بدات الحكومة العراقية بأولى عمليات التعريب في كوردستان في منتصف عام 1961 عندما قام المقدم اسماعيل العباوي مدير شرطة الموصل وأحد ابرز انصار تيار القوميين العرب انذاك حيث قام باسكان عدد من العوائل العربية المقربة منه في قرية محمودان التابع الى قضاء الشيخان حيث تتميز هذه القرية بوفرة الماء الصالح للشرب وايضا بوجود المساحات الشاسعة للرعي وكذلك لامتلاك القرية لاكثر من 400 هكتار من الاراضي الزراعية الجيدة والخصبة وحسب الرواية التي سمعتها من جدي المرحوم قوال رشيد وبشهادة اهل المنطقة انه في بداية ستينيات القرن الماضي قام مدير شرطة الموصل المقدم اسماعيل عباوي باصدار امر باسكان عدد من العوائل العربية في قرية محمودان وتوزيع اراضيهم على العرب القادمين وترحيل الايزيدية او تشريدهم الى القرى المجاورة وبحكم العلاقة التي كانت تجمع المرحوم قوال رشيد مع المرحوم توما توماس مسؤول لجنة محلية دشت الموصل انذاك تم الاتفاق معه على تقديم الشيوعيين المساعدة بابعاد العرب من القرية وكان شرط توما توماس بتقديم المساعدة مقابل انضمام ابناء انضمام ابناء القرية الى الحزب الشيوعي وبعد اطلاع قوال رشيد ابناء القرية على شروط توما توماس وافق الاهالي بالانضمام مقابل اعادة القرية اليهم وقام توما توماس بتزويد المرحوم قوال رشيد بكتاب رسمي معنون الى الزعيم عبد الكريم قاسم شارحا فيها الوضع في القرية مطالبا سيادته بضرورة اخلاء القرية من العرب واعادتها الى سكانها الاصليين وبعدها تم تخويل قوال رشيد ممثلا عن فلاحي القرية مزودا بكتاب رسمي وسافر الاخير الى بغداد لغرض لقاء الزعيم عبد الكريم قاسم وعرض مشكلة القرية عليه وكله امل بان الزعيم سيحل المشكلة وبعد ايام قابل المرحوم قوال رشيد مع سكرتير عبد الكريم بواسطة قيادة الحزب الشيوعي في بغداد وحكى له قصته وسلم له كتاب الحزب الشيوعي وحدد له السكرتير موعد لمقابلة الزعيم وبعد يومين قابل عبدالكريم قاسم واعطاه كتاب توما توماس وحكى له قصته فغضب عبدالكريم من تصرف العباوي فامر الزعيم فورا باخلاء العرب للقرية واعادتها الى اصحابها الاصليين واتصل الزعيم بالسيد عبداللطيف الدراجي متصرف الموصل انذاك وامره بطرد العرب من قرية محمودان وقال له سوف ارسل هذا الشخص بسيارة عسكرية الى الموصل وانه امانة ودمه برقبتك واريده ان يصل سالما الى اهله وعندما يصل اليك يجب ان ترسل معه سيارة شرطة مع امر اداري باخراج العرب من القرية وفي نهاية اللقاء امر عبد الكريم بصرف مبلغ عشرة دنانير كمصاريف له وعاد قوال رشيد الى القرية وبرفقة سيارة من شرطة الموصل بالاضافة الى اثنين من شرطة الشيخان وتم اخراج العرب من القرية وبعدها حاولوا اغتيال قوال رشيد الا انه كان يقظا وقلل من رحلاته حتى ان اهدأت الامور وبهذا عادت قرية محمودان الى اصحابها الاصليين وبذلك انتمى العديد من ابناء القرية واولهم المرحوم قوال رشيد الى الحزب الشيوعي بسبب هذا الموقف مع العلم كانت العلاقة بين الشيوعي والبارتي جيدة لحين فشل ثورة ايلول حيث انضم الشيوعي الى الجبهة الوطنية التقدمية مع البعثيين واتذكر موقف حزب الشيوعي معنا في عام ١٩٧٤ حيث طلبوا من والدي المرحوم ملو قوال رشيد ترك الحزب الديمقراطي الكوردستاني والانضمام الى الحزب الشيوعي او ان يترك القرية وفعلا ترك والدي القرية واسكنا في قرية مهد في بيت المرحوم دينو جكو لحين طرد البعثيين للشيوعيين من الجبهة الوطنية التقدمية ولم يبقى للشيوعيين دور يذكر وبذلك عدنا ثانية الى القرية وبقي الحال على ماهو عليه لفترة قصيرة ثم بدأت عملية التعريب الثانية في المنطقة من قبل نظام البعث البائد منتصف عام 1975 حيث قاموا بترحيل العديد من القرى الايزيدية الى مجمع مهد وايضا بترحيل قرى الكورد المسلمين الى جرة وكلكجي وتم اسكان العرب من عشيرة الحديدية واللهيبية في تلك المناطق واعيدت تلك القرى الى اصحابها بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 …
ومن المعلومات المؤكدة حول هذا الموضوع وفقا لماجاء في مذكرات ابو باز ـ دنخا شمعون البازي غير المنشورة .. ان كاتب العريضة التي قدمت لعبدالكريم قاسم كان المعلم بشير حيدر من بحزاني الذي كان ضمن ملال لهيئة التعليمية في منطقة مهت آنذاك