قبل عدة أيام بعث لي أحد الأخوة رسالة الكترونية على الخاص، كانت مرفقة بكتاب من الشخص الذي ذكرنا اسمه في عنوان المقال أعلاه مرسلة إلى جهة رسمية في حكومة إقليم كوردستان، لكن الرسالة مليئة بالأخطاء شكلاً ومضموناً. كالعادة، طلب مني الأخ المرسل، أن أمكن أكتب رداً على إدعاءات الشخص المذكور أعلاه. لقد شاهدت هذا الشخص صاحب الكتاب المرسل ذات مرة في قناة “زاگروس” الفضائية الكوردية الناطقة بالعربية، استضافه المحاور محمد جبار في برنامجه “بوضوح” مع الآخرين، وجدته من خلال تلك الحلقة إنساناً ضحلاً لا يفقه شيئاً في أي شيء، إنه عبارة عن إنسان فوضوي ليس إلا، لا يوجد في جعبته شيء ما يقوله للمشاهد، أضف لهذا، حتى أن لغته العربية ركيكة وغير مفهومة حين يتكلم بها الخ الخ الخ.
طبعاً اسمه، اسم علم توراتي (عبري)، يعني يوسف، إما جوزيف هو الصيغة الإنجليزية له؟؟ لكن، تجده مع هذا يزايد على الآخرين بعراقيته المشكوكة بها؟؟ إما صُليْوة، على ما أظن أنه تصغير لكمة صلاة؟؟ لكن جوزيف كتبه بهذه الطريقة: صليوا؟؟ أنني لا أجزم، لكن، إذا يعني شيء آخر غير تصغير الصلاة فليصحح لنا السيد جوزيف. إما اسمه الثالث “سبي” لا أعلم هل هو لقب أو اسم، حقاً لا أعرف ماذا يعني. ربما كغالبية المسيحيين في كوردستان يكون اسماً أو لقباً كوردياً كُتب بصيغة عربية “سبي”، لأن غالبيتهم – المسيحيون- إذا لم نقل جميعهم ينتمون للشعب الكوردي في عموم كوردستان، إلا أن عقيدتهم مسيحية، نسطورية أو يعقوبية، نسبة إلى نسطورس، ويعقوب البردعي مؤسسي تلك الجماعتين المسيحيتين. لكن، المسيحي الذي يعيش خارج جنوب كوردستان، وتحديداً في المدن العراقية، عَرَفَهم رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في تصريح له لوسائل الإعلام: بالجالية المسيحية في العراق!. وهذا تشخيص وتعريف واضح وصريح من السيد نوري المالكي بأن هذه الجالية التي تضم عدداً من الطوائف العقدية ليست عراقية؟؟. فلذا، وفق كلام زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي والتفسير اللغوي لكلمة الجالية يجب عليهم أن يدفعوا الجزية؟؟!! لأكون دقيقاً في ما أنقل، الجالية لغوياً تعني: كل من لزمتهم الجزية من أهل الكتاب… . ولكلمة الجالية معنى آخر أيضاً، إلا وهو جماعة من الناس تعيش في وطن جديد غير وطنها الأصلي. بلا أدنى شك، أن كلام نوري المالكي في جانبه التاريخي، وليس التشريعي صحيح؟، لأن عموم الشعوب السامية بما فيها العرب شعوباً جزرية، كانوا في الجزيرة العربية وشمالها، ومن ثم نزحوا أو غاروا على سواد العراق وكوردستان واستوطنوها عنوة. لكن، أن جميع النساطرة واليعاقبة الذين في كوردستان كما أسلفت في سياق المقال هم جزء من الكورد، وذلك وفق مصادر تاريخية معتبرة دونت في صدر الإسلام، كنا قد ذكرناهم في كتاباتنا السابقة. راجع مقالنا الذي من خمسة حلقات بعنوان: الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية. على أية حال. إليك بعض ما قاله غير الكورد عن انتماء مسيحيي كوردستان للشعب الكوردي. للعلم، كانت هناك أسماء كوردية كثيرة تبوأت في القرون الأولى للميلاد مناصب متقدمة في السلم الكنسي مثل (بهنام) و(هرمز) و(مهر نرسي) وشقيقته (مهدوخت) و(شمو) و(بارشبا الشهرزوري ). وذكر المطران (ادي شير) (1867- 1915) أسقف الكلدان، عدة أسماء لرجال الدين المسيحي من الكورد مثل: ” تقلا، و دانق، و ماما “. تقول المصادر المسيحية ” خرج من بين الكورد قساوسة ورجال اكليروس خدموا المسيحية واستشهدوا من أجلها” وذكر المؤرخون والرحالة الكورد المسيحيين في كوردستان في صدر الإسلام وما بعده، منهم المؤرخ العربي الشهير أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الكوفي المتوفى سنة (346) للهجرة حيث ذكر اليعاقبة الكرد أو النصارى الكرد، وقال أن هؤلاء الكورد المسيحيين اليعقاقبة والجورقان وأن ديارهم تقع مما يلي الموصل وجبل جودي يسمون بالأكراد بعضهم مسيحيون من النساطرة واليعاقبة وبعضهم الآخر من المسلمين. وذكر المؤرخ واللغوي البريطاني (وليم مارسدن) (1754- 1836) في كتابه (رحلات ماركو بولو) ص (37) عن الرحالة الإيطالي الشهير (ماركو بولو) (1254- 1324م) الكورد المسيحيين، قال عنهم ماركو:”إن هناك شعباً كردياً مسيحياً يسكن في جبال الموصل”.
