الاغراب في سوريا يجب ان يرحلوا والجواسيس اما ان يحاكموا او ان يتم قتلهم في ساحات المعركة والعزل السياسي لمجاميع بشرية أخرى ايدت الاحتلال الأجنبي العسكري لبلدها هو نقاش سوري داخلي يجب ان يتم تفعيله بعد هزيمة المحتلين الأجانب وطردهم خارج الأرض العربية السورية، وهؤلاء الغزاة الأجانب سيرحلون عاجلا ام اجلا ما دام هناك داخل سوريا “الدولة” إيجابيات “عقول تفكر” و”اخلاص مبادئي متواصل للقومية العربية الحقيقية” وجيش قتالي صامد صنع الأسطورة وخلق المعجزة.
هناك صراع دولي متعدد الأطراف ومتنوع الأسباب يجري على ارض سوريا وهذا الصراع ترتب عليه احتلال “دولي” “استعماري” “غير قانوني” مباشر تقوم به الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والجمهورية التركية وهذه الأخيرة قامت في ضم اداري وتتريك عنصري ثقافي لغوي للمناطق العربية المحتلة داخل سوريا وأيضا هناك احتلال عسكري صهيوني لهضبة الجولان العربية المحتلة منذ العام 1967 والتي لم تتوقف “الجمهورية العربية السورية عن محاولات استعادتها وهو حق لها ومسئولية عليها وواجب “قومي عربي” تقوم به.
وتنوعت المحاولات السورية من الحرب العسكرية المباشرة في العام 1973 التي توقفت مدافعها وتم اعلان الهدنة العسكرية و لا أقول نهاية الحرب , التي انتقلت الى موقع عسكري اخر داخل الجمهورية اللبنانية خاصرة سوريا الضعيفة و تحولت استخباراتيا الى مناطق مختلفة في العالم و كذلك دخلت الجمهورية العربية السورية في صراع انجاز التوازن الاستراتيجي العسكري و محاولات “فرض” سلام على من لا يريدون السلام من الصهاينة المعتدين و المحتلين الذين هم محور الشر الحقيقي و أعداء الإنسانية و شياطين الكراهية الذين تم زرعهم على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة منهم.
الجمهورية العربية السورية ضمن حالة الحرب الدولية المفتوحة عليها، هي استعانت في حلفائها العسكريين مثل الروس والجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران وهذا ما هو طبيعي في الحروب الدولية وهو امر قامت به بريطانيا عندما استعانت في الولايات المتحدة الامريكية في الحربيين العالمتين الأولى والثانية وهو ما قامت به كذلك الإمبراطورية الالمانية القيصرية عندما تحالفت مع الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وقائمة الأمثلة التاريخية طويلة ولا تحصى.
الان لدينا واقع اعتداء صهيوني متكرر على الجمهورية العربية السورية في وقاحة لا حدود لها واستخفاف في كل ما هو قانون دولي وسط غياب عربي وصمت دولي وتجاهل رسمي من المنظمات الدولية القانونية ناهيك عن الاحتلال العسكري المتعدد الأطراف.
كيف تتصرف الجمهورية العربية السورية في ظل كل هذا الواقع المعقد والمتشابك وكذلك تناقضات تحالفاتها الدولية هذا التصرف وكيفية إدارة الازمة هو مسئولية الدولة السورية وأجهزتها وهو أداء يحتاج المؤسسات التي تقرأ ورجال الدولة الذين يعرفون كيفية التعامل وأيضا أصحاب وعي عميق وأيضا أصحاب أعصاب باردة كالجليد لا يتأثرون في الدعايات الإعلامية من هنا والبروباغندا من هناك وهذا الامر ليس سهلا وصعب وخاصة مع تحريك مسألة التجويع والعقاب الجماعي للشعب العربي في سوريا بواسطة قانون قيصر.
الواقع العربي الحالي ليس واقع “وحدة” بل هو واقع “تمزق” وهو ليس واقع “حضاري” بل واقع “تخلف” و هو ليس واقع “نباهة” بل واقع “استحمار” وليس في حال “تنسيق” بل هو في حال “صراع” وكل هذه الأمور وكل ما يحدث حاليا في الحاضر العربي لا يفيد أحد الا الغرباء والذين يحيطون واقعنا العربي كالغربان الذين ينهشون الضحية وهم بالفعل ينهشونها وسوريا القومية العربية هي طائر الفينيق الذي يختبئ تحت الرماد ينتظر متى يستطيع ان يطير لينشر كل هذا الرماد ولتطير معه كل الغربان الغرباء هاربين الذين سيرحلون ويجب ان يذهبوا فمتى ما نهض طائر الفينيق فكل الغربان تصبح سراب منثورا والعرب …. كل العرب ينتظرون لحظة الطيران هذه.
د. عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والإسلامية