خانقين التي غرست جذورها في عمق التاريخ، حيث يعود تاريخيها الى أكثر من 5000 عام. من خلال أعمال الحفريات الأثرية التي توجد في العديد من المناطق الأثرية داخل المدينة وضواحيها. ومن حق أبناءها يحتفلون بيوم ميلادها والتعبير عن فرحتهم، حيث يكون رمزا أزلياً عبر التاريخ للمجتمع الخانقيني. والحفاظ على ديمومة حياة المدينة على مر السنين، لان هذه الاحتفالات ستكون مرتطباً بين التاريخ الماضي وبين التاريخ الحاضر للمدينة. وتعتبر هذه المدينة منذ اقدم العصور وهي الثغر الفاصل بين العراق وإيران لانها طريقا رئيسيا ودوليا للوافدين من الشرق ولا سيما من دول اسلامية لزيارة العتبات المقدسة في العراق أو من خلال مواسم الحج الى السعودية ، إضافة الى مرتع للمثقفين والسواح والتجار، ورافداً للحركة الوطنية العراقية والحركة الكوردية.
تعتبر خانقين، من أقدم المدن القديمة، حيث بدأت بها بوادر التحضر والتمدن، عرفت وهي من اروع واقدم المدن الكوردية والعراقية في المنطقة بتاريخها الحافل ومناضليها البواسل وأهلها العريق وادبها الاصيل ونهرها الخالد الذي يطوي بجريانه اسرار قرون ضاعت في خبايا التاريخ.
خانقين مدينة التي عرفت رشيقة بقدرتها الشابة على العطاء التي عشقتْ وتعشقْ الثقافة بأنواعها، وأرتقتْ سلم المجد بماضيها العريق وحاضرها الرصين ومستقبلها المشرق، وغنية بلهجتها التي تجمع بين اللورية والكلهورية، وهي امتداد تاريخي للمنطقة التاريخية المسماة حلوان ( هه لوه ن ئه لوه ن) او منطقة (ماسيدان) التي يسميها الجغرافيون والمؤرخون العرب (ماسبذان وحلوان) وهي اليوم محافظتا كرماشان وعيلام .
خانقين مدينة التأخي والسلام والمحبة.. تجمع العديد من المكونات القومية والدينية والمذهبية. العلاقات بين هذه المكونات العلاقات الجيدة والحميمة، لذلك تكون أبناءها ذوي ثقافة عالية في جميع معالمها بسبب وجود مجموعات عرقية ودينية مختلفة تتعايش معاً في أنسجام وتسامح في المدينة، ومن نافلة القول بأن المدينة ملتقي الثقافات للمختلفة القوميات. حيث نجد معظم الأهالي خاتقين ملمين بالثقافة العربية والتركمانية والفارسية الى جانب الثقافة الكوردية، والمدينة المعروفة أبداعات أبناءها العظام (رجالها ونساءها)، في ميدان الفنية والسياسية والرياضية والأدبية، حيث تعتبر مدينة المثقفين والفنانين والرياضين والسياسين والوطنين..والتي أصبحت رافداً للثقافة المتنوعة.
بهذا التاريخ العريق .. تحتفل أبناء مدينة خانقين هذه الأيام بعيد ولادتها وتاريخها، فعلى طريقتها الخاصة في التعبير عن فرحتها، بعد ان اجتمعت مجموعة من مثقفيها في حلقات متسلسلة لأختيار يوم 21 شباط / فبراير من كل سنة يكون عيدا وطنيا وقوميا لأبناءها؛ وإقامتهم الحفلات الموسيقية والفنية والعروض الترفيهية والمسيرات في الشوارع، بالإضافة إلى إعادة إحياء الرياضات التقليدية, لكي تبقى عنوانا لتاريخها ومجدها.
تحمل احتفالات ولادة مدينة خانقين التي تشاركها الناس من النساء والرجال ومن كافة أطيافه (الدينية والقوميه) وبمختلف الأعمار، معانٍ أكبر من مجرد كونها مظاهر للتعبير عن الفرحة بقدوم ولادتها، حيث يعتبرها أبناء المدينة هناك وسيلة للتمسك والمحافظة على هوية مدينة خانقين والى جانب هويتها الإنسانية والأخوية، وترسيخها لدى الأجيال القادمة.