علينا كعرب ان نعيش النباهة والوعي والادراك وان نقرأ الواقع من خلال معرفة ما وراء اللعبة وعن طريق تحليل العلاقات الجانبية ودراسة الشخصيات القائدة للسياسة في العالم لكي نعرف ما يجري ولكي نضع اللبنة او الحجر لأبعاد شعوبنا العربية ومناطقنا عن تأثير الأشرار من حولنا الذين يريدون تطبيق ما يريدون علينا كعرب.
نحن نريد ان نعرف لكي نكون من أصحاب النباهة القرأنية وليس من اتباع الاستحمار الشيطاني.
يقول المحلل الاستراتيجي ألكسندر نازاروف:
“يمثل الكهل، جو بايدن، العولمة، والإمبراطوريات المالية “غير المرتبطة بالجغرافيا”، ومن يريدون قوة عالمية، وعلى استعداد للتضحية بأي دولة تحت سيطرتهم، حتى وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، أفضل أصولهم.”
الرئيس الأمريكي الجديد وهو شخصية تم انتاجها ضمن المنظومة الامريكية الحاكمة وتمثل مصالح من لديهم القوة والسيطرة على ارض الواقع الأمريكي بكل ما تمثله من مصالح وقدرات ورغبات واقتصاد ورغبات فكرية مصلحية متشابكة ومتداخلة فهذا الشخص يمثل ما تريده المنظومة الحاكمة المسيطرة على الواقع السياسي والاقتصادي والأمني الأمريكي ولا نقول الشعب الأمريكي وهناك فرق لمن يريد ان يفكر بواسطة عقله إذا صح التعبير.
الرئيس الأمريكي الحالي بايدن يمثل عودة الى سياسة القناع الدعائي الذي يختبئ خلفه الواقع الحقيقي الذي يحتاج الى “كشف” ومعرفة وأيضا الى قراءة لما وراء اللعبة خلف ذلك القناع الذي اسقطه ترامب الرئيس السابق والذي تحرك في الواقع المحلي الأمريكي والدولي الخارجي بدون هذا القناع الدعائي كاشفا حقيقة سياسة الولايات المتحدة الامريكية.
الرئيس الأمريكي الحالي بايدن الصهيوني الانتماء والحركة والقناعة كما أعلن ويعلن دائما، الذي حصد اغلب الأصوات اليهودية في الانتخابات الأخيرة والذي كذلك على مستوى حياته الاجتماعية جميع أبنائه متزوجين من يهود!؟ ولا ننسى ان نائبته كاميلا هاريس وزوجها اليهودي من الداعمين للمشروع الصهيوني وهي نفسها متحدث متكرر في مؤتمراتهم.
الرئيس الأمريكي بايدن هو كذلك داعم للشذوذ والانحراف الجنسي ولنلاحظ ترشيحه
“بيت بوتيدجيدج” الشاذ والمنحرف جنسيا، لمنصب وزير النقل!؟ واصفا إياه بأنه “قائد ووطني”!؟ وأيضا اختار الرئيس الحالي راشيل لافين المتحول جنسيا كمساعد لوزير الصحة ومن التوقعات و التكهنات ان الرئيس الحالي بايدن قد يقود حملة عالمية لفرض الشذوذ الجنسي على مستوى دولي عابر خارج الولايات المتحدة الامريكية و التي كان يتم النظر الى ان الشذوذ الجنسي و الانحرافات الأخلاقية المعادية للطبيعة البشرية على انها احد تبعات النظام الطاغوتي الربوي العالمي الاجتماعية و على ان هذا الشذوذ الجنسي و الانحراف الأخلاقي عن أي طبيعة بشرية هو منتوج انتشار المادية الربوية في المجتمعات الغربية و هذا ما أشار اليه عالم الاجتماع المرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري و هذا الرأي علمي و مستند على نظرة اكاديمية تحليلية وقراءة في علم الاجتماع و هو تخصص المرحوم المسيري و هذا ما تحقق على ارض الواقع المعاش حاليا في الواقع الأمريكي كأحد مواقع النظام الطاغوتي الربوي الأساسية في عالمنا المعاصر.
