ونحن نودع العام الثقيل، عام 2020، أعلنت شبكة منظمات مجتمع مدني فنلندية، مناهضة للعنصرية وكره الأجانب عن منح جائزتها السنوية التقديرية (جائزة راسموس ـ اختصار لاسم الشبكة)، للفنان العراقي عبد الأمير الخطيب تقديرا لجهوده والعمل لأجل مجتمع فنلندي متعدد الثقافات في لقاء حصل افتراضيا على الانترنيت على امل إقامة حفل خاص لتسليم الجائزة في الربيع المقبل.
وفي اتصالنا مع الفنان الخطيب أعرب عن شكره للقائمين على عمل الشبكة ونشطاءها وثقتهم العالية بعمل ونشاطه، وأعرب عن سروره كون الجائزة تمنح من قبل لجنه من اختصاصيين يعملون في مجالات مختلفة وهذه اللجنة تتغير كل سنه لترشيح الشخص المناسب، مما أعطاه الثقة بعمله ونشاطه ودفعا للمضي قدما لمواصلة نشاطه لذات الأهداف.
كانت الشبكة تأسست عام 2002، وحضر الاجتماع التأسيسي، جمعية اتحاد حقوق الإنسان والصليب الأحمر الفنلندي وجمعية الأمم المتحدة الفنلندية وعشر منظمات أخرى. ولاحقا تم تسجيل الشبكة رسميا كجمعية في 2011 وتم التوقيع على الوثيقة التأسيسية من قبل منظمات اتحاد حقوق الإنسان، واتحاد الحضارة الديمقراطية، الحزب الشيوعي الفنلندي، وأعضاء في البرلمان عن حزب الخضر الفنلندي.
اتخذت الشبكة مواقف مناهضة للعنصرية واستضافت العديد من الأحداث الرياضية والموسيقية المناهضة للعنصرية. وسبق ومنحت الجائزة للعديد من الشخصيات الفنلندية منهم الصحفية والناشطة المدنية الفلسطينية ميا أبو حنا، تقديرا لعملهم الدؤوب من اجل رفاه المجتمع متعدد الثقافات والاعراق وعملية إندماح حقيقي.
يذكر ان الفنان الخطيب من مواليد مدينة النجف عام 1961، ومقيم في فنلندا منذ عام 1990، في عام 1997 وبالتعاون مع بضعة فنانين تشكيليين أسس (شبكة الفنانين المهاجرين في أوروبا)، والتي مقرها هلسنكي، وتصدر مجلة شهرية باللغة الانكليزية اسمها (ألوان كونية)، بلغ أعضاء المنظمة قرابة 400 فنان ينتمون لأكثر من 40 بلداً، يشكّل الفنانون العراقيون نسبة كبيرة بينهم، ومنهم اسماء لامعة في الحركة الفنية العراقية، واستطاعت شبكة الفنانين أن تنظم العديد من المعارض المشتركة في بلدان أوروبية. وللشبكة مساهمة فكرية فاعلة في حوارات حضارية تختص بمفهوم (الثقافة الثالثة) ونشاط الفنانين المنفيين والمغتربين في أوروبا.