الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتلحم الخنزير أم الخنزير حرام (1)  : عبد الرضا حمد جاسم 

لحم الخنزير أم الخنزير حرام (1)  : عبد الرضا حمد جاسم 

 

تقديم: حسب فهمي المتواضع اشعر انه يمكن ان يُقال في المستقبل ان بعض دُور الإفتاء الكبرى في العالم الاسلامي في القرن الخامس عشر الهجري اثارت بعض الشكوك في موضوع تحريم لحم الخنزير الذي ورد في نص [الآية 115 سورة النحل (مكية)] و[الآية 145 من سورة الانعام (مكية)] و[الآية 173 سورة البقرة (مدنية)] و[الآية 3 من سورة المائدة (مدنية)] وذلك بعد الجائحة/الكارثة التي اجتاحت المعمورة في القرن الواحد والعشرين الميلادي والتي اُطلق عليها كوفيد19 حيث اُثيرت ضجة حول احتواء اللُقاح المضاد لتلك الجائحة /الكارثة /الوباء (كوفيد 19) على شيء من الخنزير اعقب ذلك زوبعة الفتاوى التي صدرت بخصوص السؤال الذي طُرِحْ: هل اللقاح حلال ام حرام؟ لقد تركوا كلام الله المثبت في الآيات الأربعة و ركضوا جميعاً خلف ,’عنعنات و قلقلات وحدحدات’, السلف الطالح و الصالح. 

السؤال الان هو: في القرن العشرين الهجري أي بعد خمسة قرون من اليوم ماذا سيصدر عن دور الإفتاء بخصوص الخنزير ولحم الخنزير بعد ان ينفي العلم كل ما طرحه السلف والخلف من تبريرات لذلك التحريم ومن اسباب؟ ومن الأسئلة التي سيعاد طرحها بتكرار سيكون كما أتصور هو: هل الخنزير حرام أم لحم الخنزير؟ عندها سيكون ل,’ الاستحالة’, التي طرحها أصحاب الفتوى من الخلف في ردودهم على موضوع اللقاح دور كبير في التفسيرات و الإجابات. 

…………………………. 

في الشتاء الاول للتواجد في مخيم اللجوء في فرنسا في نهاية التسعينات من القرن العشرين الميلادي تم ادراج اسمائنا كما الاخرين في مؤسسة خيرية تقدم المساعدات (من فرشة الاسنان حتى اللحم الحلال) وبالذات في فصل الشتاء لكل من يحصل على راتب او مساعدة الحد الأدنى الشهري/ه على كامل التراب الفرنسي ومنهم طالبي اللجوء… عند تنظيم البطاقة الخاصة بذلك سألني المتطوع عن ديانتي. انزعجت لأنها المرة الأولى التي اُسأل فيها عن الديانة وانا اعرف بعض الشيء عن علمانية فرنسا… المهم كما بدى بعد ذلك انه وضع في البطاقة علامة يُفْهَمْ منها أني مسلم بعد ان اعتذر عن السؤال. كان للسؤال وقع خاص يدعو الى الاستفسار عندما تحين الساعة. 

وفي أحد الأيام استلمت الحصة وخرجت واذا بمنادي خلفي يصيح بصوت عالي ,’ مسيو…مسيو سلفو بلي’, توقفت واذا به يعتذر عن خطأ ارتكبه كما قال و انا لا اعرف عن أي خطأ يتكلم…ثم قال لقد اعطيتك بالخطأ معلبات يدخل في تصنيعها زيت الخنزير…استبدلها بأخرى وكرر الاعتذار.عندها عرفت سبب سؤاله عن ديانتي.فرحتُ لما حصل حيث بخلاف ذلك لليوم اظن به السوء ولكنت ربما اكتب عكس ما اكتبه الان.  

وفي عام 2010 اشتريت من احد الأسواق كيس ,’شيبس’, فقال لي صاحبها: هذا حرام ولما استغربت من ذلك قال انه معمول بزيت الخنزير. دار بيني وبين هذا الشاب العربي المسلم الملتزم دينياً وهو مهندس جيولوجي في بلده المغاربي حوار طويل تشعب وجرى في عدة ايام سجلته بعلمه واطلاعه بمقالة من خمسة أجزاء في أيلول من عام 2010بعنوان: [إذا كان الخنزير حرام فكل الانعام حرام]. 