وكان جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الأمريكية حاول في كتابه المعنون “الوهم الأعظم. الأحلام الليبرالية والواقع الدولي” توضيح مساوئ الأفكار الليبرالية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة وخصوصاً على الصعيد الاجتماعي وأنها تدمر الروابط الاجتماعية بين الأفراد وبالتالي تفكك وتمزق المجتمعات وهذا ما سعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في سياساتها الخارجية تجاه الدول.
ويقول المحلل ألكسندر نازاروف بهذا الخصوص كذلك الاتي:
“يعد النموذج المثالي لمجتمع العولمة مجتمع التشرذم، الذي لا يمتلك الشخص فيه جنسية، ولا يرتبط بمجموعة اجتماعية مستقرة، ولا هوية شخصية ودينية واضحة، بينما يتمتع بالمرونة والقدرة على الحركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء على مستوى الجغرافيا، وحتى مستوى تغيير الجنس. فقط استنادا لذلك الأساس، عندما تمحى جميع الاختلافات، يمكن للإنسانية، على نطاق عالمي، أن تصبح كيانا واحدا، يمكن التحكم فيه من مركز واحد.
من هنا تكتسب معناها كل الجهود المبذولة لتشويه سمعة الدين، وتدمير الأسرة، والدعاية المهووسة للتوجهات الجنسية البديلة، ونشر نمط تغيير الجنس”.
ويضاف الى ذلك غياب البعد الروحاني الروحي من معادلة المجتمعات الغربية في العموم والامريكية في الخصوص.
ويضيف ألكسندر نازاروف كذلك:
“أعتقد أن انتصار بايدن ستعقبه حملة صليبية جديدة ضد القيم التقليدية. فعلى سبيل المثال، قامت “حملة حقوق الإنسان” The Human Rights Campaign، وهي أكبر حركة مدافعة عن حقوق المثليين والمتحولين جنسيا LGBT في الولايات المتحدة الأمريكية، فعليا بدعوة الرئيس المنتخب، جو بايدن، إلى الغاء اعتماد المدارس والكليات المسيحية التي ترفض قبول المثليين والمتحولين جنسيا، على الرغم من معارضة المسيحيين لهذه الظواهر. أعتقد أن هذه النقطة ستنفذ، ولكن ليس على الفور، لأنها ستزيد من انقسام البلاد، التي تعيش بالفعل حالة حرب أهلية باردة.”
“ومع ذلك، فهناك نقطة أخرى، ستنفذها الإدارة الجديدة، بسرعة وبكل تأكيد، وعلى نحو لا لبس فيه، وهي اقتراح “حملة حقوق الإنسان” إنشاء مجموعة عمل مشتركة بين الوكالات لدعم حقوق مجتمع المثليين والمتحولين جنسيا في جميع أنحاء العالم.
وهنا يبدأ الجزء الأكثر إثارة في القضية. فعلى الرغم من العادات والتقاليد الإسلامية المتجذّرة في المجتمعات العربية، وبرغم النزعة المحافظة المظهرية، فإن هناك دول عربية أخضعت شعوبها بشكل منهجي وموجّه إلى تغريب مستتر. حيث تبث تلفزيونات هذه الدول الأفلام الأمريكية مجانا وبوفرة، باللغة الإنجليزية، التي اتسع تدريسها على نطاق واسع، بينما انطلقت وسائل الإعلام المحلية في الإشادة بالولايات المتحدة الأمريكية، وتصويرها بوصفها “زعيمة العالم الديمقراطي”.”
