الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتإنها أکثر من مجرد محاکمة : منى سالم الجبوري

إنها أکثر من مجرد محاکمة : منى سالم الجبوري

عندما تم إعتقال”حميد نوري”، أحد المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في السويد، فإن النظام الايراني ظن بأنها مجرد زوبعة في فنجان ومن إنه يمکنه حلها عبر الطرق الدبلوماسية أو إنه سيتمکن من حلها ومعالجتها عبر الطرق الملتوية التي طالما تمرس بها في إنقاذ أزلامه المتورطين بإرتکاب جرائم أو عمليات إرهابية وإعاتهم الى إيران، لکن يبدو إن محاولاته بالنسبة ل”حميد نوري” لم تکن أفضل من تلك التي قام بها بالنسبة للدبلوماسي الارهابي”أسد الله أسدي”، وهذا ماقد شکل له کابوس جديد هو في غنى عنه تماما.

حميد نوري، دخلت قضية إعتقله مسارا ومجرى قانوني ولاسيما بعد إزدياد عدد المشتکين منه لدى القضاء السويدي بتهمة کونه أحد المسٶولين الذين شارکوا بإرتکاب مجزرة صيف عام 1988، والتي راح ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، هٶلاء المشتکون هم من الناجين من تلك المجزرة المروعة الدامية التي إعتبرتها منظمة العفو الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية وطالبت بمحاکمة قادة ومسٶولي النظام الذين شارکوا فيها بمثابة مجرمي حرب، ويبدو إن النظام الذي يعرف أکثر من غيره مدى حساسية وخطورة إثارة مجزرة عام 1988، قانونيا ولذلك فإنه يشعر بالکثير من القلق بعد أن وافقت الحکومة السويدية على السماح بمحاکمة المعتقل”حميد نوري”أمام محاکمها بتهمة مشارکته في تلك المجزرة.

محاکمة”حميد نوري”يمکن إعتبارها بمثابة فتح ثقب کبير في کيس کبير للرمل حيث سيٶثر کثيرا على إفراغ الکيس، وهذا هو الخطر والتهديد الذي يمثله محاکمة نوري أمام محکمة سويدية، إذ أنها بالاضافة لقوننتها للمجزرة، فإنها ستٶسس للعمل من أجل محاکمة المتورطين الاساسيين فيها نظير الجزار”ابراهيم رئيسي”رئيس السلطة القضائية حاليا وکان أثناء تنفيذ المجزرة أحد أعضاء لجنة الموت التي کانت تصدر أحکامها بالموت على السجناء السياسيين بعد محاکمات لاتتجاوز الثلاثة دقائق لکل واحدة منها على أبعد تقدير، ونفس الشئ بالنسبة ل”مصطفى بور محمدي” وزير العدل والذي کان أحد أعضاء لجنة الموت، ومن دون شك فإن هناك الکثير من الشهادات والادلة والوثائق القانونية التي تدين النظام بإرتکاب هذه المجزرة وفي مقدمتها التسجيل الصوتي لآية الله منتظري والذي يٶکد تورط النظام بإرتکاب هذه المجزرة أيام کان نائبا للخميني وقد تم عزله بسبب رفضه لهذه المجزرة لبشاعتها ومطالبته بوقفها.

محاکمة”حميد نوري”، يمکن وصفها بأنها ليست مجرد محاکمة عادية کغيرها من المحاکمات الاخرى، بل إنها قد تصبح فيصل بين عهدين وبين فترتين زمنيتين حساستين للنظام وحتى قد تقلب الطاولة على رأسه، وإن إعادة مجزرة سربرنيستا للأذهان ونهاية کل سلوبودان ميلوسوفيتش ورادوفان کارادوفيتش في محکمة الجنايات الدولية بسببها، قد تکون بمثابة خير عبرة ومثال للقادة والمسٶولين في النظام الايراني.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular