من المهم جدا النظر بأهمية لما قد صرحت به مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب مدير الأمن القومي أفريل هينز يوم الثلاثاء الماضي أمام أعضاء الکونغرس الامريکي من إن”أشار إلى أنه إذا عادت إيران إلى الالتزام بالاتفاق، فسيعطي توجيهاته بأن نفعل الشيء نفسه. وأنا أعتقد صراحة أننا على مسافة بعيدة من هذا”، وکذلك تصريح وزير الخارجية الامريکي في إدارة بايدن بنفس السياق إضافة الى تصريح الجنرال المتقاعد لويد أوستن مرشح الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، لوزارة الدفاع (البنتاغون) خلال جلسة الاستماع لمناقشة التصديق على تعيينه “لا تزال إيران عنصرا مزعزعا للاستقرار في المنطقة… تمثل تهديدا لشركائنا في المنطقة وللقوات التي ننشرها في المنطقة”، وتحذيره من إنه”إذا حصلت إيران على قدرة نووية في أي وقت فسيكون التعامل معها بشأن أي مشكلة في المنطقة أكثر صعوبة بسبب ذلك”، حيث لاتبدو الصورة بالنسبة لنوايا النظام الايراني ليس غير واضحة فقط وإنما أيضا بالغة الضبابية ومن الضروري الحذر والتحسب قبل الاقدام على أية خطوات للتواصل والتباحث مع هذا النظام.
التصور بأن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هو لوحده من يحذر من نوايا هذا النظام ومن مايضمره من شر للشعب الايراني والمنطقة والعالم، خصوصا وإن ماقد حذر به هذا المجلس على مر العقود الاربعة وثبت مصداقيته، قد أکد بأن هذا المجلسج لم يحذر من أجل تحقيق أهداف ومصالح سياسية خاصة، هذا التصور بات خاطئا ولاسيما بعد تجربة عالمية مرة مع هذا النظام طوال العقود الاربعة المنصرمة، ولذلك فإنه وبناءا على ماقد مر فإن التحذير من هذا النظام قد أصبح يصدر من أکثر من مصدر وطرف إقليمي ودولي.
التوصيات الهامة التي قدمتها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، والتي تحثه فيها على مواصلة سياسة “الضغط الأقصى” التي تبناها ترامب ضد إيران؛ بشكل أكثر تأثيرا. هذه التوصيات قد جاءت بعد أن قام مارك دوبويتز وريتشارد غولدبرغ، الباحثان في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بمراجعة سياسات إدارة دونالد ترامب على مدى السنوات الـ 4 الماضية، وقيموا حملة “الضغط الأقصى” التي تبناها ترامب لتقليص المصادر المالية للنظام الايراني بسبب ممارساته الشيطانية بأنها ناجحة. هي دعوة هامة من أجل التعامل العقلاني والمنطقي وعدم الخضوع لأسلوب الابتزاز الذي يمارسه هذا النظام المصدر للتطرف والارهاب، خصوصا وإننا يجب أن لاننسى أبدا وقائع محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته في بلجيکا والحکم الذي ستصدره المحکمة بحقهم في فبراير القادم.
التوصية الاولى التي قدمها الباحثان المذکوران لبايدن من أجل کبح جماح النظام الايراني شددت على”تجنب أخطاء الماضي”، أي عدم إعفاء إيران من العقوبات قبل إبرام اتفاق شامل يشمل جميع الأنشطة الشيطانية لإيران، ومن بينها تدمير القدرة النووية والصاروخية الأساسية لإيران” أما التوصية الثانية فهي: مطالبة إيران بالكشف عن تفاصيل جميع الأنشطة النووية السابقة والحالية، وإذا لم تمتثل إيران لهذه التوصيات، يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعدم التزام إيران بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ومن التوصيات الأخرى، تنفيذ العقوبات الحالية للحيلولة دون انتقال الأسلحة من روسيا والصين إلى إيران، ودعم تطلعات الشعب الإيراني في إرساء الديمقراطية؛ إلى أقصى حد. ورفع الحظر المفروض على سفر الإيرانيين إلى أمريكا، وتحويل حقوق الإنسان إلى أحد المطالب الرئيسة في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران. والملفت هنا إن الباحثان المذکوران في هذه المٶسسة الهامة قد دعيا المسؤولين في حكومة بايدن إلى مواصلة الجهود لحظر صادرات الأسلحة الإيرانية إلى العراق واليمن و سوريا ، فضلا عن تطبيق العقوبات المفروضة على الشركات المرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني، وفرض عقوبات جديدة في هذا الصدد.