في احدث انتاج درامي لكندا مسلسل “آن مع الف ممدوده” يتناول حقبة 1885 الى 1900 حول فتاة يتيمه صهباء تتعرض للتنمر والاضطهاد منذ طفولتها ووفاة ذويها وانتقالها الى ميتم, ثم تتبناها عائلة ريفية طيبة جدا.
المسلسل عبارة عن قطعة ادبية رائعة مع لغة عالية ورصينة وضع الكاتب اغلب وعيه وتعابيره الرائقة على لسان هذه الطفلة, القصة انتجت اربع مرات او اكثر اخرها كان هذه السنة.
المقصود ان المسلسل استعرض الهمجية والعنصرية التي كان يمارسها الشعب الكندي ضد المختلفين او الغرباء لاسيما السود والايتام والفقراء والهنود الحمر وكيفيه حدوث التطور والتغيرات التي يفرضها الجيل الواعي
الذي لفت انتباهي ان المسلسل يظهر الجانب المتخلف في حضارة الغرب وتمدنه ويبين كم كانت المجتمعات قذرة وظالمة وحكوماتها الاقذر بقوانينها العنصرية.
الدراما العراقية لم تستطع لحد الان من الاشارة الى الطائفية والعنصرية التي تعرضت لها شريحة كبيرة ومهمة من الشعب العراقي طوال 90 سنة ولحد هذه اللحظة, ولم يتجرأ اي كاتب من تفكيك هذه الاشكاليات والامراض المتعصية لغرض وضع حلول لها كي يتجاوزها الشعب العراقي بدل تحويل الحياة الى صراع دائم ربما نورثه لاطفالنا والاجيال القادمة.
فالاعلام مازال يمجد القتلة والطائفين والخونة والقادة المهزومين ليصنع منهم رموزاً بدل ادانتهم اجتماعيا وثقافيا ومحاكمة هذا التاريخ المخزي!!..
بل مازلنا رسميا نتنمر على الشرائح المسالمة والمثمرة والمقاتلة والمضحية, وكأنّ الجهل الذي قاد فترات الحكم الطائفي والعنصري من 1920 الى 2003 هو نفسه مازال يتحكم بوعي من يدعون الوعي والوطنية الان وهم بالاساس صناعة تلك الحقبة اللعينة,رغم توفر المواد الواقعية لصناعة دراما كبيرة,من سجون واعتقالات ومقابر جماعية وتمييز طائفي ومناطقي.
اعتقد اذا استمر الجبناء واللصوص وبقايا اوضار البعث بقيادة الاعلام العراقي وتشكيل الوعي الجماهيري فلن تكون هناك محاكمة ولا اعتراف مشرف ولا حقيقة موضوعية يمكن نقلها الى الاجيال القادمة.
وكما قال احد اجلاف العرب ” ان الحسين قتل بسيف جده” سيقول المرتزقة ان الشعب خذل الطغاة في سعيهم لبناء الوطن