1 ــ البالوعات: كانت البنية التحتية, للمجمعات السكنية لفقراء محافظات الجنوب والوسط, ومحيط بغداد, كمدينة الشاكرية مثلاً, داخل كل بيت مخبأ صغير, يتصل به انبوب (بوري) لينقل الفضلات الى قعر البالوعة, يُطلق عليه “مرافق صحية” لا احد يعلم موعد انفجارها, ونقول “طگت” البالوعة, وما يخرج منها يشكل كارثة, حيث الى جانب الروائح الكريهة, تخرج مع الفضلات فيالق من الكائنات , كالديدان والصراصير والعقارب واشياء اخرى غريبة, تزحف وتنتشر ويختفي بعضها, لتخرج في الليل وتستولي على المطابخ, او تتجول بين النائمين, بعضها يلدغ فيثير الهلع, وهناك امثلة شعبية حول البالوعة, كمن يقول “شنهو هلكلام الجايف حلگك قابل بلوعه” او احد بذي يشتم و (يفشر), فيرد عليه البعض “هاه طگت البالوعه مالتك”, اختفت البالوعات بعد ثورة (14) تموز 1958 الوطنية, والأنجازات التي انصف بها, الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم, فقراء العراق وخاصة الأكثر فقراً في محافظات الجنوب والوسط وضواحي بغداد, ومنها السكن والبيئة الصحية.
2 ــ ذكرتني بالوعة المنطقة الخضراء, وما جمعت فيها من كائنات مجلس الحكم الموقت انذاك, وما نتج عنه من نظام تحاصصي, تخرج منه تصريحات وتغريدات المسؤلين, اشبه او اسوأ ما كان عليه, الأنفجار الكريه لبالوعة 08 / شباط / 1963 الأمريكية, التي فقد فيها العراق, ثورة وزعيم لا يتكررا, عقدان من الزمن والعراقيون يتنفسون ويزفرون, العفن الكريه لهجين العملية السياسية, وما تفرزه عقائد ذوي العاهات, من اسهالات فكرية وسياسية وشعائرية, تنشرها عبر الفضائيات ووسائل اعلام ملوث, او ما ترتكبه كائنات البالوعات, في شوارع وساحات المحافظات العراقية, ومنها بشكل خاص, محافظات الجوع والأذلال في الجنوب والوسط, مليشيات دموية خرجت منفلته, من بالوعات بيوتات ومذاهب الأسلام السياسي, كالثعابين تلدغ قنصاً واغتيالاً وتفجيراً وذبحاً وحرقاً وخطفاً وتغييباً, ومهما تعددت جرائمها وبلغت شدتها, فهي وكالعادة تحظى بالضؤ الأخضر, لصمت الرضا للمراجع العظام!! لعائديتها لها.
3 ــ على خطأ فادح من يعتقد, ان ثمة فرق, بين ما ترتكبه كائنات بالوعات البيت الشيعي, وبين النوايا الخلفية للمراجع العظام!!, القابعة في سراديبها المنغلقة على مقدس!! اسرارها, كلاهما في مواجهات شرسة, لوأد ثورة الأول من تشرين 2019 السلمية, المدافعة بأشد بسالتها, عن النفس الأخير للوطنية العراقية, ومن اجل الوطن, لم تبخل بارواح ودماء شهدائها وجرحاها, حتى يبقى العراق حياً, وافشال المشروع الأيراني, المغموس بالتخادم الأمريكي الأسرائيلي, من اجل تمزبق العراق ثم تحاصصه, ان الذي حدث في الأول من تشرين, ظاهرة عراقية وطنية, غير قابلة للذوبان, لأنها تتنفس برئة مجتمع استعاد هويتة الوطنية, وتغلي الآن في صميمه لحظة الأنفجار الوطني, وعلى كائنات البالوعات والسراديب الدخيلة, ان تحسب حسابها وترتب رحيلها, فالعراق قادم من اعماق صمته, حراً قادراً على اعادة تحرير محافظتي النجف وكربلاء العراقيتين, ومعهما قدسية وعراقية لأمام علي واولاده واحفاده (ع), ثم يرمي زيف الحكاية في بالوعات التاريخ الكاذب.
4 ــ جريمة التفجيرين الأخيرين في ساحة الطيران, كانتا بالوعتين ايرانيتين, فجرهما دواعش البيت الشيعي, من يضن غير ذلك, كمن يواصل ضحتكة المؤلمة على ذقون الضحايا, ومثلما كلفت جرة الأذن الواحدة لولائيي الـ “اخذناهه وما نطيهه” (35) شهيداً و (240) جريحاً, كانا التفجيرين الأخيرين, رسالة (لوية اذن) بعثتها ايران لأمريكا, وقد كتبتها بدماء العراقيين, كمن يقول “نحن هنا نمتلك داعش والحشد معاً, والعراق في قبضتنا” ولدينا من بلاليع التفجير وبهائم الولائيين المفجرة ما يكفي, دعونا نتذكر موجات التفجيرات الماضية, كيف تدخل المفخخات عبر الحدود السورية, الحليفة لأيران, وتسمح لها نقاط حرس الولائيين, بالمرور الى حيت يخطط لها؟؟, بعد كل تفجير يستنكر الولائيين ويحتجون تصريحات وتغريدات منافقة, يرافقها اعلان مفبرك “داعش تتبنيى التفجير” ايران تمتلك من البالوعات الجاهزة للتفجير’ ما يزيد عن حاجتها, ومن بهائم الولائيين ما يفجر “على القطعة” ومن لا يحترم الحقائق التاريخية, عليه ان لا يحتال عليها.
24/ 01 / 2021