150 منزلاً وتم بناء القرية قبل 100 عام من قبل العرب والإيزيديين، وفي البداية كانت القرية منقسمة مناصفة بين الأهالي العرب والإيزيديين، وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وهجمات المرتزقة في عام 2013، اضطر العديد من الأهالي الإيزيديين لمغادرة القرية، ويتواجد في القرية الآن منزل واحد للإيزيديين وهو للأم فاطمة تيو وزوجها، حيث أن أولاد فاطمة الستة قد تزوجوا وخرجوا من القرية، كما أن أحد أولادها قبل اندلاع ثورة روج آفا كان عسكرياً لدى قوات النظام وفقد حياته أثناء هجمات المرتزقة على المنطقة.
أحد الأمثلة التي تعتبر مثالاً للتعايش المشترك هو الأم فاطمة تيو (54) عاماً الإيزيدية الأصل، والأم أمينة حسن (55) عاماً العربية الأصل، بعد أن انتقلت فاطمة من قرية تل بنات إلى قرية تل خنزير وتزوجت هناك تعرفت على أمينة، وتأسست صداقة مستمرة بينهما منذ 40 عاماً، فاطمة التي أنجبت 7 أطفال وأمينة التي أنجبت 6 أطفال ورغم أنهما من دينين مختلفين إلا أنهما أرضعتا أطفال بعضهما.
ممارسات مرتزقة داعش أحرقت قلوب فاطمة وأمينة، حيث أنهما فقدتا ابتسامتهما بسبب هذه الممارسات وفقدتا أولادهما، أحد أبناء فاطمة كان عسكرياً لدى قوات النظام قبل اندلاع الثورة وفقد حياته على يد المرتزقة، كما أن ابن أمينة كان مقاتلاً في صفوف وحدات حماية الشعب واستشهد نتيجة هجمات المرتزقة على مدينة سري كانيه عام 2013، لذا انتقلت فاطمة وأمينة سويةً للعيش في مدينة سري كانية.
“عند غياب واحدة منا لا يتم العمل بالشكل المطلوب”
بعد أن تمكنت وحدات حماية الشعب من إفشال هجمات المرتزقة على مدينة سري كانية وتنظيف القرية من المرتزقة، وبعد غياب دام 4 أعوام عادت أمينة وفاطمة إلى القرية لإكمال حياتهما في قريتهما، وتقول فاطمة بأنهم جيران ويأكلون ويشربون سويةً ” نحن في كل الأوقات بجانب بعضنا، ونتساعد سويةً، عندما تغيب واحدة منا لا يتم العمل بالشكل المطلوب، لا أود أن أخرج من القرية، كون هذه هي قريتي وهنا يتواجد قبر ولدي”.
https://www.youtube.com/watch?v=6vhg1CwGPpA
(آ أ)
ANHA