لم تفلح المحاولات والمساعي الحثيثة والدٶوبة التي بذلها ويبذلها القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل فتح الطريق أمام عودة أمريکية مناسبة لهم للإتفاق النووي وبأقل الاضرار الممکنة، وهاهو بايدن وبعد مرور أسابيع على إستلامه لمهامه يٶکد عدم إستعداده للعودة للإتفاق النووي کما يرغب ويريد النظام الايراني بل ويلمح بکل وضوح الى إلتزامات يترتب على طهران الايفاء بها قبل العودة الامريکية، وهو مايعني بأن حصاد أشهر عديدة من المناورات والسيناريوهات المختلفة التي قام بها قادة ومسٶولوا هذا النظام وفي مقدمتهم خامنئي لم تحقق أية نتيجة.
أکثر مايمکن ملاحظته على المناورات والسيناريوهات التي قام بها النظام الايراني خلال الاشهر الماضية هي إنها کانت من أجل ممارسة ضغط على الادارة الامريکية الجديدة من أجل إبتزازها ودفعها بإتجاه الاسراع للعودة للإتفاق النووي وترك ماقد قام به ترامب طوال الاعوام الاربعة المنصرمة خلف ظهرها، ومع إن الادارة الامريکية وعلى رأسها بايدن ووزير خارجيته بلينکن قد أبدوا لحد الان مواقف يمکن وصفها بالحازمة حيال التصريحات والمواقف الايرانية ذات الطابع الابتزازي، لکن لايبدو إن هناك أي تغيير في السياق الابتزازي لطهران ولاسيما إذا مادققنا في التصريح الاخير الذي صدر عن وزير الامن الايراني، محمود علوي والذي حذر فيه من إن نظامه قد يتجه لامتلاك سلاح نووي إذا استمرت العقوبات الدولية المعوقة على طهران!
وزير الامن الايراني على طريقة واسلوب قول الشئ ونقيضه قال في تصريحه الذي ألمحنا إليه: “برنامجنا النووي سلمي، وفتوى المرشد الأعلى تحرم الأسلحة النووية، لكن إذا دفعوا إيران في هذا الاتجاه، فلن يكون ذلك خطأ إيران بل خطأهم”، ولکن لايبدو إن کلام هذا الوزير يتم حمله على محمل حسن من جانب الاوساط الدولية المعنية بالشأن النووي الايراني خصوصا وإن النظام الايراني قد دأب دائما على أعطاء إنطباع سلبي عن نواياه خصوصا وإنها تتم في الخفاء وبعيدا عن الانظار.
تصريح علوي هذا الذي يأتي في وقت باتت تهمة الارهاب التي کانت توجه للنظام الايراني تکتسب صفة قانونية بعد حکم المحکمة البلجيکية بإدانة الدبلوماسي الارهابي أسدي ويأتي أيضا بعد إغتيال الصحفي اللبناني لقمان سليم المعروف بمعاداته ورفضه لدور حزب الله اللبناني والنفوذ الايراني في بلاده وکذلك في غمرة المساعي المشبوهة المبذولة من قبل أذرع هذا النظام في العراق، وإن هذا التصريح يٶکد في الحقيقة مدى الاوضاع السيئة التي يعاني منها النظام حتى يصل به الامر الى إطلاق هکذا تصريح مثير لکن وفي نفس الوقت وکما أسلفنا القول فإن هذا الکلام ذو الطابع الابتزازي يحمل أکثر على محمل غير حسن!