ليس هناك من صعيد واحد يمکن القول فيه بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يمسك فيه بزمام الامور ومن إنه على مايرام، ذلك إن أوضاع هذا النظام على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية ليست على مايرام فقط وإنما مقلقة الى أبعد حد والانکى من ذلك إن قادة النظام يعلمون بذلك ويعترفون به علنا، لکن الملفت للنظر هو إن النظام وعلى الرغم من إعترافاته بکل ذلك، غير إنه وفي نفس الوقت يسعى للإيحاء بأن في جعبته الکثير من المفاجئات وإنه يتمکن في نهاية المطاف من مواجهة الصعاب والتهديدات التي تواجهه من دون أن يکون لديه مايمکنه من ذلك.
الاوضاع الداخلية التي تسير من سئ الى الاسوأ وإضطرار النظام الى تصعيد ممارساته القمعية من جهة وترك الشعب بين سندان الغلاء ومطرقة التضخم، يزيد من الاقتناع بأن النظام لو لم يجد حلا لهذه المسألة فإنه سيواجه مايمکن أن نصفه ب”ثورة الجياع” ولاسيما وقد أصبحت أغلبية الشعب الايراني تعيس تحت خط الفقر وصارت الطبقة الوسطى في الشعب الايراني مهددة بالانقراض من جراء إستمرار هذه الاوضاع الاقتصادية الرديئة، والذي يجعل النظام يشعر بالقلق کثيرا هو إن اليوم ليس کالبارحة وإن العالم کله يتابع الاوضاع في إيران ولو إندلعت إنتفاضة أو ثورة شعبية ضد هذا المکروه على مختلف الاصعدة فإن العالم سيٶيد الشعب الايراني في نضاله العادل والذي يجعل النظام يشعر بالخوف أکثر هو صدور قرار من جانب الکونغرس الامريکي بتوقيع 113 عضوا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يعلن عن دعمه لمطالب الشعب الايراني لإقامة إيران حرة، قائمة على أساس فصل الدين عن السياسة وغير نووية وجمهورية، ولدعمهم لميثاق رئيسة المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي المكون من 10 بنود من أجل مستقبل إيران الذي يدعو إلى الاقتراع العام والانتخابات الحرة النزيهة والاقتصاد الحر والمساواة للمرأة والأديان والأعراق وتبني سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمي وإرساء إيران غير نووية.
أما الاوضاع الاقليمية فإنها وبصورة عامة تبدو على أسوأ مايکون إذ أن شعوب وبلدان المنطقة قد باتت تضيق ذرعا بتدخلات هذا النظام وبما تقوم به أذرعه فيها من ممارسات ونشاطات مشبوهة تٶثر سلبا على الامن والاستقرار، وخصوصا إذا مالاحظنا الحراك الشعبي المناهض لهذا النظام وأذرعه في العراق ولبنان، فإننا ندرك بأن الاوضاع لم تعد کالسابق في صالحه خصوصا بعدنا صار المجتمع الدولي يرفض تدخلات النظام الايراني في هذه الدول ويدعو الى إنهائها.
أما على الصعيد الدولي ومايعانيه النظام بسبب من العزلة الخانقة التي يواجهها فحدث ولاحرج خصوصا مع فشل کافة محاولات النظام الايراني الابتزازية المخادعة من أجل خداع إدارة بايدن وجعلها توافق على رفع العقوبات عن النظام قبل إنصياعه وخضوعه للمطالب الدولية، وخلاصة القول إن النظام الايراني لايمتلك في جعبته الخرقاء أية أوراق وبدائل مٶثرة وفعالة کي يلعب بها من أجل تغيير الاوضاع لصالحه بل إن العکس هو الصحيح.