نادية مراد تلك الفتاة الايزيدية التي نجت من سجون همجية اخطر عصابات الفكر الاسلامي المتطرف( داعش ) ، اثبتت للعالم برمته انه لا توجد عثرة تفصل المرء عن التمسك بخيوط الأمل اذ انه يمتلك الإرادة و الاصرار لكشف الحقائق و المطالبة بتحقيق العدالة اينما وجدت بل البحث عنها في كل بقعة من العالم .
القدرة على النجاة من هكذا تنظيم ارهابي همجي و العودة مرة اخرى للحياة و الوصول الى ما وصلت اليه بعد التغلب على كل تلك المعاناة في الاسر بحد ذاته درس يجب ان يدرس في كتب الارادة و الصمود ايتها العزيزة نادية.
ايقظتي ضمير اغلب قادة العالم ليشعرون بالقليل من الخجل و الرجولة بعد سبات طويل حدثت خلاله و امام انظار جميعهم إبادة اقلية دينية في وضح النهار تعيش بين ٧ مليار نسمة دون ان يحميها احد عندما اهتزت مشاعرهم بكلماتك البريئة بمشاركتك جلسة مجلس الامن في ديسمبر 2016 ، كانت نقطة بداية نهاية الاستسلام و اليأس بل إنطلاقة حملة القضاء على داعش فعليا و على ارض الواقع و انت من كنت كنور شمعة لهذه الحملة يا نادية و وصلتي رسالة واضحة للجميع مضمونها تعرف العالم بقوة المرأة الايزيدية و صمودها امام المعاناة .
ان تكونِ سفيرة للنوايا الحسنة لدى الامم المتحدة و بعد ذلك جائزة نوبل تتشرف بك فهذه إشارة بل واقع لتفتخر به كل امرأة تعاني من العنف الجنسي و كتلة من الأمل لهن في كل دول العالم بغض النظر عن فخرنا بك يا حمامة السلام التي لا تكل ولا تمل من التحليق في سماء الدول و حمل رسائل السلام على اجنحتها.
العواطف و الشعور راودتنا كثيرا ، ادخلتي الفرحة في قلوب الجميع و الآن نعلم تماما ان هناك من منا لا باب يغلق امامه و اصبحت شخصية عالمية مشهورة في الأوساط المختلفة.
لذا هنا اود ان ارسل إليك رسالة متواضعة بصفتك رمز يمثل صوت كل الناجيات و الناجيين من ابادة 3 اب 2014،
كما هو معلوم للجميع ان اغلب الشخصيات العالمية في وقتنا هذا يعتمدون بصورة عامة على نظام جديد و طرق بيروقراطية و رسمية للوقوف بجانب الضحايا و ذلك بتوفير مشاريع مباشرة تستهدف لتوفير فرص العمل للضحايا و كذلك برامج لدعم و إعادة تأهيلهم في مجالات مختلفة و ذلك من خلال تأسيس و انشاء صناديق ، روابط ، معاهد ، اكاديميات و جمعيات خاصة تستقطب الدعم من الدول و المشاريع العملاقة الهادفة لدعم الضحايا عبر بوابة شخصيات و نشطاء عالميين امثالك ، جميعنا نعلم ان اغلب المشاريع لا توقع و تمنح بصفة و صورة شخصية و إنما المساهمين يرغبون التعامل مع جهات رسمية تتعامل بضوابط و فقرات قانونية على أسس النظام الداخلي لكل جهة تسلم او تستلم المشاريع.
يزدا كانت السباقة في توفير الارضية الملائمة لنادية مراد من أجل ايصال رسالتها و لم تبخل بأي جهد من اجلها و رسالتها و لكن في الاخير تعتبر منظمة مدنية غير ربحية تديرها ادارة اخرى قد تختلف توجهاتها عن ما هو مطلوب من نادية في الكثير من الاحيان بل هناك الكثير من مشاريع و اهداف اخرى امام يزدا بحاجة الحصول على الدعم المادي الكافي لتحقيقها لذلك من وجهة نظري الشخصي انها لا تكفي لاستثمار تعاطف العالم مع نادية للعمل على ارض الواقع لمصلحة الضحايا من ابادة 3 اب ( الناجيات نموذجا ) بل قد تكون شريكة مثالية للعمل معها .
برأي الشخصي المتواضع على نادية ان تعتمد على النظام الشائع الذي يسلكها اغلب شخصيات العالم امثالها و ذلك بانشاء صندوق ، جمعية ، منظمة او اكاديمية خاصة بها تحمل إسمها شخصيا للبدء بقيام اعمال خيرية و مشاريع اخرى تستفاد منها غيرها من الناجيات و الناجيين بل ذوي الضحايا بصورة عامة جهودها و تقدير قادة و مؤسسات العالم لمشروعها و رسالتها التي باتت عالمية ، و من خلال ذلك فأنا على اليقين ان الكثير من الجهات و الشخصيات العالمية ستكون داعمة لها و ل( جمعيتها ، صندوقها ، اكاديميتها او اي مؤسسة اخرى تحمل اسمها ) لتقوم بمشاريع هادفة بصورة مباشرة لمصلحة الضحايا و تقديم الدعم لهم ، فإنهم بحاحة لمراكز تأهيل النفسي ، رياض الاطفال ، تعليم و زمالات دراسية ، مشاريع صغيرة و متوسطة توفر لهم من خلالها فرص عمل متواضعة أسوة بصندوق الناشطة الباكستانية مالالا يوسفزي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام في سنة 2017 و التي تقوم برعاية و دعم صندوقها لمساعدة اهلها من الضحايا الكثير من الشخصيات ، شركات ، منظمات ، جمعيات و جهات عالمية اخرى بل اخرها كانت شركة أبل العالمية .
بهذه الآليات نادية تستطيع الحصول على دعم الكثيرين لانجاح مشاريعها و في الوقت نفسه دون ادنى شك ان عدد لا بأس به من اهلها الايزيديين سوف لن يبخلوا بالعمل التطوعي معها و دعما لما تقوم بها بين النازحيين و أينما وجد الايزيديين ، العالم لم يغلق اذانه امامك بعد يا نادية ، انت الآن شخصية عالمية علم العالم بك و بقصتك كل صغيرا و كبيرا ، اغلبهم يرغبون بالوقوف معك و دعم ما تقومين به ، استثمري هذه الطاقات و العلاقات للوقوف مع الاخرين من الضحايا بما فيهم الناجيات و الناجيين الايزيدين.
و في الاخير اود كثيرا ان اعبر لك عن فخرنا بك و لكن لا جمل تستطيع كتابة ذلك بل يفوق كل التعبيرات ، ابقي بسلام و الى الامام و الاستمرار دائمآ و ابدا .