لايبدو إن المرشد الاعلى للنظام الايراني سيجد نفسه في موقف جيد أمام الشعب الايراني بعد ردود الفعل الدولية على تصريحاته بشأن منع استيراد لقاحات كورونا الأميركية والبريطانية، حيث رفضت منظمة الصحة العالمية تلك التصريحات وشددت على عدم تسييس القضية، خصوصا وإنه بدأت وسائل إعلام تابعة للنظام الايراني إضافة الى مسٶولين إيرانيين يرددون نفس مزاعم خامنئي، والذي يضع خامنئي أمام مأزق هو في غنى عنه أساسا، إن النظام الايراني قد کان غير موفقا بالمرة في تعامله مع وباء کورونا وإخفاقه وفشله الذريع بهذا الصدد، خصوصا وإن الوباء قد إجتاح إيران بصورة عادية وخلف أعدادا کبيرة من الضحايا لايزال النظام يسعى بکل الوسائل من أجل التغطية على الارقام الحقيقية، وإن الشعب الايراني المتحامل أساسا على النظام وعلى شخص المرشد الاعلى يجد في هذه التصريحات نوعا من الکذب والضحك على الذقون وإطلاق مزاعم لاأساس لها من الصحة.
خامنئي ونظامه اللذان يشعران بالحرج الکبير أمام الارقام المفزعة التي تعلنها منظمة مجاهدي خلق بشأن عدد الاصابات وعدد الوفيات بوباء کورونا، فإنه سعى من وراء تصريحه هذا التغطية على ذلك وإشغال الشعب الايراني بموضوع جديد من خلال التشکيك باللقاحين الامريکي والبريطاني وخصوصا بعد تقاعس النظام في إستيراد اللقاح زاعما بوجود عقبات بسبب العقوبات ولکن دحض زعم النظام الايراني من جانب الولايات المتحدة وإظهار کذبه، قد دفع النظام ومن خلال أعلى سلطة فيه لأن يطلق هکذا زعم سخيف!
لکن لايبدو إن خامنئي قد أطلق تصريحه هذا جزافا خصوصا وإن النظام الايراني وعلى أثر فوز بايدن بإنتخابات الرئاسة الامريکية يسعى بکل الطرق والوسائل والسبل من أجل إبتزاز بايدن خصوصا والغرب عموما من أجل تقديم تنازلات أو تسهيلات لهم، وهو من خلال مزاعمه هذا إذا ماأضفناها الى التهديد الذي قاله النائب في برلمان النظام الايراني أحمد أميري فرهاني، من إنه:” إذا لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات المالية والمصرفية والنفطية بحلول 21 فبراير 2021، سنطرد بالتأكيد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من البلاد، وسنوقف التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي”، کما إنه وقبل ذلك، کان قد هدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90% بعد تعليق التزاماتها بالاتفاق النووي. وقال في تصريحات للتلفزيون الإيراني، الخميس الماضي، إن النظام بات قادرا بسهولة على تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 20% وقد تصل حتى إلى 90%”. ومن هنا فإن ماقد زعمه خامنئي لايمکن أبدا أن يختلف قيد أنملة عن هذه التصريحات المتشددة التي تهدف لإبتزاز واشنطن خصوصا والبلدان الغربية عموما، ولاسيما وإن هناك أکثر من مأزق يواجه خامنئي ونظامه ولابد من السعي لإيجاد ثمة مخرج قبل أن يقع الفأس في الرأس!