الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالات حول الأوضاع الراهنة في العالم بقلم الفليسوف الفرنسي آلن باديو* :...

 حول الأوضاع الراهنة في العالم بقلم الفليسوف الفرنسي آلن باديو* : ترجمة عادل حبه

 


آلن باديو

 

مقدمة ساهم فيها الكاتب الإيراني شیدان وثیق

 

“حول الوضع الحالي في العالم”،هو نص مختصر للفيلسوف الفرنسي المعاصر آلان باديو، نُشر في الثاني من كانون الأول عام 2020. هذه المقالة الجديدة لباديو تتناول حال “الحركات” و “النضالات” في عالم اليوم، وهي استمرار لما طرأ من تغيير على تفكيره السياسي في السنوات الأخيرة. ومن بين هذه المؤلفات، مؤلفان سابقان لباديو: أحدهما عن “حركة السترات الصفراء” في فرنسا، والآخر حول تحليل الوضع بعد وباء كوفيد-2019 الذي عصف بالعالم. 

في هذا المقال، يروي آلن باديو، من خلال الخطاب السياسي والإستدلال، بعض الأفكار الأساسية لأركان أفكاره الفلسفية. يبحث أولاً في خصائص الحركات الحالية، من “الربيع العربي” (2010) وحتى الوقت الحاضر، وينتقل من هونغ كونغ إلى الأمريكتين، مروراً بالهند وإيران ومصر وأوروبا، وما إلى ذلك. يمكن تمييز هذه الخصائص من خلال إستعراضه لشرائط الفيديو في ثلاث ميزات رئيسية:

عدم تجانس هذه الحركات، التي تخضع لسيطرة احتكارية تكتيكية لواحد أو أكثر من الاتجاهات المهيمنة على هذه الحركات. إنها مجرد حركات سلبية لا تنطوي في حد ذاتها على “خطاب إيجابي، ولا إرادة خلاقة، ولا تصور ديناميكي لتحليل الظروف وما يمكن أن يكون أو تنبغي أن تكون عليه السياسة الحديثة”. ويتمحور تشكيل هذه الحركات واستمرارها حول شعار “ارحل” ضد الحاكم، دون أدنى فكرة عن العملية التي تضمن التغيير الحقيقي”.

من هذا المنطلق، يستنتج آلن باديو أن واقع النضال الحالي في العالم تهيمن عليه أيديولوجية الحركة، أو “الحركية”( mouvementisme) على حد تعبيره. وفي ظل الخصوصيات المذكورة أعلاه، نشأت النتيجة الحتمية التالية:

“أدت كل الحركات العالمية، في النهاية، إلى الحفاظ على القوى الحاكمة وتعزيزها، أو أحدثت تغييرات كانت مجرد سطحية، وأدت إلى وضع أسوأ مما كان سائداً قبل الثوره”.

ثم يشير آلن باديو إلى الثورات التي إندلعت في أوروبا في القرن التاسع عشر، من عام 1840 إلى كومونة باريس (1871)، ويؤكد أن تلك الحركات والنضالات الكبرى أيضاً، هي تعبير عن غليان الثورية العاطفية، وتلهث لتدشين فصل جديد. ولكن في غضون ذلك، حسب قوله، فإن “بيان الحزب الشيوعي” لماركس وإنجلز فقط هو الذي إستطاع و “إلى الأبد” ما يمكن أن تؤديه”السياسة الجديدة” وما ينبغي أن تكون عليها. وهذا الموقف الخاص تجاه البيان الشيوعي وموضوعه الإيجابي الرئيسي، هو ما ظل يطرحه آلن باديو طوال سنوات عمله في ميدان الفلسفة السياسية، وفي مؤلفاته وكتبه، ودائماً ما كان يطرحه ويؤكد عليه ويكرره في هذه المقالة أيضاً. وفي مثل هذه البنية الإيجابية في البيان، يعتقد آلن باديو أنه قد “بدأ تاريخ آخر للسياسة”. وهذا تأكيد على أن خلاصة ما جاءت بها أفكار ماركس ليست سوى “إلغاء الملكية الخاصة” و “الشيوعية”. هذان الموضوعان الإيجابيان، إلى جانب “المساواة”، هما، حسب باديو، الأجندات الثلاثة لنضالنا الراهن في كل مكان. وفي هذا السياق فقط يمكن تمهيد طريق لإحداث تغيير حقيقي وما يسميه باديو “سياسة التحرر”. 