تذَّكرت هذه الأمور اليوم بفعل ما ظَهَرَ من لغط او استفسارات يبدو انها تزاحمت خلال هذه الفترة للحد الذي دفع أعضاء وخبراء ومسؤولي دور الإفتاء الإسلامية الكبرى:هيئة كبار العلماء في السعودية ودار الإفتاء المصرية/ الازهر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين/قطر ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ومفتي العراق ودور افتاء أخرى للتدخل حيث السؤال المهم والأساسي الذي طُرح هو: يدخل في لقاح كوفيد 19 شيء من الخنزير فهل اللقاح حلال ام حرام؟  

أعتقد ان المليار وستمائة مليون مسلم في العالم لا يعرف منهم مكونات اللقاح إلا ,’ نفر’, قليل جداً حالهم في ذلك حال السواد الأعظم من البشر ولا اعتقد ان هؤلاء او أحدهم هو من اثار الموضوع…السؤال الأهم كيف ظهر الموضوع على السطح اليوم وكيف انتشر بحيث دفع مثل تلك  الهيئات و الشخصيات للتدخل؟…أتمنى ان يحض هذا الموضوع بالمتابعة. 

طرح مثل هذا السؤال وبهذه الدقة او الأهمية او السذاجة بعد ان انتشر الموضوع لا اعتراض عليه لكونه سؤال يحتاج جواب…الاعتراض على ردود دور الإفتاء وتبريراتها الغريبة والقريبة أحيانا وحسب فهمي المتواضع ايضاً الى الكفر والسذاجة والتي جعلتني ابحث في موضوع تحريم الخنزير لاقف على كدس كامل من صفحات الانترنيت لا تسمن ولا تغني كلها ,’عنعنات وقلقلات و حدحدات’, لوكان في كل صفحة من ذلك الكدس ألف كلمة ربما لا تجد منها مقبول خارج الآيات القرآنية حتى عشر كلمات وليس في هذا المقبول من نفع سوى نقل صورة مصغرة لما كان يجري من أمور في الغابرات بخصوص موضوع الإفتاء والاجتهاد والتي أدت هي وامثالها الى تَشَّكُلْ الأحزاب والزمر التي أصبحت بعد ذلك مذاهب وصلتنا وجعلت حالنا الحال الملموس اليوم والذي لا نُحسد عليه من تمزق وتلف و فشل للإنسان و المجتمعات والقيم والذي دفع آخر المغردين أي الرئيس الفرنسي ليقول ان الإسلام يعيش ازمة في كل العالم واعترضتْ عليه نفس دور الإفتاء و نفس المشايخ وقد نسي هؤلاء اليوم ما حصل من الرئيس الفرنسي و انشغلوا بحلال اللقاح ام حرامه وهذا ليس بجديد عليهم وحتى ماكرون يعرف ان هذا ما سيحصل حيث نسوا التطبيع بخطاب ماكرون ونسوا خطاب ماكرون وغلق المساجد الجاري اليوم في فرنسا بلقاح كورونا. علماً ان من أمر بالتحريم وضع الأسس لتجاوزه بكلمات بسيطات واضحات بليغات مفهومات للعامة و الخاصة في نهاية كل من الآيات الاربعة التي ورد فيها التحريم أي لا تحتاج لتفسيرات و ,’عنعنات و قلقللات و حدحدات’, السلف. 

يبدو ان هذا موضوع بدأ في تشرين ثاني/أكتوبر 2020 عند زيارة وفد دبلوماسي/علمي/ديني من اندونيسيا الى الصين للتعاقد على شحنة لقاح ضد كوفيد 19 حيث انشغل العلماء في الموقف العلمي من اللقاح وانشغل الدبلوماسيين في إتمام الصفقة ورجال الدين انشغلوا في هل هذا اللقاح حلال ام حرام وهل يتطابق مع الشريعة الإسلامية؟  

وبينما تتسابق الشركات في بحوثها لإنتاج اللقاح والدول لتأمين ما يكفي من اللقاح لإنقاذ مواطنيها تصاعد اللغط الإسلامي عن الحلال والحرام في التعاطي مع الجائحة/الكارثة واللقاح وفي خضم كل ذلك اُثيرت الأسئلة حول استخدام منتجات لحم الخنزير، المحرّم عند المسلمين بدرجة النجاسة المغَّلظة  في انتاج هذا اللقاح او أحد انواعه وتبين انه مستعمل في أمور طبية أخرى منذ عقود وربما الغالب من المسلمين تعاطوا او تعاملوا مع تلك الأمور الطبية بعلمهم او بدون علمهم… أثار هذا الطرح مخاوف بشأن احتمال تعطيل حملات التطعيم ضد فيروس كورونا عند البعض ليس خوفاً عليهم إنما الخوف منهم كي لا يكونوا مصدر او بؤر تلوث مستمر يقلق البشرية وهم سوادهم الأعظم ومن هذا السواد ,,’’عُلمائهم’’,,/ مشايخهم/ معمميهم /أساتذة جامعاتهم الإسلامية / مسؤولي دور الإفتاء لا يعرفون تركيب اللقاح و البعض منهم يبدو انه لا يعرف الفرق بين اللقاح/ التطعيم والدواء/العلاج ولم يساهموا فيه ولم يقدموا حتى دعماً بسيطاً لمن تصدى لهذا الوباء بحثاً او رعاية وعناية طبية أي الباحثين او الكوادر الطبية التي فرض عليهم واجبهم الوظيفي و الإنساني معايشة المصابين.  

الفتاوى التي كانت أجوبة على هذا السؤال فيها بعض الأمور التي تثير علامات استفهام وتعجب من المسلمين وغير المسلمين لان الجميع مسلمين وغير مسلمين يعرفون ان الكثير/ أغلب المسلمين إلا افراداً قلائل منهم سيذهبون للقاح/ التلقيح سواء كان حلال ام حرام… حتى لو كان هذا اللقاح هو لحم خنزير نفسه او هو ميتة او دم مسفوح او خمر او نطيحة او متردية او منخنقة او موقوذة او ما اكل السبع او ما ذُبح على النصب وكل واحد منهم سيتسلح بطروحات السلف وأحاديث وآيات قرآنية قدمها له ,’ خير’, خلف لذلك السلف. 

هذا السؤال وتلك الفتاوى ذكرتني بما كان قد جرى في العراق في أيام الحملة الايمانية حيث كان هناك برنامج اسبوعي من خلال تلفزيون الشباب لصاحبه عدي صدام حسين … يقدمه ,’ الشيخ عبد الغفار العباسي’,!!! كل يوم جمعة مع وقت صلاة الجمعة و كيف كان الناس يتندرون على البرنامج و مقدمه خفيف الظل الذي اصبح فيما بعد امام وخطيب جامع الامام الأعظم، من خلال رسائلهم واسئلتهم التي كانت تُذاع/ تُقَّدَمْ/ تُعرض بشكل مباشر ( عرض/نقل حي)…حيث كان الناس يتابعون البرنامج لأنه فاصل طويل هزلي ومقدمه الفكاهي العوبة السلطات الشيخ العباسي و كان البعض الذي يبحث عن الاستخفاف بالشيخ وبالبرنامج يرسل رسائل للسخرية يتكفل الشيخ بالإفتاء بخصوصها…واحدة من تلك الرسائل تناقلتها الألسن في الشارع و المجالس وهي غير حقيقية كما اتصور لكنها سارت بين الناس تعكس الرأي بالفتاوى يومها وحتى اليوم وهي: ان فتاة اسمها (س..) سألت الشيخ النصيحة من انها (ز…..) عشرة مرات وتريد التوبة وبعد مقدمة الشيخ الطويلة و,’عنعنته’, ومدحه لصحوة الفتاة بالتوبة افتى بأن كفارة ذلك هي الصوم كذا يوم أو اطعام كذا فقير والصلاة بأوقاتها مع اداء كذا ركعة بين أوقات الصلاة ودعا لها الله قبول توبتها… وفي الأسبوع التالي وصلت الشيخ رسالة من فتاة قالت فيها انها (ن..) اخت (س..) وقد (ز…..) ثلاثة مرات وتريد التوبة وبعد المديح والتبريك اوصاها الشيخ المهرج بأن تُكمل العدد الى عشرة وتفعل كما فعلت اختها. 

اليكم الفتاوى التي صدرت وكانت جواب دور الإفتاء على السؤال: هل لقاح ال ,’كورونا ’,حلال أم حرام؟
1ـ هيئة ,’كبار العلماء’, في السعودية:
دعا مفتي المملكة رئيس هيئة ,’كبار العلماء’, الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، كافة السعوديين إلى تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا وقال: [إن التطعيم نعمة من نعم الله] انتهى 

*تعليق: لم يًقُلْ الشيخ ان لقاح الكورونا (كوفيد19) نعمة من نعم الله انما قال عن التطعيم أي عملية التطعيم والتي يمكن ان تنسحب هذه النعمة الى من أمر بالتطعيم أي ,’ولي أمر المسلمين خادم الحرمين وولي عهده الأمين’, هكذا سينظر أصحاب ,’العنعنات’, في القرن العشرين الهجري ويركزون على ان الشيخ قال التطعيم وليس اللقاح و التطعيم عام ولم يخصص الشيخ بالتطعيم بشيء فيه خنزير او,’نجاسة’, و سيأخذ تفسير قول الشيخ صفحات طويلة و نقاشات حادة ربما تصل الى التكفير و الرجم و الإخراج من الملة. حالها حال أسباب تحريم لحم الخنزير. 

 اليوم يمكن ان يكون كلام الشيخ على ,’علاته’, مقبول دينياً واجتماعياً وهو خلاصة ابتعد بها الشيخ عن تفاصيل غير مفيدة عن اللقاح (حرام أم حلال) وفيه هروب من الإجابة على السؤال…أما موضوع (نعمة الله) فكل شيء عند المسلم من نِعَمْ الله عليه حتى الخنزير وتحريم لحم الخنزير وهذا يتطابق مع قولي ان اغلب ألمسلمين سيأخذون اللقاح حتى لو كان لحم خنزير وكل واحد منهم في جيبه فتوى ونص مقدس بتوقيع من الخلف مسنود من السلف. 

2ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أجاب بالتالي على السؤال العام وعلى استفسار وزير الشؤون الإسلامية بمملكة ماليزيا حول نفس الموضوع حيث كان الجواب هو: […حتى ولو اشتمل اللقاح في مكوناته على مواد نجسة أو محرمة؛ فإنَّه يجوز استعماله، وذلك إعمالاً لقاعدة ,’الاستحالة‘, وقاعدة جواز التداوي بالنَّجس إذا لم يوجد غيره وأشار المجلس كذلك إلى قاعدة أنَّ “الحاجة العامة تنزل منزلة الضرورة الخاصة] انتهى 

*تعليق: نعم جواز التداوي بالنجس والحاجة العامة تنزل منزلة الضرورة الخاصة…لكن سبق ذلك بدعة ,’ الاستحالة’, المنقولة من السلف وهي المهمة حيث سيكون لها دور كبير في القرن العشرين الهجري. 

3ـ دار الإفتاء المصرية في اجابة امين عام الفتوى خالد عمران: […هذا المكون (يقصد الجزء من الخنزير) تتحول حقيقته الكيمياوية من هذه الحالة الى حالة أخرى وبالتالي يخرج عن حكم التحريم أو النجاسة التي كان فيها. وأكمل الشيخ: هناك شيء اسمه ,’الاستحالة’, يعني حدث له تغير يعني تحول من حقيقته التي كان عليها وهذا لا يأخذ نفس حكم ما كان عليه في الخنزير انما تحول من حال الحرمة الى حال الحل ومن حال النجاسة الى حالة الطهارة]انتهى. 

