مدينة حلمت بالسلام ولكن منعوها من أن تستيقظ من حلمها، بتنا نعلم بأننا في وطن يسقط الحلم فيه شهيداً وتموت القضية، والشعب هو الضحية، “شنگال” هذه المدينة التي صمدت بوجه العديد من قوى الظلام، لا زالت اغلب الاحزاب الموجودة فيها تعتبرها صفقة من ذهب، فالجميع يتصارع للحصول على نفوذ فيها.
الاحزاب الايزيدية التي تلعب دور تمثيلي رائع وتلحن على الوتر الحساس للايزيدين الا وهو وتر القومية حيث اصبحت تستغل الدافع المعنوي للايزيدي على اساس انهم يدافعون لتثبيت الهوية القومية ولكن سياستهم التي تخدم مصالحهم الشخصية اصبحت معروفة للجميع، ونحن امام خيارين اما ان نحسن في الاختيار او نصبح عبيد للسياسيين وقادة الاحزاب.
جميع الاحزاب في شنگال أنشئت من اجل الحصول على قوة اكبر في المنطقة وجميعها استخدمت القضية لغايات شخصية وتم التشهير على حساب الهوية القومية، من غير المعقول ان تلتقي بسياسي ايزيدي لا يتحدث عن تثبيت الهوية القومية الايزيدية في الذستور العراقي، ببساطة لانه يعتبر مسألة القومية ركيزة اساسية للسيطرة على عاطفة الفرد في المجتمع الايزيدي واهم من الدعوة إلى إعادة بناء شنگال، هذه المدينة المنكوبة والتي تفتقر لابسط الخدمات الضرورية للعيش، لسنا ضد تثبيت الهوية القومية، لكن لا أن يكون ذلك على حساب مدينة ذاقت الويلات وما زالت مدمرة اكثر من ثلاثة ارباعها واغلب سكانها الاصليين متواجدين الى الان في المخيمات ومهجرين.
الآن يجب أن يقوم المسؤول بدوره الإنساني في المطالبة بإعمار شنگال لا ان يلعب دور المعالج النفسي للمجتمع لأننا بحاجة ماسة لاشخاص اكفاء يعملون من اجل إعادة الحياة للمدينة، فعندما يعود النازح لمنزله بعد إعادة بنائه او ترميمه على اقل تقدير يكون قد عادت له كرامته ويشعر حينها انه لم يكون ضحية لألاعيب سياسية.