الآن دعونا ندخل في صلب الموضوع. إن السيد صليوة كما قلت لكم أعزائي القراء، أنه إنسان لا يفقه شيء ولا يعرف أي شيء. أولاً: أنه كان نائباً سابقاً في الدورة الثالثة للبرلمان الاتحادي العراقي، والآن نحن في الدورة الخامسة له، وهذا يعني، أن حضرة السيد جوزيف صليوا سبي كان نائباً سابقاً لدورة واحدة فقط، ولم ينتخب لدورة ثانية؟ أي: إنه الآن مواطن عادي، ليس له أية صفة رسمية. إن جوزيف هذا، بعث قبل أيام معدودة كتاباً إلى السيد وزير الإقليم لشؤون المكونات، لكن نتيجة لعدم فهمه للهرم الوظيفي دَوَنَ الكتاب بالمداد الأحمر؟! إنه لم يعلم، أن الحكومة لها هيكلها التنظيمي في المخاطبات وإرسال الكتب الرسمية، لا يجوز للمرؤوس أو المواطن العادي أن يرفع كتاباً إلى رئيسه أو إلى الجهات الأعلى بالمداد الأحمر. يستحسن بصليوا أن يعلم هذا في المرات القادمة. الشيء الآخر، أنه سمى كتلته باسم الوركاء، أعتقد أن كتلته عبارة عن مقعد واحد حصل عليه صليوة من خلال الكوته الممنوحة للأقليات القومية والدينية. هذا ليس موضوعي، إنما اسم الكتلة هو الذي يهمني المسمى “الوركاء” ليس اسم حقيقياً وأصلياً، بل الاسم الأصلي الذي اقتبس منه الوركاء هو “أوروك”،غير رسمه الساميون حين جاءوا من شبه الجزيرة العربية واستوطنوا أرض سومر، كالعادة حتى يناسب لفظهم غيروا اسم “أوروك” الكوردي، الآري إلى وركاء. الشيء الآخر الذي استخدمه ويجب أن يحاسب عليه وفق القانون، إلا هو استخدامه للأوراق التي تحمل اسم مجلس النواب الاتحادي العراقي، وهذا ما لا يجوز قط، لأنه ليس نائباً في المجلس المذكور الآن حتى يستعمل أوراقه وأختامه. للعلم، أن جوزيف صليوة لم يؤرخ كتابه المذكور بتاريخ؟!. لقد حدث قبل فترة وجيزة أن النائب الأول لرئيس مجلس النواب (البرلمان) حسن الكعبي اتهم النائب السابق من الأقلية التركماني، واسمه نيازي معمار أوغلو، لم يقف الكعبي عند حد الاتهام، بل قدم دعوى قضائية ضد المذكور، وذلك بشأن انتحاله صفة عضو في مجلس النواب الحالي، مع أنه مثل صليوة كان عضواً في الدورة السابقة وليس الحالية. إن السيد جوزيف صليوا سبي بدأ رسالته هكذا: المطاليب المقدمة حول حقوق الأقليات في الأقليم… . – الأصح يكتب الإقليم- لم يقل صليوة أي إقليم؟! النقطة الأخرى، إنه يتكلم عن الأقليات في الإقليم. ألم تحصل الأقليات العرقية والدينية في جنوب كوردستان على أكثر من حقوقها كأقليات؟. أليس لديهم وزير، ومدير، ونواب في البرلمان الكوردستاني، ومديرية عامة للنشر غير مرتبطة بأية وزارة في إقليم كوردستان الخ.
ثم، يبدأ صليوة أولاً: يكون اسم الإقليم اسم جامع يتفق عليه من قبل مكوناته المتنوعة وليس اختزال التنوع باسم مكون واحد.
