الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتالنظام الايراني بين مطرقتين : محمد حسين المياحي

النظام الايراني بين مطرقتين : محمد حسين المياحي

مع الجهود المحمومة والاستثنائية التي يبذلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل التأثير على الحکم الذي ستصدره المحکمة البلجيکية التي حاکمت الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي، الذي کان يشغل منصب السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا وعصابته في 22 من الشهر الجاري، والتخوف الکبير من جانب النظام من إصدار حکم الادانة بحق أسدي وعصابته وماسيجلبه ذلك من بلاء على النظام، فإن الاخير يشعر بصداع أکبر وحالة من الخوف غير الاعتيادي من جراء محاكمة احد مسؤولي النظام الإيراني في مجزرة عام 1988 في السويد لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ولاسيما وإن النظام الايراني قد سعى والى أبعد حد من أجل حجب کل مايتعلق بمذبحة 1988، عن الانظار والتستر والتغطية عليها.

حميد نوري الذي هو أحد مسٶولي النظام الايراني من الذين شارکوا في تنفيذ مجزرة 1988، وشهد الناجون بأنه کان يبتهج بالقتل، وكان يوزع الحلوى أحيانا بعد إعدام عشرات الضحايا. يقف اليوم أمام محکمة سويدية بعد أن شهد أعداد من الناجون من تلك المذبحة ضده وأکدوا على دوره الاجرامي فيها، والذي يصيب النظام بالفزع فإنه وطبقا لما جاء في بيان لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإنه وعلى الرغم من القيود التي فرضتها جائحة كورونا، والتي جعلت السفر صعبا للغاية أو مستحيلا، فقد تم الاستماع إلى عدد كبير من السجناء المفرج عنهم المقيمين في البلدان الأوروبية شخصيا أو عبر الفيديو من قبل السلطات القضائية في السويد بدءًا من كانون الثاني / يناير إلى كانون الأول / ديسمبر 2020 . تم ذكر بعضها في البيان المؤرخ 3 يوليو 2020 ، وأصدرته اللجنة القضائية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. ومن بين الشهود أنصار منظمة مجاهدي خلق الذين نجوا من السجن، ومنهم نصر الله مرندي، ورضا شميراني، وعلي ذو الفقاري، ومهرداد كاووسي، وأكبر بند علي، ورمضان فتحي، وأحمد إبراهيمي، ومحسن زادشير، ورضا فلاح، ومحمد خدابنده لويي، وحميد خلاق دوست. وهذا مايدل على إن هناك عزم من جانب الناجون من تلك المجزرة على المضي قدما من أجل محاسبة النظام على جريمته البشعة هذه وضرورة أن يدفع ثمن ماقد إرتکبه بسبب ذلك.

النظام الايراني وطبقا لما قد أعلنته صحيفة”لوموند” الفرنسية، فإنه يحاول جهد إمکانه من أجل تغيير مسار الحکم الذي ستصدره المحکمة البلجيکية بحق الارهابي أسدي وزمرته المجرمة، فإنه يواجه مصيبة ومعضلة أدهى وأمر والمتمثلة في فيما سيجري من محاکمة للمجرم حميد نوري في السويد في مارس/آذار المقبل، ومن هنا فإنه”أي النظام” يقف الان بين مطرقتين الاولى محاکمة أسدي والثاني محاکمة نوري!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular