استهلّ الرئيس الأميركي جو بايدن عهدته اليوم بتوقيع 3 مراسيم رئاسية في الكونغرس مباشرة بعد أدائه اليمين الدستورية وبدء ولايته رسميا، ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية، خلفا للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وقبل توجهه إلى البيت الأبيض بعد أدائه قسم الولاء، وقّع بايدن مراسيم تتعلق بإعلان يوم التنصيب والتعيينات الوزارية ومناصب فرعية بالوزارات.
وبموجب هذه المراسيم كلف بايدن عددا من الوزراء بالوكالة بقيادة المؤسسات الحكومية في انتظار تثبيت مجلس الشيوخ مرشحيه للمناصب الحكومية.
فقد كلف الرئيس الأميركي الجديد كلا من دان سميث وزيرا للخارجية بالوكالة، وديفد كوهين مديرا بالوكالة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي إيه” (CIA).
وقبيل حفل التنصيب أكد مستشارو بايدن أنه سيصدر فور دخوله البيت الأبيض 15 أمرا رئاسيا، يبطل فيها إجراءات اتخذتها إدارة ترامب، منها إلغاء سياسات ترامب للهجرة، وإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية.
وحسب المستشارين، سيلغي بايدن مرسوم الهجرة المثير للجدل الذي اعتمده سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وسيعلق أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون).
فعاليات التنصيب
وبالعودة إلى حفل التنصيب، أكد بايدن في خطابه أنه سيكون رئيسا لكل الأميركيين بغض النظر عن كونهم من المؤيدين له أو المختلفين معه، مبرزا أن حفل تنصيبه رئيسا هو انتصار للديمقراطية، ووعد بـ”إلحاق الهزيمة بنزعة تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي”، بعد أسبوعين على اقتحام مبنى الكابيتول.
وحضر حفل التنصيب مايك بنس نائب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ورؤساء أميركيون سابقون منهم الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته والرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ومسؤولون في الكونغرس.
وقبيل الخطاب الذي قدمه على منصة التنصيب أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، أشرف رئيس المحكمة العليا جون روبرتس على أداء جو بايدن القسم الرئاسي، ثم أشرفت القاضية المعاونة سونيا سوتومايور على أداء نائبة الرئيس كامالا هاريس القسم.
وقبل ذلك ألقت عضوة مجلس الشيوخ إيمي كلوبوتشار خطاب الترحيب، ثم ألقى روي بلانت رئيس لجنة الكونغرس المشتركة لمراسم التنصيب كلمته، ثم تُلي دعاء كنسي. بعد ذلك عزفت البحرية الشعار الوطني الثلاثي وأدّت الفنانة ليدي غاغا النشيد الوطني.
ويبقى لافتا أن مجريات هذا اليوم غابت عنها بروتوكولات متعارف عليها خصوصا مع غياب ترامب و زوجته، كما شهدت تغييرا في إجراءات تسليم الحقيبة النووية.
وبعيد خطابه توجه بايدن إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية بحضور الرؤساء السابقين بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما.
الوصول إلى البيت الأبيض
وبعد هذه الفعاليات وصل جو بايدن وزوجته إلى البيت الأبيض، حيث لم يكن في استقبالهما ترامب وزوجته، بل رئيس العمليات والخدمات المنزلية في البيت الأبيض، تيموثي هارليث.
وفي السياق، قالت مديرة الاتصالات المقبلة بالبيت الأبيض “لم يكن هناك أي اتصال مباشر بين بايدن وترامب قبل حفل التنصيب”.
وترك ترامب خطابا لبايدن في المكتب البيضاوي، وهو تقليد يحمل قيمة كبيرة في مراسم التسلّم بعد أن قيل أنه سيعرض عن هذه الخطوة. كما ترك مايك بنس نائب ترامب رسالة لخليفته كامالا هاريس.
وكان بايدن استهلّ فعاليات تنصيبه بحضوره مع نواب من الكونغرس قدّاسا في كنيسة بواشنطن، وذلك مباشرة بعيد مغادرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض نحو مقر إقامته في فلوريدا.
ووصل بايدن إلى واشنطن قبل فعاليات التنصيب وسط تشديد للإجراءات الأمنية في العاصمة لتأمين الحفل، وفور وصوله شارك مع نائبته كامالا هاريس في حفل عند نصب تذكاري خُصص لتكريم ضحايا فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وقبل مغادرته مسقط رأسه في ولاية ديلاوير، تحدث بايدن -في كلمة- عن رغبته أيام شبابه في الكفاح من أجل ما كان يحلم به، وقال إن هناك فرصا عظيمة في بلاده التي تمرّ بأوقات مظلمة.