ليلون¹ هواك عليل
ببهجة الأهل والخليل
معه كان يسطع الحب في الفؤاد كشمس الأصيل
نستظل به كالطيور بالنخيل
ويجمعنا حوله كما يجمع القلوب الورد الجميل
ينشد الطير لحن الصباح له ويناجي الجليل
ترقص الفراشة من فرحتها وتتمايل بجسدها الضئيل
وينهض جدول الماء من غفوته كالثميل
ويسقي الكائنات مِن مائه الرقراق كالأرخبيل
فجأةً إختفى كل ذلك ودب الزعر في النفوس والرحيل
***
ليلون كل شيئ كان فيكَ جميل
بهاء محياكَ ما مِن مثيل
كنت الضياء الذي أستضيئ به ظلام السبيل
إلى أن وطئت أقدام المحتلين الأتراك ترابك والأضاليل
لم يعد صباحي صباحٌ ولا ليلكَ عليل
وخلى نهارنا من ضحكات الأطفال التي ليس لها بديل
ومع المساء إجتمعت خيوط الوداعِ كالخدر الأثيل
ولحظة الفراق باتت واقعآ وأنا الذي كنتُ أحسبه مستحيل
لا مجال أمامنا للعودة لليلون وعفرين إلا بالمقاومة والنفس الطويل.
————————————————————
ليلون: جبل شامخ من جبال منطقة عفرين، ويعتبر محزن الأثارات الكردية الهورية والكوتية تحديدآ، ويضم في جنباته العديد من المعابد الإيزيدية والزاردشتية،هذا عدا القلاع والأديرية القديمة. ويشتهر بكهف (دو دريا)، ذو البابين أو المدخلين. وهو ملتقى الأديان المختلفة. الوجود الكردي في هذا الجبل والسهول المحيطة به تعود لأكثر من ستة ألاف عام.
الجبل يحضن مدينة عفرين ونهرها وسهل جوما الواسع، من الشرق والجنوب. ويقطن الجبل الروباريين في القسم الشرقي منه، والشيراويين القسم الغربي المطل على سهل جوما. ولا يبعد عن مدينة حلب سوى 25 كيلومتر فقط.