بين کل فترة وأخرى يتم الترکيز في إيران على موضوع وقضية معينة حيث يصبح بمثابة الحديث والمادة الرئيسية الغالبة في تصريحات القادة والمسٶولين الايرانيين ووسائل الاعلام، ويبدو أن الموضوع والقضية الرئيسية التي يتم الترکيز عليها بهذا السياق، تتعلق بالنوايا الامريکية من وراء إلغاء الاتفاق النووي وفرض العقوبات على إيران، إذ هناك دفع بإتجاه التصوير بأن هدف الولايات المتحدة من وراء هذه العقوبات وإجراءاتها الاخرى ضد إيران هو إسقاط النظام وإجراء التغيير في إيران.
سٶال واحد مهم وحساس نجد هناك ضرورة ملحة لطرحه؛ لو کان الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما قد دعم بصورة عملية وجدية إنتفاضة عام 2009، التي قام بها الشعب الايراني ضد النظام الايراني وأحرقوا ومزقوا صور المرشد الاعلى، ماذا کان سيکون مصير النظام غير الانهيار والسقوط؟ يومها کان الشعب هو الذي يريد إسقاط النظام وليس أمريکا أو الغرب کما يميل النظام الايراني دائما لوصف أية معارضة جدية ضده.
الرئيس ترامب، مع الاخذ بنظر الاعتبار الکثير من الامور المتعلقة به، فإنه يتصرف بعقلية تاجر مع الاحداث والتطورات السياسية ويريد أن يخضعها لتوجهاته وطموحاته ورغباته، وبرأينا هو لايفکر بإسقاط النظام الايراني حتى وإن رغب بذلك في قرارة نفسه، لأنه قد إستفاد ويستفيد من هذا النظام لأغراض ومآرب متباينة، لکننا نسأل مرة أخرى؛ هل إن الشعب الايراني الذي إنتفض بقوة مرة أخرى بوجه النظام في 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، يريد إسقاط النظام وتغييره جذريا؟ من الواضح إن معظم القادة والمسٶولون الايرانيون يعلمون جيدا بأن الشعب يريد ويسعى للتغيير ولم يعد يرغب بهذا النظام بل وإن الرئيس روحاني قد أکد ذلك بکل وضوح عندما صرح قبل فترة بأن الشعب الايراني لم يعد يثق بالنظام، فهل بعد إنعدام الثقة کلام وموقف وإجراء يمکن إتخاذه غير إسقاط النظام وتغييره؟
القادة والمسٶولون الايرانيون ووسائل الاعلام الصفراء الايرانية يسعون للإيحاء بأن هناك مٶامرة ومخطط أمريکي من أجل إسقاط النظام وهو مسعى الهدف الاساسي منه التشکيك والطعن بالنضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني ضد النظام من أجل الحرية والتغيير، کما إنه يهدف أيضا للطعن والتشکيك في المساعي التي بذلتها وتبذلها المقاومة الايرانية بنفس الاتجاه، علما بأن واشنطن قد أکدت مرارا بأنها لاتريد أن تغير النظام في إيران، ولکن يبدو إن للنظام في إيران غاية وهدف من جعل الموقف الامريکي يبدو بغير ماهو عليه، ولکن، هل سيتمکن من ذلك؟ الاوضاع والظروف قد تغيرت والشعب الايراني صار يمتلك رٶية وموقفا أکثر جدية وحزما من ذلك الذي کان عليه خلال وبعد إنتفاضة عام 2009، ومن هنا، فإن الاحتمال الارجح هو أن ينقلب السحر على الساحر.