الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالحسم الاجدى للملف النووي الايراني : سعاد عزيز

الحسم الاجدى للملف النووي الايراني : سعاد عزيز

الاجتماع الذي عقده مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء الماضي من أجل مناقشة تنفيذ إيران للقرار 2231، الذي أقر في عام 2015 حول برنامجها النووي، يمکن وضعه ضمن الاجتماعات”الماراثونية” من حيث التصدي للملف النووي الايراني وحسم أمره، وکالعادة فقد کشفت الأمم المتحدة في تقريرها العاشر عن الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015. وأشار التقرير إلى أن إيران ركبت سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الحديثة IR-2M في المحطة. كما خصبت حتى 4.5 في المئة من اليورانيوم 235، أي أعلى من النسبة المتفق عليها. وحلل التقرير المعلومات التي تتعلق بوجود أربعة صواريخ إيرانية مضادة للدبابات من طراز دهلاوية في ليبيا، إذ أثبت التقرير أن أحد الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، له خصائص تتفق مع صواريخ إيرانية. وإذا ماأضفنا الصواريخ التي قام النظام الايراني بإرسالها للحوثيين في اليمن وللميليشات التابعة له في العراق ولبنان، فإن الصورة تتوضح بشأن عزم هذا النظام على الاستمرار قدما في إنتهاکاته وخروقاته للإتفاق النووي وهو بذلك يتحدى الارادة الدولية عن سابق قصد وإصرار.
هذا الاجتماع الذي يأتي وموضوع عودة الولايات المتحدة الامريکية والنظام الايراني نفسه للإتفاق النووي يتم طرحه والتأکيد عليه، مع ملاحظة إن هناك ثمة معوقين أساسيين أمام هذه العودة بحيث لايمکن أن تصبح تلقائية ولذات الاتفاق الذي تم عقده في صيف عام 2015، والمعوقان يتجليان في أن سياسة الضغط القصوى التي مارسها ترامب على النظام الايراني وکذلك تمادي النظام الايراني في خروقاته وإنتهاکاته وتفسيره للعديد من البنود وفق مايصب في مصلحته، تجعل هناك الکثير من الصعوبات أمام العودة لهذا الاتفاق من دون إحداث ثمة تغييرات تسد الباب أمام تمادي النظام الايراني في خروقاته.
المسألة الاخرى، إن الاتفاق النووي الذي کان المجتمع الدولي عموما ومجموعة دول 5+1، کان يطمح الى إنه يحد من تطرف النظام الايراني ويقلل من تدخلاته في بلدان المنطقة غير إن هذا الاتفاق وکما حدث وجرى بعده قد أطلق يد النظام بصورة ملفتة للنظر في بلدان المنطقة وکما لم يحدث من قبل وقد کان العامل الاهم وراء ذلك هو الاموال المجمدة التي قام النظام بصرفها على توسيع نطاق تدخلاته هذه وعلى توسيع نطاق تجاربه الصاروخية أيضا بالاضافة الى إن النظام الايراني قد شکل خطرا جديا على الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط بعد الاتفاق وصار يقوم بالتهديد علنا بواسطة أذرعه في المنطقة ويسعى من أجل فرض طروحاته وأفکاره في الامور والقضايا المختلفة. والحقيقة التي على العالم أن يعلمها ويعيها إن هذا النظام وکلما کان هناك ثمة تساهل ومرونة معه فإنه يقوم بإستغلال وتوظيف ذلك لصالحه ويستمر بتنفيد مخططاته وخروقاته وإنتهاکاته للاتفاق النووي، وبقناعتنا فإن السبيل الوحيد للتعامل مع هذا النظام والذي نراه الاجدى نفعا وتأثيرا هو اسلوب الحزم والصرامة وإلزام النظام بتنفيذ البنود وبخلافه فإنه يواجه موقفا دوليا أشد صرامة ومن دون ذلك فإن الامر أشبه بماراثون لانهاية له!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular