عندما تستيقظ صباحاً، هل تشتهي الحموضة مع فنجان من القهوة الطازجة وهل تفضل الحرارة الدافئة والكافيين الأقل عبر كوب ساخن من الشاي؟
المعركة الأزلية بين مُحبي القهوة والشاي لم تستطع أن تحسم الأمر.
تقول أخصائية التغذية تمار سامويلز، لصحيفة Huffington Post: “إن تفضيل الإنسان أياً من الخيارين يعود إلى تفاعل جسمه مع كل مشروب منهما إلى جانب ذوقه وتفضيله الشخصي”.
الكافيين المستهلك في المشروبين هو السبب الرئيس لاستهلاك البشر كل هذه الأكواب اليومية، علماً أن الكافيين أكثر العقاقير ذات التأثير النفساني استهلاكاً في العالم.
لماذا يتم استهلاك كل هذا الكافيين؟
تختلف نسبة الكافيين بين الشاي والقهوة؛ كوب واحد من القهوة الأمريكية مثلاً يحتوي على 95 ملليغراماً من الكافيين، بينما الكمية نفسها من الشاي تحتوي على 48 ملليغراماً، أما الكوب من الشاي الأخضر فيحتوي على 29 ملليغراماً، حسب ما نشره موقع Healthline.
من الجدير ذكره أن قهوة الإسبرسو، أُم القهوة التركية، تحتوي على 63 ملليغراماً، أما قهوة النسكافيه سريعة الذوبان فتحتوي ملعقة صغيرة منها على نحو 70 ملليغراماً من الكافيين، بحسب موقع Nestle.
بطبيعة الحال، فإنَّ تفاوت الكافيين بين هذه المشروبات الساخنة هو أهم أسباب استهلاك بعضها دون الأخرى.
وتوضح سامويلز: “يهضم الإنسان الكافيين في الكبد، وبعض الناس لديهم طفرات جينية تجعلهم أسرع أو أبطأ في عملية التمثيل الغذائي للكافيين”.
ويتم استقلاب الكافيين بواسطة إنزيم في الكبد يتم ترميزه بواسطة جين CYP1A2.
وتشرح سامويلز أن نحو نصف سكان العالم يمتلكون نوعاً مختلفاً من هذا الجين يؤدي إلى بطء معالجة المنشط، ومن الصعب اختباره وراثياً.
لذا، فإن أفضل طريقة لمعرفة تفاعل الجسم مع الكافيين هي عبر تجربته؛ وإذا لاقيت صعوبة في النوم بعد تناوله أو لاحظت تسارع دقات القلب، فهذا يعني أنه يجب الابتعاد عن الجرعات العالية من الكافيين بقدر المستطاع.
قال سامويلز: “من سيئات استهلاك الكافيين في الصباح أن هورمون الكورتيزول يكون مرتفعاً بالفعل، ويزيد الكافيين منه أيضاً، لذلك يمكن أن ينتج عنه القلق والعصبية في الصباح، مما قد يؤدي إلى إهدار بقية اليوم”.
لذا فإن إحدى طرق منع هذا التفاعل هي شرب الكافيين مع الطعام وليس مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم.
وبشكل عام، يؤثر الكافيين على الجهاز العصبي المركزي بعدة طرق:
من ناحية، يزيد الطاقة بجميع أنحاء الدماغ، ولكنه يقلل أيضاً من تدفق الدم في المخ، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم نسبياً.
من ناحية أخرى، فإنه ينشط الخلايا العصبية “نورادرينالين”، وكذلك الإفراج المحلي للدوبامين، مما يؤدي أيضاً إلى اليقظة.
هنا تتفوق القهوة
وجدت بعض الأبحاث القائمة على الملاحظة، أن القهوة يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مختلفة، من ضمنها مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، ويمكن أن تعزز عملية التمثيل الغذائي.
ومن فوائدها الصحية الأخرى المستويات العالية من مضادات الأكسدة؛ إذ يحتوي فنجان واحد من القهوة على مضادات أكسدة أكثر من كوب شاي واحد (200 إلى 550 ملليغرام لكل فنجان قهوة مقابل 150 إلى 400 ملليغرام لكل كوب شاي أخضر أو أسود).
تتفوق القهوة أيضاً على الشاي في كمية البوليفينول، وهي عبارة عن مغذيات دقيقة مليئة بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تحسن الهضم، وتساعد على الوقاية من أمراض التنكس العصبي وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل تساعد في إدارة الوزن.
وهنا يتفوق الشاي
تتشابه مزايا الشاي مع مزايا القهوة، وإن كانت أقل: يحتوي كوب واحد من الشاي عادةً على كمية أقل من الكافيين في الحصة الواحدة مقارنة بفنجان القهوة، كما أن مادة البوليفينول ليست سمته الطاغية.
هنا يربح الشاي نقاطاً إضافية، لأنه عكس القهوة يمكن العثور على الشاي الذي يتميز بوظيفة معينة مرغوبة. وهناك أنواع عشبية لا تحتوي على الكافيين إطلاقاً.
والآن أيهما أفضل: القهوة أم الشاي؟
للأسف، لا توجد إجابة واحدة وحاسمة لهذا السؤال، يعتمد الأمر على الشارب نفسه!
بعض الأجسام حساسة تجاه الكافيين واستقلابه، والبعض الآخر يستطيع إخراجه من جهازه بطريقة أسرع فلا يؤثر على منامه، لذلك ينبغي لك التجربة والاختبار قبل أن تحسم الأمر وتقرر العبور إلى الضفة الأخرى.