في عام 2002، وفي غمرة إنبهار وإنخداع العالم بمزاعم الاعتدال والاصلاح الواهية التي کان يطلقها نظام الجمهورية الاسلاميـة الايرانية من أجل تنفيذ مخططاته السرية وتحقيق أهدافه المشبوهة، کشفت منظمة مجاهدي خلق عن الجانب السري من البرنامج النووي للنظام، والذي أثبت بأن هذا النظام کان يشاغل العالم بالکذب والتمويه ويخفي ويبيت نواياه المشبوهة، وقد کانت خطوة مجاهدي خلق هذه بمثابة ضربة موجعة للنظام لايزال لحد الان قادة النظام يذکرونه ويشيرون إليه بين فترة وأخرى.
اليوم، وبعد مرور کل هذه الاعوام فإن علي أکبر ولايتي، مستشار خامنئي للشؤون الدولية، يطلق تصريحا يحتوي على تناقض ومغالطة مکشوفة عندما قال في مقابلة نشرها الموقع الرسمي للمرشد الإيراني، الثلاثاء: نحن ملتزمون بتعهد ديني ودولي قطعه المرشد الأعلى للثورة، هو أن السلاح النووي محرم. ما عدا ذلك، فإن استخدام السلاح النووي سيكون مباحا لنا إذا كان ذلك ضروريا بالنسبة لنا وسنفعل ذلك”. بل وإن ولايتي لم يلجأ للتناقض والمغالطة في هذا الجانب من تصريحه بل وحتى في جانب آخر يتعلق بإحتمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، عندما قال: “المهم بالنسبة لنا هو رفع العقوبات، سواء عادت أميركا للاتفاق أما لا، رغم أن عودتها ستضر بمصالحنا”، إذ کيف يمکن لنظام لايمتلك سلاح نووي لکنه يقوم بإستخدامه إذا إقتضى الامر، والسٶال هنا من أين يأتي بذلك السلاح إن لم يکن يملکه أو يسعى الى إمتلاکه؟
أما فيما يتعلق بما ذکره عن عودة الولايات المتحدة ورفع العقوبات، فإن رفع العقوبات يرتبط جدليا بمدى إلتزام النظام ببنود الاتفاق النووي وضمان عدم سعيه لإنتاج القنبلة النووية علما بأن کل المٶشرات الحالية لاتثبت حسن نية النظام وإنما العکس، أما کلامه بخصوص إن عودة الولايات المتحدة للإتفاق النووي يضر بمصالح النظام، فإن السٶال هو لماذا إذن قبل وبعد إنتخاب بايدن دعا قادة النظام الايراني الولايات المتحدة وبلهفة بالغة للعودة الى الاتفاق النووي؟
هذا الاسلوب المغالط والذي في الکثير من التناقض في تصريح ولايتي، ليس أول تصريح من هذا النوع وإنما هناك عدد کبير من هذا النوع من التصريح الملفت للنظر والذي لايوجد نظير له في أي بلد آخر في العالم، وبطبيعة الحال، فإن هذه التصريحات المشبوهة أکدت وتٶکد دائما على النوايا السيئة للنظام وعلى مايخبئه من وراء ذلك، وإن هذا التصريح لولايتي وفي هذا الوقت بالذات هو تأکيد على هذا المسار المشبوه للنظام.