حلم الاوساط الحاکمة في طهران بعودة الاتفاق النووي لعام 2015، والذي صار في حکم الميت سريريا، والذي يمکن لمسه على سبيل المثال لا الحصر من خلال إدراج بيع مليوني و300ألف برميل نفط بشكل يومي في ميزانية عام 1400 (الإيراني)، لايبدو إن هناك على أرض الواقع مايمکن أن يوحي بتحقق هذا الحلم خصوصا عندما يطلق المرشد الاعلى للنظام تصريحا ملفتا للنظر يعبر عن المستقبل المظلم الذي ينتظر هذا النظام عندما قال: “لا تثقوا بما يطلقه هذا وذاك من وعود” علما بأن يعلم جيدا بأن نظامه يعيش على أمل رفع العقوبات وليس أي شئ آخر.
حلم النظام ذلك الذي أشرنا إليه يتبدد يوما بعد يوم مع المواقف المعلنة من جانب بايدن والمعينين في إدارته ومن جانب الاوربيين، بل وإن صحيفة”وطن أمروز”المحسوبة على جناح خامنئي والصادرة في (26 ديسمبر/كانون الأول 2020)، تستمر في التأکيد على المستقبل المظلم والمجهول الذي ينتظر النظام من إدارة بايدن حينما کتبت تقول: “في هذه الظروف، من شأن ما يؤكد البعض في إيران على التعامل الإستراتيجي مع الإدارة الأمريكية وجو بايدن نفسه أن يسفر عن أخطر مواقف للمصالح الوطنية الإيرانية” وترى الصحيفة بأن النظام الايراني لن يشکل شيئا أمام نبايدن وإدارته قياسا ومقارنة بالامور الداخلية الامريکية بقولها: “وفي مثل هذه الظروف تشبه التوقع لرفع المشكلات الداخلية في إيران من بطن السياسة الخارجية الأمريكية بحلم على عكس أن تكون حقيقة إستراتيجية. ولا تحتاج إدارة بايدن إلى رفع العقوبات ضد إيران ولا تمر بظروف تقتضي أن تجعل هذه المسألة في أولويتها” وتتصور صحيفة “وطن امروز” ظروف النظام والاتفاق النووي أسوأ من قبل الانتخابات معتبرة أن الضغوطات المفروضة من قبل المنظمات الدولية سوف تتزايد وفضلا عن ذلك سوف تطال قضية انتهاك حقوق الإنسان النظام، عندما تقول: “لا شك في أن مسألة حقوق الإنسان هي من أعمال جادة لإدارة بايدن لممارسة الضغط على بلادنا ولا بد من الانتباه أنه وفي هذا الشأن لا فرق بين العقوبات النووية والعقوبات في مجال حقوق الإنسان”، أما صحيفة “مستقل” التابعة لجناح روحاني، فإنها ونقلا عن خبير حکومي قائمة تضم حالات الإخفاق للنظام في المفاوضات النووية حيث يمكن الاستنتاج مدى آثار كأس السم النووي على جسد النظام من خلال التمعن في أية واحدة منها بقولها:” سلبت المفاوضات المبكرة السابقة لأوانها قبل التزود بالقدرة النووية التامة، فرصة لن تعوض من أجل أخذ الامتيازات وخوض التفاوض من منطلق القوة، كما تسببت في تبديد احتياطات اليورانيوم كمكسب للمساعي الجادة للعملاء النوويين كما وللأسف أدت إلى فقدان النخبة النووية للبلاد كاحتياطات بشرية لا يمكن التعويض عنها وفضلا عن الاستثمار الوطني في مجال القدرات النووية وحدوث ظروف مقيدة وعقوبات يمكن الادعاء أنه وطيلة التأريخ المعاصر لم يكن بلد يتعرض لهذا الحجم والنوع من العقوبات، كما أحدثت ظروفا جعلت مشروع الاقتدار الصاروخي الإيراني لدراسات وبحوث دقيقة من قبل باقي الحكومات”، من هنا فإنه يبدو واضحا جدا بأنه ليس هناك غير الخيبة والاحباط في إنتظار النظام الايراني من بايدن وإدارته.