لا أظن أن الحجاب أنزل به أمر من الرب، وحتى وإن قدم أحدهم دليلاً من كتاب الله بواقع الحجاب، سأبقى على رأي ولكن بنظرة أخرى.
الحجاب أستخدم من قبل نساء الملوك والأمراء والأعيان عبر التاريخ وكان الهدف منه التكبر أو عدم الظهور أمام العامة حتى تبقى لهم الهيبة التي كانوا يتميزون بها.
الحقيقة حتى هذه لن أتوقف عندها لأني على يقين سوف لن يصدقني كوردي مسلم حتى لو أنزل الرب آية خاصة بذلك عليَّ أنا، مع ذلك لدي حجة أخرى وهي تخص الأقوام المستعبدة من قبل أصحاب القرآن، وبهذه أنا على يقين تام ونملك عبر التاريخ الكثير من الوثائق التي تثبت ذلك.
قبل محمد وكذلك قبل عمر وما بعدهم وحتى عهد آخر خليفة عثماني، كانت الخاتون تضع الحجاب، أما العبدة فلا، بل أنه في عهد الرسول وكذلك عمر، كانت السبية عارية الصدر أي فيما فوق الخصر، حتى يتم تميزها في الأسواق عن الحرة.
في عهد عمر أتى العرب على أخر ملوك الساسانيين، وأُخذت ثلاثة من بناته وعدد من نسائه إلى المكة كسبايا، وعاش هو فارا يجوب البلاد حالما حتى أخر أيامه، احدى بناته أصبحت زوجة لحسين بن علي وأخرى زوجت لأبن عمر بن الخطاب، ويقال في روايات أخرى أنها عكفت كراهبة وحررتا من الأسر، أما باقي النساء فقد عشنَّ كسبايا عاريات الصدر حتى الموت.
اليوم أسأل، هل الكورد هم بخلاف الساسانيين كنا نتمتع بالحرية ولم نكن أسرى حرب لابن الغنم، ونساءنا لم تكنَّ سبايا له ولجيشه القادم من الصحراء وهم عراة حفاة؟
وهل تم عتقنا ونساءنا من هذا الأسر، وماذا نقول عن الذي حصل في شنكال وفي نصيبين وجزرة ويحصل اليوم في عفرين بل حتى في حلبجة وغيرها؟
نحن لم نستسلم لابن الغنم بطيب الخاطر، كما يظن البعض أو يروجون بذلك، بل انتصروا كما انتصروا على الفرس والروم والبيزنطيين والأرمن وغيرهم، والكل ما يزالون مستعبدون واسرى حرب، صحيح أزيلت القيود عن أرجلنا، إنما ما نزال نعيش الدونية والعبودية، ولا نجد مفراً سوى أن نجمع الفتيات ونكرمهن بالطوق الذهبي كحجاب ليس فقط في حلبجة وحدها، إنما كذلك في أربيل وديار بكر وباتمان ونصيبين بل حتى في تربه سبي .
فلا عتب على أهل حلبجة إن هم ستروا عورة الفتيات السبايا بالحجاب، فهم ما يزالون يعيشون الرعب الذي عاشوه في عهد حفيد القعقاع وابن الثقفي، صدام حسين .
عباس عباس
آخن-ألمانيا
13/2/2021م