*تعليق: ان جواب دار الإفتاء المصرية و مجلس الإفتاء الاماراتي متقارب و يدور حول ,’ الاستحالة’, وهذا كما أتصور مثير وفيه ما سيثير الجدل و التشكيك في هذا التفسير او التشكيك بصحة التحريم مستقبلاً حيث ان القول وفق ,’ الاستحالة’, سيفتح جدلاً في المستقبل عند الباحثين عن الجدل في دقة نصوص القرآن حيث يتركون عدم دقة المتكلم و يذهبون الى حكمة التحريم في النص القرآني للتشكيك بها. هل الله لا يعرف ان هناك استحالة ستحصل وهذه الاستحالة يمكن ان تكون حتى على لحم الخنزير نفسه؟ 

اتحاد علماء المسلمين/الدوحة أصدر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي : [دعا إلى ضرورة الاعتماد على أهل الطب بشأن التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19وقال إن الفتوى تبيح استخدام اللقاح الجديد الضروري واللازم لفئة معينة أو لأشخاص معينين، وذلك حفاظاً على مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل، وحفظ المجتمع ومنع العدوى والانتشار، مشيرا إلى أن هناك قرارات جماعية توجب العلاج في حالة العدوى اعتماداً على الحديث الثابت: “لا ضرر ولا ضرار”. وختم فتواه: ولذلك اتفق الفقهاء على أن أيّ شيء تكون منافعه أكبر وأكثر فإن حكمه المشروعية”]. 

*تعليق: هذه الفتوى أنضج وأوضح فتوى رغم حشر بعض الأمور من قبيل: (إن الفتوى تبيح استخدام اللقاح الجديد الضروري واللازم لفئة معينة أو لأشخاص معينين) حيث لا اعرف لماذا هذا الحشر؟ لا اعرف من هم هؤلاء افراد الفئة المعينة او الأشخاص المعينين حيث لم يشخصهم الشيخ واللقاح كما معروف لكل البشر المصاب والسليم؟ لقد ترك الشيخ وكالعادة الناس في حيرة فيمكن ان يُفهم من هذا النص ان هناك فئة كثيرة او قليلة يجوز لها التطعيم وغيرها لا… ولم يبين الحد الفاصل بين الفئتين او من هم أصحاب الفئة الأولى ومنهم أصحاب الفئة الثانية. يبدو ان الشيخ لا يعرف الفرق بين الدواء/العلاج واللقاح/التطعيم… ربما في القرن العشرين الهجري سيكون حال هذه العبارة حال الفرق في الإسلام والفرقة الناجية.  

5ـ أصدر مفتي العراق الشيخ مهدي الصميدعي/ السٌنة (لان في العراق مفتي واحد للسنة وعشرين مفتي للشيعة) فتوى بـ حرمة لقاح كورونا في حال ثبت استخدام مشتقات الخنزير في صناعته، مشدداً على عدم وجود شفاء في أمر محرم كونه نجس وقال الصميدعي: [نحن أمة الإسلام، والنبي (ص) قال: (لم يَجعَل شفاء أمتي فيما حرم عليها) وأضاف: لا يوجد شفاء في محرم، وإذا كان المعلوم أن الناس علموا أن هذا العلاج لكورونا فيه دهن الخنزير أو المادة التي تخرج من دماغ الخنزير، فهو نجس محرم لا يجوز استخدامه] انتهى 

*تعليق: هذه فتوى غريبة بانغلاقها وحسمها. وهي تنفي بدعة ,’الاستحالة’, و تنفي انه (نعمة من نعم الله) وتنفي (لاضرر ولا ضرار) وتنفي ما قيل عن جواز الدواء بالنجاسة بشروطها

**تعليق عام: خمسة دور افتاء بخمسة فتاوى غير متطابقة والتناقض هو السائد لو ترك من افتى أساليب و ,’عنعنات قلقلات و حدحدات’, السلف لوجدوا الكثير من السهلات والمقبولات من الجميع مسلمين وكتابيين وملحدين وقد طرحوا بعضها مثل (نعمة الله) و (لا ضرر ولا ضرار)… وهناك الكثير من قبيل (أهون الشرين) و (أخف الضررين) و (الضرر الأصغر يسقط الضرر الأكبر) وغيرها الكثير وهناك الكثير  من النصوص في القرآن والسُنة التي تشير الى أهمية النفع العام والجواز في تقديم النفع العام على الخاص.  

