روح الانتقام متأصلة في عقلية المليشيات البلطجية , تجاه المتظاهرين السلميين , بالعدوانية الوحشية والحقد الاعمى , حتى انسحب الامر الى كل من يقدم الدعم والعون لشباب المتظاهرين على الاوضاع المأساوية , وانتقل وباء هذا العداء الى المسعفين والمسعفات , في تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين من المتظاهرين من العنف الدموي المليشياوي . ان يعاقب لكل من يقدم خدماته للجرحى بالاسعافات الاولية . وهذا يدل على خوف المليشيات الموالية الى أيران , من تزعزع كرسي النظام الطائفي البغيض , وهي تعتبر نفسها الحامي الامين والاوحد لهذا النظام الاثني البغيض . وما انتقام المليشيات على المسعفة ( أنتصار ناهي ) بعد خطفها , لانها اشتهرت في أسعاف الجرحى والمصابين من العنف الدموي المليشياوي . حتى اطلق عليها لقب ( مسعفة التحرير ) . وقد مارسوا معها كل اشكال التعذيب الوحشي في ثقب جسمها بالمثقاب الكهربائي, في اجبارها على الاعتراف , بأنها تابعة الى السفارة الامريكية , أو تابعة الى حزب البعث . وقد اطلقوا سراحها من الخطف بعدما ما تيقنوا بأنها ستصاب بالشلل الجسمي من المثقاب الكهربائي.
والغريب في الامر أن كاميرات المراقبة صورت بدقة عملية الخطف وظهرت ملامح الخاطفين واضحة , حتى باتوا معروفين للجميع , بالاسم واللقب والهوية والانتماء والجهة التي دفعتهم الى ارتكاب عملية الخطف . لكن الاجهزة الامنية ولجان التحقيق , غضت الطرف وتجاهلوا متابعة قضية الاختطاف , وسجلوا على ملفها الاختطاف المجهول . فلم يجسر أحداً عن السؤال والمحاسبة البسيطة والصورية لذر الرماد في العيون على الاقل . لم تفعل الحكومة أي شيء من هذا القبيل , كأن الامر ليس من صلاحيتها حماية المواطن . والاتعس من ذلك برفض المستشفيات الحكومية معالجتها وهي على وشك الشلل الجسمي . واضطرت ان تكتب الى وزير الصحة الحالي , لعل يرأف لحالتها الانسانية بالشفقة والرحمة , بأن يسمح بعلاجها في مستشفيات الدولة . لكنه اعطى الأذن ( الطرشة ) كأنه لم يسمع النداء الانساني ولا يعنيه شيئاً , لمريضة من عملية الاختطاف وانتهاك حرمة المرأة العراقية بهذه البشاعة العدوانية والانتهاك الصارخ . أن هذا الاهمال لصوت استغاثة مريض , يعني هذا الوزير الحالي , لا يختلف قيد أنملة عن سلفه وزير الصحة السابق , . الذي اوعز الى المستشفيات بقرار تسجيل اسباب الوفاة للقتلى او لشهداء انتفاضة تشرين , بأن تسجل وثيقة الوفاة , أما بالسكتة قلبية أو بالجلطة في الدماغ . وهم في عمر الزهور . لانهم يعتبرونهم , أما عملاء السفارة الامريكية , أو هم أولاد الرفيقات . لذلك يستحقون البطش والتنكيل والموت والاغتيال أنتقاماً وحقداً . هذا يؤكد بما لا يقبل الشك . بأن المليشيات اسست بشكل راسخ , دولة المليشيات العميقة الضاربة بالارهاب الدموي .
هذ الاسلوب الفاشي الذي تسير عليه المليشيات في تخريب الهوية العراقية , في زرع الخوف والرعب لكل من يرفع صوته لينتقد لنظام الطائفي المقيت , أو يطالب بحقوقه المشروعة عقابه الشلل أو الموت , وفي نفس الوقت يعملون في مسخ الهوية العراقية , لكل من يقدم النخوة والشهامة لكل محتاج , مثل الجرحى والمصابين من العنف الدموي المليشياوي , يعتبرون كل اشكال هذه المساعدة حتى في حجمها البسيط والمتواضع , عمل اجرامي يستحق اقسى اشكال العقاب , ويستحق البطش والموت ………………….. والله يستر العراق من الجايات !!