الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتحسن حاتم المذكور : انهم يغتالون العراق...

حسن حاتم المذكور : انهم يغتالون العراق…

 

1 ـــ شعوب العالم, تتفهم معاناة العراقيين, وتحترم تاريخهم الحضاري, تتضامن معهم وتتمنى لهم ان يتجاوزوا نكبتهم, ثم يعيدوا ترتيب حاضرهم وتمتين مستقبل اجيالهم, وحدها الأنظمة تخشى العراق, انه خوف له جذور تاريخية وحضارية وجغرافية, الأنتفاضة الراهنة في جنوب العراق ووسطه, هي الأكثر اثارة للقلق, تذكر الأنسان العراقي بحقيقته, وتثير في نفوس الدخلاء وطوابيرالتبعية الريبة, من ان يضيء السراج المعرفي للعراقيين, طريق مستقبل شعوب المنطقة برمتها, لهذا اصر الطامعون, ان يبقى العراق منهكاً, وتبقى محافظات الجنوب والوسط شبه منكوبة, يفترسها الفقر والجهل والأوبئة, ليبقى اهلها مشروع مجازر وحروب وحصارات وعبودية وفتن داخلية.

2 ـــ لا يمكن للعراق ان يتحرر من تدخلات خارجه, ان لم يتحرر من تبعية داخله, بعد انقلاب 08 / 1963 شباط الأسود, وتصفية الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم واسقاط ثورته التحررية, ابتداءت النكبة العراقية التي كلفت العراقيين ملايين الشهداء والجرحى والمعاقين والأرامل والأيتام والمهجرين والنازحين, كانت بربرية غزو واحتلال واختراقات وخيانات محلية غير مسبوقة, استعملت فيها جميع اسلحة الدمار الأجتماعي والأقتصادي والسياسي والبيئي والديني, وتلعب الآن, طائفية المذاهب الأسلامية ادواراً بشعة في انهاك الدولة والمجتمع, واضافت رصيد مرحلتها لخزين المقابر الجماعية, تشويهاًت مرعبة للبنية المجتمعية, وخراباً مخيفاً للقيم والأخلاق, فأكملت للنظام البعثي رسالته.

3 ـــ لم يصدق العراقيون, ان معارضة النظام البعثي, كانت فاسدة ومأجورة من داخل بيضتها, كانت كيانات نموذجية لأكمال اغتيال العراق, كمشترك عقائدي بينها وبين النظام البعثي, لا فرق ان كانت التبعية لأمريكا او لأيران او تركيا والخليج السعودي, ما دام الهدف انهاك الدولة العراقية والغاء دورها واختراق سيادتها, وعبر اقلمة وفدرلة الوطن والمواطن, يتم اغتيال العراق, الأحزاب والكيانات الأسلامية والقومية, التي تشكلت منها العملية السياسية بعد عام الأحتلال في 2003, جعلتها تبعيتها الأكثر اندفاعاً في اشعال حرائق الفتنة المجتمعية, والأكثر استعداًداً لأختطاف العراق واغتياله, وحاصرت خيارات العراقيين, بين ان يكونوا او لا يكونوا, فكانت انتفاضة الجنوب والوسط قرارهم التاريخي.

4 ـــ انتفاضة الجنوب والوسط, ليست محدودة  باصلاحات لا تستطيع حكومات الفساد والتزوير انجازها, هي انتفاضة اهدافها جذرية, والمنتفضون خسروا كل شي وليس لديهم فائض ليخسروه, الأنظمة القومية والأسلامية, هما وصفة الخراب الأسوأ, التي يمكن لامريكا ان تقدمها للعراق مدعومة بأطماع الجوار, هنا يجب تطهير المؤسسات العسكرية والأمنية من الضباط  القدامى الذين رشتهم حكومة الفساد والتزوير ومذهبتهم, ووظفت خبرتهم في قمع الحراك الشعبي, يبقى السؤال جارحاً في بلعوم المجتمع العراقي: من ادخل داعش ومهد لها احتلال ثلث العراق, من دون ان تخسر قتيلاً واحداً, ثم اخراجها (بتزوير انتخابي عظيم!!), حمّل العراقيين ثقل الدمار الشامل؟؟, لعبة قذرة كان وليدها, تجمع مليشياتي (بقيادات) تبعيتها  لايران, لا يعرف العراقيون يقيناً , كيف سيكون مصيرهم مع هذا الوليد الغريب, الحكومة التي ستتشكل من كيانات فضائح التزوير الأخير, ستجعل من العراق حسينية عملاقة للجارة الشرقية, وهنا على  كل مواطن عراقي (شريف), مرجع ديني او سياسي او ثقافي, ان يلتحق بالأنتفاضة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular