في 14 شباط من كل عام تمر ذكرى الجريمة النكراء والاليمة على قلوب الشيوعيين العراقيين واصدقائهم وكل الناس الشرفاء وطنيين وتقدميين، ذكرى اعدام قادة الحزب الرفاق يوسف سلمان { فهد} مؤسس الحزب ورفيقيه القائدين البارزين مجمد زكي بسيم { حازم } وحسين محمد الشبيبي { صارم} ، كما تمر ذكرى المؤامرة القذرة ، ذكرى جريمة 8 شباط الاسود 1963 التي حصدت ارواح كوكبة لامعة من الشهداء الخالدين وفي مقدمتهم السكرتير الاول حسين احمد الرضي { سلام عادل} وقادة الحزب جورج تلو، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، نافع يونس، حمزة سلمان، محمد حسين أبوالعيس، حسن عوينة، عبدالرحيم شريف، طالب عبدالجبار، صبيح سباهي، ألياس حنا، متي الشيخ، الكاتب والصحفي المبدع أبو سعيد، ومن العسكريين الشهداء داود الجنابي، الزعيم الركن الطيار جلال الأوقاتي، فاضل عباس المهداوي، الرائد فاضل البياتي، ماجد محمد أمين، مهدي حميد، طه الشيخ أحمد، وصفي طاهر، حسين خضر الدوري ، وكان لهؤلاء الخالدين شرف الإسهام الفعّال في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي وبناء كيانه وترصين تنظيمه وتثبيت تقاليده الثورية، كما ساهموا بكل ما يملكون من طاقات في قيادة نشاطاته ونضالاته البطولية خلال السنوات الأولى من التأسيس في العهد الملكي المباد، وحملوا رسالة الحزب بشرف وأستشهدوا في سبيلها وسجلوا صفحات مجيدة من تاريخ الحزب الشيوعي بدمائهم الزكية وإنّنا نحن الشيوعيين العراقيين والكوردستانيين وبهذه المناسبة الأليمة ننحني إجلالاً أمام ذكراهم العطرة.
ان الجرائم الوحشية التي اقترفها الحكم الملكي الرجعي وحكومة البعثيين في حق حزبنا الشيوعي والحركة الوطنية العراقية، والمآثر العظيمة التي اجترحها الشهداء الابرار في ساعات الصباح يوم 14 شباط 1949 وهم يعتلون شامخين اعواد المشانق، دفاعا عن المبادئ والمثل السامية التي نذروا انفسهم لها، وعن مصالح الشعب التي ناضلوا في سبيلها، ومن اجل عراق مستقل تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة، ويتمتع ابناؤه بالحياة الكريمة في وطن آمن كامل السيادة.
قائمة الشهداء طويلة وانا اختار هنا حزء بسيط من حياة شيوعيين خالدين عشت معهم: :
الشهيد حمزة سلمان :
قبل 60 سنة اعتقلت من قبل دائؤة الامن في دربندخان وارسلت الى مديرية امن لواء ( محافطة) السليمانية وبعد تعذيب بشع اواخر عام 1961 تم ارسالي الى مديرية الامن العامة في بغداد وواول ماحصلت عليه راشدي من العيار الثقيل ( صفعة قوية على الخد) من الشرطي جبروقال انت مصطفايي ويقصد ( مصطفى بارزاني) وقلت لا انا شيوعي،وادخلني الى قاوش ( ردهة الشيوعيين) وهناك تم استقبالي من قبل المتواجدين، وبعد ساعة تم استدعائي للتحقيق وبعد الضرب والاهانات عادوا بي لردهة الشيوعيين وبعد ساعات من بقائي جاء احد السجناء وسألني عدة اسئلة وشرح لي عن المتواجدين في السجن وقال اضافة الى غرفتنا توجد غرف اخرى للبعثيين و القوميين و الحزب الدمقراطي الكوردستاني والسجناء العاديين وفيما بعد علمت انه الرفيق حمزة سلمان المحامي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وتعرفت هناك على رفاق وشخصيات منهم : فؤاد زلزلة ، فريد ابو الجام، محمد الصائغ و المذيع في اذاعة بغداد حافظ القباني واخرين.نعم ، اتذكر أبو كوريا ووثاب وسلام، أتذكر المحامي الأسمر حمزة سلمان لابسا الروب االبني اللون ودلّة القهوة المرة بيده وهو يبتسم ويقول في كل صباح : إنهضوا يا شباب، كانت الابتسامة لا تفارقه قط ، وكان ودوداً، هادئاً ويصغي باهتمام بالع لمن يتحدث معه.
حمزة سلمان المحامي شيوعي معروف وقائد بارز ارعب جلاديه الذين نقلوه من سجن نگره السلمان الى قصر النهاية ببغداد وتحدثوا معه وهددوه بالموت وسألوه ( الا تخشى الموت ؟) التفت اليهم وهو يسألهم ( وأين هو الموت ؟ انا ابحث عنه. وكانت له حصال حميدة اهمها الاخلاص لقضية الكادحين والوطن وحب الرفاق والاختلاط معهم والحماس الملتهب لافكاره وعقيدته الشيوعية.
الشهيد محمد ناصر حسين الحداد :
في مدينة الكوفة عام 1968وبينما كنت جالساً في مقهى شعبي عند فلكة حبيب الرعّاش كنت أنتظر قدوم الشاب محمد حسين ناصر الحداد العامل في شركة الأحذية الشعبية لمهمة حزبية، ولكنه لم يحضر، وقد إندهشت وتصورت أن الأعداء القوا القبض عليه لأنّه كان نشطاً وفعّالاً قلّ مثيله، وعلى جناح السرعة قفلت راجعاُ للبيت، وكنت أسكن مع والدتي آنئذ في محلة السراي في دار السيد هادي حنوش على بعد امتارمن بيت محسن الحكيم، وبينما كنت أستعد لحمل الأوراق والمستمسكات الحزبية والتوجه إلى قرية ألبو حداري (علوة الفحل) أو قرية السادات، أو التوجه إلى قرية المويهي في ناحية العباسية للإختفاء في بيوت رفاقنا الفلاحين سمعت طرقاً على الباب وعلى الفور صعدت إلى السطح استعدادا للهرب، وذهبت والدتي وفتحت الباب ونادت علي بأنّ الطارق من جماعتنا ونزلت لاشاهد محمداً واللفاف الأبيض يحيط بيده اليسرى وقبل أن أقول له سلامات، قدّم إعتذاره عن التأخيروسمعت منه بأنه ذهب إلى فلكة الرعاش ولم يجدني وعليه جاء ليذهب وينفذ المهمة وأخبرني بتعرضه لحادث في المعمل أدخل على أثره لقسم الطواريء، وبدون علم الطبيب المعالج هرب لإداء الواجب، أثنيت على موقفه الشجاع، وطلبت منه العودة بالسرعة إلى مستشفى الفرات.
بعد العمل العدواني وانشقاق الحزب من قبل عزيز الحاج في 17/9/1967 اصيبت المنظمات الحزبية بالشلل والخلل وهذا العمل المتهور اثر على منظمة الحزب في الكوفة ايضا ولم تكن المنظمة بمعزل عن الالام والمرارات التي رافقت عمل الشيوعيين ، وفي كل يوم تقوم السلطات الحكومية القاء القبض على رفاقنا والتقدميين في المدينة وتقوم بالحملات (الزركة) في القرى وكل تلك الاعمال لثني عزيمة الشيوعيين وكان الرفيق محمد نشطا وفعالا في تنفيذ اعمال المنظمة .
انتمى محمد العامل في الشركة العامة للاحذية الشعبية للحزب في بداية عام 1968 وبعد مجيئئه تحسن عمل المنظمة وتغلغل الرفيق وانغمر في العمل الحزبي بين العمال والفلاحين والطلبة والمعلمين، وتوجه لنشرمباديءالحزب في قرى العباسية والمويهي والبوحداري وغيرها، وفي خضم عمله وبعد ثلاثة اشهر اقترح الرفاق باستثناء الرفيق مهدي الخياط وهو الذي رشحه للحزب طلبا للهيئات القيادية بمنحه عضوية الحزب فاستجابت الهيئات وتم منح محمد عضوية الحزب ، وكان الافضل للرفيق مهدي الخياط ان يفتخر به لانه وجد طريقه للحزب من خلاله، والاسوأ من هذا استقال مهدي الخياط وخرج من الحزب واصبح محمد بعد مضي ستة اشهر عضوا في لجنة قاعدية ، ونطرا لصلابته في مواقفه وتمسكه الشديد بافكار الحزب وعقيدته الراسخة وبعد سنوات قليلة اصبح كادرا مميزا وارسله الحزب الى احدى الدول الاشتراكية للدراسة الحزبية ليكون كادرا حزبيا ولكن عند العودة مع رفاقه { 11} رفيقا اعتقل من قبل عيسى سوار احد القادة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتم تصفيته ورفاقه دون معرفة الاسباب وبهذه المناسبة اضم صوتي للاصوات التي تطالب ازاحة الستار عن جريمة عيشى سوار النكراء بحق الشهداء الشباب الشيوعيين.
المجد والخلود للشهداء , والخزي والعار لاعداء الشيوعية.
13/2/2021