مازال أهلنا في ( الجراح )و(ولاته جيلكا) يحتفلون بأقدم عيد عند الشعب الكردي ( الأيزيدي ) باتزميا جيلكا ، والذي يبدأ في نهاية الأسبوع الثاني من رأس السنة الميلادية ويستمر لمدة سبعة أيام كل يوم له طقوس دينية وإجتماعية محددة بدءاً بنظافة المنزل وغسل البدن وتحضير الخبز الخاص لهذه المناسبة ثم تذبح الذبايح وتقسم إلى سبعة أجزاء كل جزء يُنسب إلى ( ملاك ) ويتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين ويمكن الأحتفاظ بقسم منها لأسرته ، وأيضاً يتم توزيع الخيرات على من هم بحاجة دون تمييز كلاً حسب قدرته المادية ، ثم تولع ( الجرا ) وهي عبارة عن فتيل من قماش الخيش الأبيض يوضع وسط أناء من الفخار ويسكب فيه زيت الزيتون أو الدهن الحيواني ثم يوضع فتيل كبير وسطه وهو يرمز لرب الأسرة والفتائل الباقية أصغر منه بعدد أفراد الأسرة تحيط به بشكل دائري وهي ترمز إلى الحياة والنور .
أخيراً تبدأ التهاني أولاً من دار ( البّير ) الذي يمثل الأساس الديني لدى عموم الإيزيديين ويأكل القوم شيء من خبزه للتبرك ثم يمضون لتقديم التهاني للجيران والأهل .
الميثولوجية ( mythology ) الدينية عند الإيزيديين تقول : أن تلك الأيام السبع قد أنهى الخالق عز وجل فيها تكوين ( الأرض ) تجميدها ، وبعث الروح في ( الملائكة ) السبع لهذا تقام الأحتفال بهذا العيد المجيد كل عام في بداية رأس السنة الشرقية لإحياء تقاليد الأولين بالشكر والعرفان بنعم الله عليهم وتجديد العهد للخالق (بالولاء والطاعة والعبادة) .
من الطقوس المتعارفة عليها أيضاً التوجه إلى رب العرش العظيم بالدعاء للأمواتهم بالرحمة والمغفرة ، ورفع الأوبئة والفتن من الأرض ، وأصلاح حال الذرية بأن يكونوا عباداً صالحين عابدين شاكرين لربهم ساجدين موحدين .
رغم تشتيت الشمل في بقاع الأرض بسبب الظروف (الأمنية والمعيشة) مازالوا متمسكين بأحياء تلك الطقوس أحياءاً لثراتهم الديني والأجتماعي منذ آلاف السنين بين عشائر ( داسنيا ) وعشيرة ( جيلكا ) أحد بطونها كما أن عشيرتي الدنان والشرقيان ينسبا إليها ، وكان الداسنيون لهم أمارة تسيطر على معظم مناطق بهدينان وسهل القوش وعاصمتها كانت دهوك .
بهذه المناسبة المباركة أتقدم بأسم عائلة (( درويش عفدي )) لأهلنا عشائر (( جيلكا )) بالمباركة والدعاء لهم بأن يكون هذا العام عام خير وبركة وخاتمة الأحزان والأمراض وبداية الصحة والسلام على البشرية جمعاء .
🌿⚘كل عام وأنتم بألف خير يا رب⚘🌿.