مما لا شك فيه، إننا يمكن أن نختلف مع بعض الآراء السياسية التي يطرحها آلن باديو، (وخاصة عندما يعمم تلك الآراء على البلدان التي تقع في قارة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية التي تمر بمراحل إحتماعية سياسية ومستويات من التطور تتفاوت عن تلك في البلدان الرأسمالية المتطورة، وإن المهمات التي تواجه البلدان الرأسمالية المتطورة للخروج من أزمتها العميقة التي طال مداها هي الأخرى تختلف عن تلك المهمات التي تواجه البلدان ضعيفة التطور-م). لكن لا يمكن تجاهل الملخص الأساسي لآرائه هنا، حول رفضه للحركية (mouvementisme) والنفي التام للسلبية التي تسود العديد من الحركات والنضالات اليوم. كذلك فبالنسبة للفيلسوف الفرنسي، فإن فكرة “الشيوعية الجماعية والحديثة” تقوم على إنكار الملكية … وهو ما يطلق عليه “التحرر من الهيمنة”.

نص المقالة……

أصبح التقييم السياسي العقلاني للوضع الراهن في العالم من النوادر حقًا. وغدا هذا التقييم يتراوح بين التنبؤ الكارثي للهوس الديني غير المرغوب فيه عند العامة (مثل اقتراب يوم القيامة) وبين أوهام اليساريين التائهين التي تؤكد على (أننا نعيش في عصر “النضالات” النموذجية، و”الحركات الجماهيرية” التي لا يمكن إيقافها، عصر “انهيار” الرأسمالية الليبرالية وقدر من المفاهيم غير العقلانية)؛ لقد أخذ الاضطراب والتشوش الذهني شكل البراغماتية أو اليأس في كل مكان. وفي هذا السياق أود هنا أن أقدم بعض الملاحظات ذات الخلفية التجريبية أو الإفتراضية.

على النطاق العالمي إلى حد ما، ومنذ عدة سنوات ولحد الآن، يمكن الإشارة إلى ما سمي بـ “الربيع العربي” حيث كنا نشهد عالماً مليء بالنضالات، ولكي نكون أكثر دقة، شيوع حركات ومظاهرات جماهيرية. أقترح أن نحدد الحالة العامة الحالية من منطلق ذهني ولنسميها بمفردة “الحركية”( mouvementisme )، وفي إطار فكرة أضحت مقبولة على نطاق واسع وهي أن التجمعات الجماهيرية ستغير بدون شك الأوضاع في نهاية المطاف. ونرى هذه المشاهد الآن بدءاً من الأحداث في هونغ كونغ إلى الجزائر، ومن إيران إلى فرنسا، ومن مصر إلى كاليفورنيا، ومن مالي إلى البرازيل، ومن الهند إلى بولندا ، وفي العديد من الأماكن والبلدان الأخرى.

كل هذه الحركات ، دون استثناء ، تتسم بثلاث خصوصيات:

1-هذه الحركات غير متجانسة في أصولها الاجتماعية، وفي دوافع تمردها، وفي معتقداتها السياسية العفوية. هذا الجانب متعدد الأشكال يلقي الضوء أيضاً على التعددية في هذه الحركات. ولا تتشكل هذه الحركات من مجموعات عمالية، أو من مظاهرات للحركة الطلابية، أو أعمال شغب يقوم بها أصحاب المتاجر الصغيرة تحت عبء الضرائب، أو احتجاجات نسوية ، أو أنصار البيئة ، أو المعارضين في المناطق أو القوميين، أو احتجاجات موالية للهجرة فحسب. فجميع هذه الحركات تضم الجميع تقريباً أو أقل، وتخضع للسيطرة الاحتكارية التكتيكية لتيار مهيمن واحد أو أكثر وفقاً للأماكن والمواقف.