ان احتمالية إطلاق الرئيس الحالي بايدن حملة عالمية لنشر الشذوذ الجنسي والانحراف الأخلاقي عن الطبيعة البشرية هو ضرب مباشر في مواقع دينية أخرى ملياريه العدد مثل المسلمين والبوذيين والهندوس والمسيحيين الحقيقيين وهذا ما يشمل فرض واعلان حرب علنية على اخلاقيات إنسانية طبيعية فطرية قبل ان نقول انها اخلاقيات دينية وراثية، فالشذوذ هو انحراف وصفة الكلمة “الشذوذ” تشير الى سقوطها لذلك يتم التعامل معها ونشرها دعائيا تحت مسميات أخرى كالمثلية وربطها مع حقوق الانسان !؟ مع انها في حقيقة الواقع انحراف و شذوذ عن الطبيعة الفسيولوجية الهرمونية لأي بشر و أيضا هي انحراف سلوكي مرضي ليس له أي علاقة في ذات الجسد نفسه او حاجاته الطبيعية وليس لها أي علاقة في أي ما هو طبيعي بل هي انحراف و شذوذ و خروج عن قواعد البشر الفطرية و ليس كما يراد ان يتم تصويرها و فرضها على العالم الموجود خارج نطاق النظام الطاغوتي الربوي العالمي من خلال الاعلام الترفيهي في الأفلام و المسلسلات و كذلك ربط الحالات القانونية حيث هناك الضغط المؤسساتي لربط “نقد الشذوذ الجنسي و الانحراف” مع التجريم الجنائي حيث يصبح المحاربة لهكذا ممارسات مخالفة للفطرة الانسانية جريمة جنائية!؟ وكذلك يتم العمل على محاولات صناعة تواجد رسمي مؤسساتي للمنحرفين من هؤلاء الساقطين أخلاقيا والمنحرفين سلوكيا وهذه الاحتمالات قوية مع بايدن الرئيس الأمريكي الحالي وهو مدعوم من أكثر من جهة وخاصة مع وصول الشاذين جنسيا والمنحرفين سلوكيا لمواقع القرار البرلمانية والمؤسسات السياسية والجيش والشرطة والقضاء ومواقع القرار المؤثرة في الأنظمة الطاغوتية المختلفة حول العالم بل ان هناك اختراق كبير حصل في الديانة المسيحية نفسها في الاجبار القانوني على الزواج! الكنسي الديني لهؤلاء الشواذ المنحرفين عن أي طبيعة إنسانية طبيعية.
في السياسة الخارجية للرئيس الحالي بايدن وادارته واضح ان هناك تغيير في خط التعامل مع الملفات المتفجرة في العالم حيث هناك تحركات أمريكية جديدة في سوريا بواسطة الجواسيس و الخونة في تنظيم ما يسمى “قسد” الاستخباري الخياني و العميل للأجانب حيث يتم الضغط العسكري ضد الجيش العربي السوري في منطقة القامشلي والحسكة و هذه التحركات انطلقت بعد تنصيب بايدن و هناك توقعات بازدياد التوترات هناك لذلك هناك كلام منتشر على ان التحرك الأساسي للرئيس الأمريكي الحالي بايدن سيكون ضد الجمهورية العربية السورية القلعة الأخيرة للصمود العربي ضد الصهاينة اكثر من الضغط ضد الجهورية الإسلامية المقامة على ارض ايران والذي يضغط عليها بايدن و اداراته فيما يخص موضوع الصواريخ لأضافته في الاتفاق النووي الذي تم تجميده او إيقافه بواسطة الرئيس الأمريكي السابق ترامب.
اما بما يخص الموضوع الفلسطيني فلا أتصور انه سيكون هناك تغير في السياسة الأمريكية على ارض الواقع فقرارات الرؤساء الأمريكيين في هذا الشأن تتم عبر أوامر من اللوبي الصهيوني.
وأيضا مؤخرا هناك بوادر تحريك للثورات الناعمة color revolution* ضد “روسيا الاتحادية” وهذا لعب في المجال الداخلي للروس والذي لا أتصور انه سيمر مرور الكرام وهو خط احمر خطير جدا اخذت إدارة بايدن تلعبه وسط اقنعة حرية الرأي والتعبير الذي يختبئ ورائها دائما النظام الطاغوتي الربوي العالمي لتحقيق سيطرته واجنداته الشيطانية المدمرة.
*يمكن مراجعة كتابنا “ما وراء الستار” الصادر في العام 2017 للمزيد من التفاصيل الدقيقة وعن دور الثورات الناعمة في الواقع العربي بالدليل والتحليل والوثائق.
د. عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئون العربية والإسلامية