ردنا على الجزئية أعلاه: يا صليوة، اعلم، أن كوردستان، وطن الشعب الكوردي، هذا هو اسمه هذا الوطن العريق قبل أن تعتنقوا أنتم العقيدة المسيحية، وقبل أن يأتي التركماني من طوران مع الجحافل الصفوية والعثمانية، أعلم يا صليوة، أنكم لستم مكون، بل أقلية دينية اعتنقت المسيحية وبقيت في كنف شعبها في عموم كوردستان كالإيزيدية والشبك والكاكائية والعلوية الخ. لو الأقليات تفكر مثلك تفكير… يا صليوة يجب أن فرنسا التي اسمها تعني الفرنجة، نسبة لشعب ألماني، أن يطالب المسلمون بملايينهم السبعة التي فيها بتغيير اسمها إلى اسم جامع؟. وهكذا بالنسبة إلى السعودية، التي سميت قبل أقل من قرن بهذا الاسم نسبة لسعود جد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن. وكذلك إيران، التي تعني أرض الآريين، بينما العرب، والأتراك، والتركمان التي فيها ويشكلون أكثر من 50% ليسوا آريين، فلذا وفق نظريتك… يجب أن يغيروا اسمها إلى اسم جامع كما تزعم!!. وحسب عقيدتك الفذة يا صليوة، يجب أن يغيروا اسم كازاخستان لأنها تحمل اسم قبيلة، واليوم فيها أقلية كوردية يجب على اسم البلد يشير إلى وجودها؟. وهكذا بالنسبة لجمهورية أرمينيا التي فيها أقلية كوردية يجب أن تسما كورمينيا نسبة للكورد والأرمن، قليلاً من العقل يا صليوة. لما لا تطالب تركيا التي تأسست عام 1923 وتخضع لحكمها شمال كوردستان بملايينها الـ20 أن تغيير اسمها إلى اسم جامع؟؟. بناء على ما يزعم صليوة، يجب على العرب في سوريا أن يغيروا اسمها، لأنها كما يقال في كتب التاريخ أنه اسم آرامي ليس بعربي؟. وهكذا نمسا= أوستريا، ودانيمارك، وبلدان أخرى كثيرة تحمل اسم شخص أو قبلية أو شعباً واحداً. حقاً أنكم كمسيحيين ناكري الجميل، تتنعمون بالأمن والأمان في جنوب وغرب كوردستان، لكن كالعادة تعضون يد الكوردي التي تمتد لكم وتنقذكم من الهاوية؟!. دعني في ختام هذه الجزئية أن أذكرك يا صليوة بشيء أنت أقسمت على أن تكون أميناً عليه، إلا وهو الدستور الاتحادي العراقي الدائم، ألم يذكر هذا الدستور اسم إقليم كوردستان حتى بدون لاحقة العراق خمسة مرات في المواد التالية: الفقرة الثالثة المادة الرابعة مرة واحدة، والفقرة الأولى المادة 117 مرة واحدة، والمادة 141 ثلاث مرات. أعتقد هذا يكفي في هذه الجزئية.
يزعم صليوة في الجزئية الثانية: إن يعبر علمه عن جميع المكونات وليس عن مكون بعينه حيث العلم الحالي هو علم كوردي وليس علم جامع.
توضيحنا على ما جاء أعلاه للسيد صليوة ومن يتبنى تزعماته: يا سيد صليوة، لما لم تقل مثل هذا الكلام… عن العلم العراقي في البرلمان العراقي عندما كنت عضواً فيه؟! الذي دستور العراق في مادة رقم 12 الفقرة الأولى يقول: ينظم بقانون، علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز إلى مكونات الشعب العراقي. يا صليوة، دعني أأتي لك بعلم دولة تعتبر مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان الأول في العالم إلا وهي دولة السويد، أن علمها عبارة عن صليب مسيحي باللون الأصفر على أرضية زرقاء. للعلم، أن غالبية الشعب السويدي اليوم شعب علماني لا يؤمن بما وراء الطبيعة قط؟ أضف أن في السويد أربع قوميات غير القومية السويدية الكبيرة وجدت على أرض السويد قبل مجيء السويديون بآلاف السنين وهي: 1- مينكيلي 2- رومني 4- يديشي 4- سامي وهذا الأخير موجود في دولة النرويج أيضاً، البلد الذي لجأت إليه حضرتك يا صليوة وهذه القوميات منها غير مسيحية، هل طالبوا يوماً ما بتغيير علم السويد، وهكذا هو علم نرويج وفنلدا وإيسلندا ودانيمارك فيها رسم صليب، بينما في هذا البلدان قوميات لا تؤمن بالمسيح ولا المسيحية، هل طالبوا يوماً ما بتغيير العلم السويدي أو أي على علم آخر من أعلام البلدان المذكورة؟. ثم، أن العلم الكوردي هو امتداد تاريخي لراية الثائر الكوردي كاوه الحداد “درەفشی كاوياني= Darafshy Kawayany” وعلم دولة ميديا، التي قضت على الكيان الآشوري المعتدي.
” أعتقد أن من أهم مكارم الأخلاق،
شكراً لكِ ولكَ على قراءة المقال
28 12 2020