الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتمنى سالم الجبوري:اللعب المناسب مع طهران

منى سالم الجبوري:اللعب المناسب مع طهران

أکثر شئ برع به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وإشتهر وتميز به، هو أساليبه وطرقه المختلفة للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليه والالتفاف عليها، وکان يستفيد دائما من المساحات والثغرات الموجودة في تلك العقوبات، لکن يبدو إن عهد الرئيس ترامب قد ينجح في نهاية المطاف من إنتزاع هذه الاساليب من هذا النظام وجعله يتجرعها کما هي من دون أية رتوش أو تغييرات.

بعد تنفيذ الحزمة الاولى من العقوبات الامريکية والاجراءات الامريکية القانونية التي سبقتها وماتبعها من مصادقة البرلمان الايراني على معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، والمتابعات التي تجريها الادارة الامريکية من أجل ضمان تنفيذها بدقة، فقد كشفت مصادر أمريكية، يوم الجمعة المنصرم، عن أن الكونغرس الأمريكي وافق على مشروع قانون عقوبات جديدة ضد مليشيا حزب الله اللبناني المحسوب على طهران قلبا وقالبا، فيما ينتظر توقيع الرئيس دونالد ترامب عليه قبل أن يصبح نافذا. وتهدف العقوبات الجديدة إلى الحد من قدرة المليشيا على جمع الأموال وتجنيد عناصر، والضغط على البنوك التي تتعامل معها والبلدان الداعمة لها، وعلى رأسها إيران. وبذلك فإنه سيتم حرمان طهران من هذا الحزب الذي کان يلعب دائما دورا محوريا في خدمة الاهداف الايرانية بأن يصبح بنفسه هدفا للإجراءات الامريکية.

العين الامريکية التي صارت لاتکتفي بمراقبة النظام الايراني وإستهدافه لوحده فقط وانما صارت تبحث وتتقصى خلف أذرعه في بلدان المنطقة والتي هي عبارة عن إمتدادات سرطانية لها، ولاريب إن الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران، صارت هي الاخرى في الحسبان ولاسيما عندما أکد على ذلك التقرير المفصل الذي نشرته وزارة الخارجية الامريکية يوم الخميس المنصرم عن النظام في ايران تطرقت فيها الى نشاطات الحرس الثوري ودعم المجاميع المسلحة في تنفيذ هجمات بأربع دول بينها العراق، حيث أشار التقرير الى أنالنظام الإيراني غير قادر أو غير راغب في التصرف بشكل مباشر ، فقد أتقن استخدام المجموعات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله اللبناني ، والجهاد الإسلامي في فلسطين ، وكتائب الأشتار البحرينية ، وكتائب حزب الله العراقية للقيام بهجمات إرهابية، وهذا مايعني إن الامريکان باتوا يوجهون ضربات تحت الحزام إن صح التعبير للنظام الايراني، وهو مايعني إن اللعب الامريکي مع إيران صار مختلفا تماما وبات يسلك نهجا لم يألفه هذا النظام من قبل بل وحتى لم يتوقعه، الامريکان هذه المرة يريدون أن يقصوا أجنحة طهران من جهة وأن يضعوا ليس حدودا وانما نهاية لدورها المشبوه في المنطقة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular