الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتمخاض الفأر : محمد حسين المياحي

مخاض الفأر : محمد حسين المياحي

هناك جدل ولغط مستمر في الاوساط الحاکمة في طهران محوره التلويح بالانتقام للإرهابي قاسم سليماني في ذکرى تصفيته السنوية الاولى، والذي يلفت النظر في إن التهديد بالانتقام لايصدر فقط من جانب الحرس الثوري وقوة القدس التابعة لها وإنما أيضا من جانب الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف أيضا وهما المحسوبان على مايسمى بالجناح المعتدل في النظام، وعلى الرغم من إن درجة هذه التهديدات قد إرتفع مستوى سقفها ووصلت الى حد التهديد بإغتيال الرئيس ترامب کما جاء ذلك على لسان قاآني، قائد قوة القدس الارهابية، لکن لاتزال التهديدات بمجملها وفي خطها العام نظرية وأشبه ماتکون بزاوبع في فناجين!

عند ملاحظة تهديدات قادة النظام الايراني، يجب الانتباه الى أنها تکون قوية وإستثنائية ضد بلدان وشعوب المنطقة بل وحتى ضد الشعب الايراني نفسه، لکنها تکون ليس ضعيفة بل وحتى أقرب ماتکون للرمزية کما جرى في التهديدات العنترية التي تم إطلاقها عقب تصفية سليماني وأبو مهدي المهندس، والتي أسفرت في النتيجة عن ذلك الهجوم الصاروخي الفاشل والذي صار موضع تهکم وسخرية من جانب الاوساط السياسية والاعلامية، وليس هناك من أمثلة سابقة تدل على إن النظام الايراني قد قام بتهديدات غير عادية ضد البلدان الغربية وتم تنفيذها فعلا، ولذلك فإنه ليس هناك مايثبت بأن هذه التهديدات جدية.

ماهو الهدف من إطلاق هکذا تهديدات تشارك فيها کل الاجنحة التابعة للنظام وکأنها فرقة سمفونية تقوم بأداء معزوفة موسيقية؟ الحقيقة أن هناك أکثر من سبب ودافع لهذا الامر لعل أهمها وأبرزها يمکن إختصاره فيما يلي:

ـ النظام الايراني يريد أن يرسل رسائل طمأنة الى أذرعه في بلدان المنطقة بشأن إن النظام مازال في کامل قوته وقدراته وذلك من أجل رفع معنوياتهم.

ـ النظام يريد من خلال ذلك إجراء نوع من الضغط على إدارة بايدن قبل إمساکها بزمام الامور في سبيل إبتزازها وجعلها تظهر نوعا من الليونة تجاههدا وقدم لها بعض التنازلات.

ـ يسعى النظام من خلال ذلك التغطية على الضربات والهزائم السياسية التي تکبدها خلال الاشهر الاخيرة وخصوصا فيما يتعلق بمحاکمة الدبلوماسي الارهابي ‌أسدي وکذلك بخصوص إثارة ملف مجزرة عام 1988 التي تم خلالها إبادة 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق ولاسيما وإن هذه القضية صارت قاب قوسين أو أدنى من التدويل.

ـ النظام يريد التخفيف من الانظار المسلطة على المقاومة الايرانية کبديل سياسي قائم للنظام ووالذيحاء بأنه أبعد مايکون عن الانهيار والسقوط.

وفي کل الاحوال فإن قادة النظام الايراني قد عودوا العالم دائما على تهديدات عنترية ساخنة جدا ولکنها في النتيجة لاتعدو عن کونها أکثر من المثل المعروف”تمخض الجبل فولد فأرا”!!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular