من المعلوم أن حرية الصحافة والتعبير عن الرأي هي إحدى الأسس التي بني عليه الدستور العراقي، وحمايتها يقع على عاتق السلطات التنفيذية (الحكومة، بكافة مسمياتها)، لكن للأسف الشديد في يوم ١٩ تشرين الأول ٢٠١٨ تلمسنا غير ما هو معهود!!
أذ في الوقت الذي كنا نقوم بأداء واجبنا الصحفي، انا وزميلي المصور (نايف عيدو) بتغطية تنفيذ قرار ترحيل ثلاثين عائلة إيزيدية من دوميز من قبل الحشد الشعبي في المنطقة لصالح قناة كوردستان24، تم التعدي علينا وضربنا وإهانتنا بشتى الشتائم من قبل الحشد الشعبي، وبإسلوب العصابات، بحيث فقدنا الأمل بنجاتنا من بين أيديهم، لولا تدخل الخيرين.
الحقيقة، أستغربنا من أسلوب تعاملهم الذي لا ينمي عن اية فرصة للتفكير في أن هؤلاء جاءوا لحماية المنطقة إطلاقاً!! بل كان تعاملهم لا يعبر عما تم تكليفهم بهِ بتاتاُ.
تلك الميليشيات، التي هي تابعة لجماعة أنصار الحجة (سرايا السلام)، استخدمت شتى أنواع التعذيب معنا، في الوقت الذي كنا منشغلين بنقل حدث إنساني مهم يخص حياة ثلاثين عائلة إيزيدية، وفاءاً لمهنتنا الصحفية (كسلطة رابعة).
عليهِ نناشد جهات ذات العلاقة، من قيادة الحشد الشعبي، ومحافظ نينوى بمجلس المحافظة، وإدارة قضاء شنگال، ونقابة الصحفيين العراقيين، ونقابة صحفيي كوردستان، والمؤسسات الإعلامية، بالوقوف معنا، ومحاسبة المقصرين، المعتدين علينا، وسيكون لنا أيضاً إتخاذ ما يلزم بحقهم في المحاكم القضائية، لإيماننا وأحترامنا بعدالة القضاء العراقي.
وفي الوقت نفسه، نقدم جزيل شكرنا وإمتناننا لمن استنكر الموقف وتضامن معنا في هذا الموقف العصيب، لكم منا كل المودة والأحترام، ونعاهدكم أن نكون صوتكم وصوت الحق في كل مكانٍ وزمان، ونسعى بكل إمكانياتنا لنقل الحقائق، وبخاصة تلك المتعلقة بمواضيع إنسانية بحتة. ماهر شنگالی:
مراسل قناة كوردستان 24
نايف عيدو: مصور قناة كوردستان24