2-نستنتج مما سبق أن وحدة هذه الحركات، في السياق الحالي للأيديولوجيات والتنظيمات، هي سلبية تماماً ولا يمكن أن تكون غير ذلك. هذه السلبية، بالطبع، تستند إلى الواقع الشاذ السائد في العالم في المرحلة الراهنة. يمكن للمرء أن يثور ضد تصرفات الحكومة الصينية في هونغ كونغ، وضد استيلاء الميليشيات الجزائرية على السلطة، وضد هيمنة التراتبية الدينية في إيران، وضد الاستبداد الفردي في مصر، وضد مؤامرات رد الفعل القومي والعنصري في كاليفورنيا، وضد تصرفات الجيش الفرنسي في مالي، وضد الفاشية الجديدة في البرازيل، وضد اضطهاد المسلمين في الهند، وضد وصمة العار الرجعية للإجهاض والنشاط الجنسي غير المعتاد في بولندا، وما إلى ذلك

لكن في هذه الحركات لا يوجد هدف سياسي واضح، وبالتحديد لا يوجد اقتراح مضاد مفهوم للعامة. ونتيجة لذلك، وفي ظل غياب اقتراح سياسي مشترك قد يحررأنصار هذه الحكات من قيود الرأسمالية المعاصرة، وإيصالهم في نهاية المطاف إلى وحدة سياسية، وليس ضد اسم محدد عادة ما يكون اسم رئيس الدولة أو الحاكم. فهناك من رفع  شعار”إرحل يا مبارك ” إلى شعار “إرحل أيها الفاشي بولسونارو” ، مروراً بـإدانة “العنصري مودي، يجب أن تتخلى عن المسؤولية”، أو”أرحل يا ترامب!” و”تقاعد يابوتفليقه”. ودعونا لا ننسى بالطبع، سيل الإهانات وإعلانات الطرد وتوجيه التهم  صوب هدفنا الطبيعي هنا في فرنسا، وهذا الهدف ليس سوى ماكرون الصغير.

ولذلك أقترح أن أقول إن كل هذه الحركات والنضالات تدور في نهاية المطاف حول  التحرر من “عبادة الشيطان”(dégagisme)، نريد إقالة زعيم الحكومة أو الحاكم في ذلك الوقت، دون أدنى فكرة عن من يخلفه أو عن ضمان عملية التغيير الحقيقي، في حالة الإطاحة بالزعيم. بشكل عام، هذه السلبية توحد الجميع حولها بالطبع، ولكن ليس لها أي تعبير إيجابي، ولا إرادة إبداعية، ولا مفهوم ديناميكي لتحليل ظروف معينة وما يمكن أو ينبغي أن تكون السياسة الجديدة. وبسبب غياب كل هذه العناصر، أضحى مؤشراً على النهاية الفاشلة لمثل هذه الحركات. إن الشكل النهائي لوحدتهم، هو شكل النضال ضد القمع البوليسي، لأن الحركة كانت ضحية لها، أو في شكل النضال ضد عنف الشرطة التي تورطت في قمع الحركة. بالإجمال ، يمكن القول أن الشكل الوحيد للنضال المتبقي هو الإنكار الفوري لما تنكره الحكومة نفسها . لقد تعرفت بالفعل على مثل هذا الوضع في حركة أيار عام 68. ففي غياب التعبيرات الإيجابية الشائعة، على الأقل في بداية المسيرة، تعالى صراخنا في الشوارع: “CRS SS”!!  أي تشبيه “قوات الأمن الجمهوريةCRS الفرنسية بـقوات SS، التي هي اختصار للحرس الهتلري في ألمانيا النازية. ولكن من حسن الحظ، ومع استمرار الحركة، وبعد تراجع السلبية عند المتظاهرين، ظهرت مظاهر مثيرة للإهتمام، ولكن على حساب الجدل بين التصورات السياسية المتضاربة والتصريحات الإيجابية بشكل واضح.

3- واليوم ، أن كل الحركات التي نشهدها في العالم، أدت في النهاية إلى الحفاظ على السلطات الحاكمة وتعزيزها، أو إلى مجرد تغييرات مجرد سطحية. من الواضح الآن أن هذه التغييرات أدت إلى وضع هو أسوأ مقارنة بما وجد في السابق. أطيح بمبارك، لكن خلّفه السيسي، وهو نسخة أخرى مماثلة للطغمة العسكرية، وربما أسوأ. في هونغ كونغ، تعززت هيمنة الصين على الأرض من خلال سن قوانين مماثلة لما يجري العمل بها في بكين وسائر أنحاء البلاد، وإستمرت الاعتقالات الجماعية للمتظاهرين. وظل الطغاة الرجعيون من حكام إيران على حالهم. وظل أكثر القادة الرجعيين فعالية في مناصبهم، مثل مودي وبولسونارو أو المجموعة الكنسية البولندية، وفي حالة جيدة جداً. وحصل ماكرون الصغير على 43٪ من الأصوات في فرنسا، وهو في وضع انتخابي أفضل اليوم، وليس فقط مما كان عليه في بداية النضالات والحركات في فرنسا، ولكن حتى في وضع أفضل بالمقارنة مع الرؤساء السابقين كساركوزي الرجعي للغاية أو الاشتراكي الملتوي هولاند، الذين حصلا على حوالي 20٪ من أصوات الناخبين. ونظراً لذلك، تفرض علي الضرورة القيام بمقارنة تاريخية. ففي الفترة بين عامي 1847 و 1850، حدثت حركات عمالية وطلابية كبيرة وانتفاضات عامة ضد الحكومات الاستبدادية في أجزاء كبيرة من أوروبا. وإستطاع النظام الإستبدادي توطيد مواقعه بذكاء بعد عودة النظام الملكي في عام 1815، وهزيمة الثورة الفرنسية في عام 1830. وفي ظل غياب فكرة راسخة عما يمكن أن يكون بديلاً مختلفاً جوهرياً عن السلبية العاطفية، فإن محصلة السياسة، والإنعطافة التي التي حدثت بعد  ثورات عام 1848 في أوروبا لم تؤد إلا إلى فتح فصل جديد من العزيمة والمثابرة للقوى المحافظة. ففي فرنسا على وجه الخصوص ، كان ميزان ونتيجة هذه الثورات هو حكم لامتناهي لرئيس رأسمالي شاب من طراز خاص: هو نابليون الثالث، أو على حد تعبير فيكتور هوغو: نابليون الصغير.

ومع ذلك ، في عام 1848، تعلم ماركس وإنجلز، اللذان شاركا في الانتفاضات الألمانية، دروساً من هذه الأحداث، و دوَّنا تلك الدروس في نصوص عديدة مثل كتاب “صراع الطبقات في فرنسا”(Class Struggle in France)، والذي كان تحليلاً تاريخياً، وكذلك في كراس أطلق عليه ماركس “بيان الحزب الشيوعي” ، والذي طرح فيه بشكل عميق نوعاً جديداً تماماً من السياسة. و بطرح هذا البيان الإيجابي لحزب غير موجود، ولكن يجب أن يكون موجودًا ، بدئ تاريخٌ سياسي من نوع آخر. و بعد ثلاثة وعشرين عاماً ، كرر ماركس تجربته في التعلم من مسعى آخر مثير للإعجاب ألا وهو كومونة باريس، ولكنه ظل غير قادرٍ على تنظيم تجمع سياسي فعال، بالرغم من مقاومته البطولية لجشع الراسمالية.

طبعا وضعنا مختلف جدا الآن! لكنني أعتقد اعتقاداً راسخاً أن كل شيء اليوم يدور حول ضرورة أن تنطلق الشعارات السلبية وردود الفعل الدفاعية في النهاية من رؤية واضحة وتركيبية (سنتيز) تجاه أهدافنا الملموسة. وأنا مقتنع بأنه من أجل تحقيق هذا الهدف، يجب علينا على أي حال أن نتذكر ما كان ماركس يعتبره عصارة أفكاره. بالطبع، لا تزال الخلاصة هي السلبية  لكن على معيار لا يمكن إلا أن يعتمد على هذا التأكيد البارز، هذا البيان الإيجابي هو: “إلغاء الملكية الخاصة”.

إن النظر عن قرب على الأوضاع في العالم، تبدو أن شعارات مثل “الدفاع عن حرياتنا” أو “ضد عنف الشرطة” هي شعارات محافظة تماماً. فالشعار الأول ينص ضمنياً على أننا في النظام القائم، نتمتع بحريات حقيقية ويجب أن ندافع عنها، في حين أن قضيتنا الرئيسية هي أنه بدون تحقيق المساواة، فإن الحرية ليست سوى فخ. كيف يمكن لبروليتاري مشرد ليس لديه تصريح إقامة قانونية والذي يعتبر مجيئه إلى بلدنا ملحمة مفجعة، يستطيع أن يقول إنه حر؟ هل هو حر بنفس المعنى الذي يمتلكه الملياردير صاحب القوة الحقيقية وصاحب طائرة خاصة يقودها طيار خصوصي ويدعمه مديره التنفيذي في الحملة الانتخابية؟ والآن ، إذا كنا ثوريين عقلانيين، ونحمل رغبة إيجابية وعقلانية لوضع أسس عالم آخر، بعيداً عن العالم الذي نرفضه اليوم ، فكيف يمكن أن نتخيل أن شرطة ذات الوقت يمكن أن تكون دائماً لطيفة ومهذبة ومسالمة؟ وتقول للمنتغضين، ومنهم من يرتدي قبعات عليها صورة بوش ومسلحين: ‌تفضلوا هل تسألون عن عنوان قصر الاليزيه؟ إنه في الزقاق على اليمين، ذي السياج الحديدي الكبير!!.

إذن من الأفضل العودة إلى جوهر القضية: وهي الملكية. من الممكن أن يرفع شعار عام موحد، إيجابي وغير وسيط، هو شعار “اشتراكية عملية الإنتاج برمتها”. فيما يتعلق بهذا الشعار الإيجابي، هناك أيضاً شعار سلبي وسيط ​​يمكن التعبير عنه على الفور على النحو التالي: “ألغوا جميع عمليات الخصخصة التي قامت بها الحكومة منذ عام 1986”. لكن هناك شعار تكتيكي بحت الذي يعمل أيضاً على هوى السلبية كالتالي: نحن متمركزون في أحد أهم أقسام وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، لجنة الشراكات والتحويلات. نقوم بذلك مع العلم أن الاسم السري للشراكات والتحويلات هو ليس أكثر من غطاء شفاف لهيئة الخصخصة التي تأسست عام 1986. وإننا نعلن هنا بأننا سنبقى في مقر هيئة الخصخصة حتى يتم القضاء على أي شكل من أشكال الملكية الخاصة التي تخص الممتلكات العامة، سواء القريبة منها أو البعيدة.

صدقوني، من خلال تلاوين هذه الأهداف فقط ، الإستراتيجية منها والتكتيكية على حد سواء، سنتمكن أخيراً، بعد فترة من “النضالات” و”الحركات” و “الاحتجاجات” حيث ينهكهم الديالكتيك السلبي وينهكنا، أن نفتح أبواب حقبة جديدة تحدث ماركس عن شبحها في البيان الشيوعي، هذا الشبح الذي سيعود ويجول من جديد ليس في فرنسا وحدها بل في شتى بقاع العالم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*آلين باديو، فليسوف فرنسي ولد في عام  1937. شغل كرسي الفلسفة  في مدرسة المتفوقين( École normale supérieure)، مؤسس فسم الفلسفة في جامعة باريس. ألّف باديو عدد من المؤلفات حول الوجود والحقيقة والمادة بطريقة تخلو من الحداثة وما بعد الحداثة. شارك في العديد من المنظمات السياسية وكتب العديد من المقالات السياسية، ويدعي أن الشيوعية ستعود كقوة سياسية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular