طلاب سنجار الراغبون في المشاركة في الامتحانات الخارجية مجبرون على الذهاب للموصل لأداء الامتحانات التمهيدية التي ستستغرق اسبوعاً كاملاً.
أكثر من 1200 طالب وطالبة في قضاء سنجار قدّموا طلبات للمشاركة في الامتحانات الخارجية للصف السادس و التاسع الأساسي و الصف الثاني عشر الاعدادي للعام 2020-2021 لكن الامتحانات التمهيدية لن تقام داخل القضاء بل في مدينة الموصل.
“أخذوا مني 50 ألف دينار مقابل الاستمارات الخاصة بالمشاركة في الامتحانات الخارجية، إن اضطررت للذهاب الى الموصل لإجراء الامتحان التمهيدي فسأحتاج الى أكثر من 150 ألف دينار اضافية”، هذا ما قاله جاسم خوديدا، الساكن في مجمع دهولا في ناحي سنوني التابعة لقضاء سنجار.
تأمين ذلك المبلغ بات يؤرق ذلك الشاب، لأنه لا يملك مصدر دخل، لذا ان لم يتم ايجاد حل لتلك المشكلة سيكون مجبراً على الاقتراض.
مصاريف النقل من سنجار الى الموصل تبلغ 15 ألف دينار يومياً وإذا احتسبنا مصاريف النقل والمأكل داخل الموصل فسيحتاج كل طالب قرابة 150 ألف دينار لأيام الامتحانات الستة، هذا ان لم يضطر للمبيت هناك.
لا نستطيع البقاء في الموصل لستة أيام
يقول جاسم خوديدا “لا نستطيع البقاء في الموصل لستة أيام، لذا نحن مجبرون على التنقل يومياً، الامتحانات تبدأ بعد الظهر ولن نقدر على العودة قبل حلول الليل.”
بموجب الجدول الذي وضعته مديرية التربية، من المقرر أن تبدأ الامتحانات التمهيدية للطلاب الراغبين في أداء الامتحانات الخارجية في 6 شباط 2021 و ستستغرق ستة أيام.
سعد متو، مدير تربية سنجار التابعة للحكومة الاتحادية قال لـ(كركوك ناو) “طلبنا نقل الامتحانات الى سنجار ونحن بانتظار الرد، لكنني لا أعتقد بأنهم سيقبلون طلبنا لأن موعد الامتحانات قريب ولم يتبق وقت كافٍ لتغيير مكان اقامة الامتحانات.”
وقال متو الى أن هناك 1200 طالب في سنجار يرغب في خوض الامتحانات الخارجية، مشيراً الى أن هذا العدد أكبر بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، “نضم صوتنا الى صوتهم، يجب على الأقل أن يوفروا للطلاب أماكن للسكن لحين انتهاء الامتحانات.”
وتابع مدير تربية سنجار قائلاً “لدينا أعداد كافية من المدرسين والمعلمين و القاعات الامتحانية، بإمكاننا تسيير الامتحانات بصورة ناجحة وستُحَلّ هذه المعضلة، لأن الظروف المادية لأهالي المنطقة تختلف عن باقي المناطق الأخرى.”
عدد كبير من أطفال وشبان سنجار انقطعوا عن الدراسة جراء هجمات داعش وتعرضهم للنزوح، وأصبح معظمهم مضطرين لإجراء الامتحانات الخارجية بسبب تجاوزهم للسن القانونية التي تسمح لهم بالدوام في المدارس الصباحية والمسائية.
أحمد جاسم يقطن في مجمع بوركه في قضاء سنجار ويرغب بالمشاركة في الامتحانات الخارجية، يقول أحمد “أوصلنا مطالبنا الى عشرات المسؤولين في سنجار و نينوى، رغم تعهدهم بمتابعة المسألة لكن لا شيء يلوح في الأفق ويبدو بأننا سنكون مجبرين على الذهاب يومياً الى الموصل لأداء الامتحانات.”
يقول هذا الشاب “ان لم يكونوا قادرين على معالجة هذه المشكلة فليوفروا لنا مصاريف النقل لأن أغلبنا من محدودي الدخل.”
توجد في قضاء سنجار تربيتان (للدراسة الكوردية والعربية)، تشرفان على 54 ألف طالب وطالبة، قسم كبير منهم لا يزالون في مخيمات النازحين.
نقل مكان اقامة الامتحانات من صلاحيات الوزارة فقط
عبدالحميد مجيد، مشرف تربوي في المديرية العامة لتربية نينوى قال لـ(كركوك ناو)”ندرك بأن ظروف المواطنين في سنجار مختلفة عن باقي المناطق بسبب المأساة التي تعرضوا لها، لكن نقل مكان اقامة الامتحانات من صلاحيات الوزارة فقط، اذا بذل ممثلو الايزيديين في بغداد مساعي جدية ربما سيتمكنون من فعل شيء لهم.”
ويرى مجيد بأن توجيه طلب نقل مكان اقامة الامتحانات لتربية نينوى فقط لن يثمر عن شيء.
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل و يتبع محافظة نينوى إدارياً، لكن القضاء يعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية..
عمار عزيز – نينوى