والعجيب انهم تركوا أقربها وابسطها واشملها وادقها وأصدقها وأقصد هنا ما ختم بها من انزل تلك الآيات الأربعة حيث قال: [فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] والاضطرار هنا بائن وواضح وخالي من (باغٍ وعادٍ) وهذا رد واضح ولام لكل المتفرقين لكنهم كما يبدو ابوا إلا ان يبقوا متفرقين وهذا الإصرار العجيب يدفع بسؤال هو: هل هناك أوضح وأشمل وأدق وأصدق من هذه العبارة الحكمة المؤكدة حيث تركوا كلام الله عمداً؟ تركوا مغفرة ورحمة الله وتمسكوا بأمور اخذوها عن فلان وتفسير فلان وهم يعلمون ان من حَّرَمَ أوضح بكلمات معدودات كررها أربعة مرات أي في كل آية ورد فيها التحريم تأكيداً لها وتركيزاً عليها وحسماً للتمسك بها وإبعاداً عن كل ما يفرق من تلك غير المفيدات التي تملأ مجلدات من ,’عنعنات وقلقات وحدحدات’, السلف غير النافعات… لجأ من أفتى الى ,’كدس السلف الصالح والطالح’, ليستخرج منها بدعة 

 ,’الاستحالة’, وهو غير مضطر الى ذلك لو التزم بالنص القرآني و تابع ما ورد فيه. أليس ذلك من الكفر؟ 

ربما أصحاب ,’ الاستحالة’, هنا لا يعلمون ان لحم الخنزير كأي لحم تحصل فيه تغّيُرات كيميائية كبيرة منذ لحظة الذبح تجعله مشمول ببدعة ,’الاستحالة’,  وهناك تغَّيُرات أخرى ستحصل له اثناء عملية الطبخ/الشي(الشواء) تجعله مشمول ب,’ الاستحالة’, مرة ثانية ويضاف الى ذلك الإضافات الكيميائية/العطرية (ملح ،خل، بهارات، مطيبات) اثناء الطبخ لتجعله مشمول ببدعة ال ’’ الاستحالة’’ للمرة الثالثة هذه  وهناك عمليات تصنيع يتعرض لها  تجعله مشمول ب,’ الاستحالة’, للمرة الرابعة وهذه ,’الاستحالات’, تُذهب عنه الرجس والنجاسة وهذه,’ الاستحالة’, ربما مستقبلاً تنسحب على محرمات أخرى يصير حالها حال المخدرات و القات اليوم.  

ماذا سيقول المفتي لو تم صنع منتوج يدخل فيه لحم الخنزير بنسبة 50% او حتى 100% بعد ان يتعرض لعمليات تتطابق مع عملية الهضم التي تجري في جسم الانسان حيث تحصل هنا ,’ الاستحالة’, هل يكون هذا المُنْتَجْ حلال؟ 

ورد تحريم الخنزير في أربعة مواضع في القرآن موضعين في الآيات المكية وموضعين في الآيات المدنية وهي: 

1ـ [الآية 115 سورة النحل/مكية]: [إِنما حَرًّم عليكمُ الميتةَ والدمَ ولحمَ الخنزير وما اُهل لغير الله به فمن اضطرً غير باغٍ ولا عادٍ فإِن الله غفورٌ رحيمٌ] 

2ـ [الآية 145 من سورة الانعام/مكية]: [قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ]  

3ـ [الآية 173 سورة البقرة/مدنية]: [إِنما حرَّمَ عليكم الميتةُ والدَّمَ ولحمَ الخنزير وما أهلَّ به لغير الله فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا اثم عليه ان الله غفورٌ رحيمٌ]  

4ـ [الآية 3 من سورة المائدة/مدنية] : [حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] انتهى 

……………………… 

يتبع لطفاَ 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular