تتواصل ردود الفعل الأميركية الغاضبة حيال الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل مساء الاثنين الماضي، وأدى إلى مقتل متعاقد مع التحالف الدولي وإصابة آخرين. إذ تحوّل الموقف في واشنطن من الإدانة إلى التنسيق مع الجانب العراقي، بهدف التوصل إلى منفذي الهجوم وتقديمهم للعدالة.
وجرى، مساء أمس الثلاثاء، اتصال بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ونظيره العراقي جمعة عناد، بحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية، أوضح أنّ الجانبين رفضا هجوم أربيل، وأكدا ضرورة التعاون المشترك بين بغداد وواشنطن.
ونقل البيان عن وزير الدفاع العراقي قوله إنّ بلاده ستحاسب الجهة المتورطة بالهجوم، مشيراً إلى تشكيل لجنة لمعرفة ملابسات القصف الذي تعرّض له مطار أربيل.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اتصال برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان اللذين تختارهما.
وأصدر وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بياناً مشتركاً، الثلاثاء، يدين “بأقوى العبارات” الهجوم الصاروخي في أربيل. وجاء في البيان الذي أصدره بلينكن، ونظيره الفرنسي جان إيف لو دريان، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: “ستدعم حكوماتنا معاً التحقيق الذي تجريه حكومة العراق بهدف محاسبة المسؤولين” عن الهجوم.
وقالت مصادر دبلوماسية عراقية، لـ “العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، إنّ السفارة الأميركية في بغداد تجري اتصالات مكثفة مع مسؤولين عراقيين في بغداد، وأكراد في أربيل، من أجل التوصل إلى أية معلومات من شأنها أن تقود إلى التوصل للجهات التي خططت للهجوم ونفذته، من أجل تقديم المتورطين للعدالة، موضحة أن الجانب العراقي أبدى تعاوناً في هذا المجال.
وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء يحيى رسول، أنّ بغداد “لن تسمح بتحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات”، موضحاً، خلال مقابلة متلفزة، أنّ الكاظمي وجه بإجراء تحقيق مشترك بين قيادة العمليات العراقية المشتركة، وإقليم كردستان، والتحالف الدولي.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية مطلعة قولها إنّ مليشيا “كتائب حزب الله العراقية” أخلت عدداً من مقراتها في محافظة الأنبار غربي البلاد، تحسباً لاحتمال تعرضها لضربات أميركية، رداً على هجوم أربيل، موضحة أنّ الضربات الأميركية إن حدثت، فإنها قد تكون لمقرات المليشيات في الأنبار، لكونها بعيدة عن المناطق السكنية، ولن يسبب استهدافها حدوث خسائر بشرية بين المدنيين.
وحاول القيادي في “الحشد الشعبي” وعد القدو، وهو أحد المدرجين على لائحة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية، النأي بالفصائل العراقية المسلحة عن هجوم أربيل.
ورفض القدو، في إيجاز صحافي، الاتهامات التي وُجّهت إلى فصائل عراقية بالوقوف وراء استهداف مطار أربيل، مشيراً إلى أنّ “الحشد الشعبي” ليست له علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، بالهجوم”. وتابع: “يجب الابتعاد عن كيل التهم الجاهزة والمؤامرات التي تحاك ضد هذه المؤسسة التي ضحّت بالغالي والنفيس”، لافتاً إلى وجود ما وصفها بـ”المؤامرة” لزجّ “الحشد” في هذه العملية.
وأمس الثلاثاء، نفى مسؤول “الحشد الشعبي” في مدينة الدبس بمحافظة كركوك، إبراهيم الحمداني، انطلاق الصواريخ التي استهدفت مطار أربيل، من المدينة، لافتاً إلى أنّ “الجهة التي تتولى إدارة الملف الأمني فيها ملتزمة ولا يمكن القيام بهذه الأعمال”.
وأشار إلى أنّ “الاتهامات الكردية بأنّ الصواريخ انطلقت من الدبس ملفقة ولها أغراض أخرى”، داعياً إلى إبعاد منطقته عن هذه الاتهامات.