أستشف من خلال متابعتي لنشاطات ونشريات الحزب الشيوعي بأنه ذاهب الى الأشتراك بالأنتخابات القادمة وبغض النظر عن طبيعة الأنتقادات الكثيرة الى كل تفاصيل كيفية الأعداد لهذه الأنتخابات وأجرائها وأعني هنا _قانون الأنتخابات السيء،قانون الأحزاب ،مفوضية الأنتخابات ،الفوضى السياسية والأمنية السائدة بالبلد وخاصة تحكم المليشيات ومن خلفها بكل مفاصل الحياة وغيرها من الأمور التي توحي لأي عاقل بأن أنتخابات حرة ونزيهة لن تكون.
–لكن دعونا نفكر كيف هي الأرضية التي يتحرك بها الحزب هذه المرة لتدعيم حظوظه بالفوز بمقاعد برلمانية أفضل من السابق.
–الحزب ينشط الأن لتكوين تيار مدني ديمقراطي يدخل به الأنتخابات بالتعاون مع قوى وشخصيات وطنية،لكن هل لهذه القوى أية حضور جماهيري تعزز فيها فرص الحزب في الأنتخابات ؟الجواب لا.حيث هي تشكيلات بسيطة لشخصيات سياسية لا تنشط بالشارع وأغلب عناصرها هم من كبار السن ولا غرابة بذلك أن يبتعد الشباب عنهم.سكرتير الحزب الشيوعي في تصريح مثير أشار الى أن الحزب يبحث عن قوى وطنية لأجل التعاون في الأنتخابات القادمة.هذا يعني بأن الحزب لا يعد القوى التي يتعاون معها بالقوى التي ستجلب له فرص جيدة بالأنتخابات.
–هذا من ناحية التحالفات .كيف هي حظوظه مع الشارع العراقي ؟
–الحزب تأثر موقعه بالشارع العراقي بشكل كبير بعد دخوله في تحالف سائرون .هذا التحالف الذي لم يقدم أي شيء للمواطن والذي وعد الناس وخاصة الشريحة الفقيرة منه بوعود كبيرة للأصلاح ومحاربة الفساد والمحاصصة .بل أن الناس بدأت تضع التحالف كعدو لها بسبب دورهالمشارك في كل سياسة تدعيم المحاصصة التي فرزتها الأنتخابات الأخيرة سواء على صعيد البرلمان أو مؤسسات الدول ناهيك عن دوره المخزي من أنتفاضة تشرين 2019 وما قام به التيار الصدري ولازال (قتل للمتظاهرين،حرق الخيم ،تهديد ،خطف وغيرها من الأعمال السيئة)وبلاشك أن أضرار هذا الفعل السيء للتيار لابد أن يصيب الحزب جزء منه وعليه شاهدنا عدم قبول المنتفضين لأي حزب بداخل الأنتفاضة حتى الحزب الشيوعي .بل أحيانأ حتى حرق مقرات للحزب مثل بقية الأحزاب.
–السؤال الأن كيف يحسن الحزب حضوره بالشارع العراقي ؟
الجواب يكمن في تجاوز أثار تحالف سائرون وهذا يأتي أولا بالشفافية وطرح رؤية الحزب الحقيقية لأسباب خروجه من سائرون وليس تسويف القضية بحجة انسحاب ممثلي الحزب بالبرلمان وبالتالي لم يعد للحزب سبب للأستمرار بهذا التحالف؟هل حقأ كان هذا هو السبب للخروج أم هنالك أسباب أخرى؟الناس تحتاج الصدق والجرأة في الطرح وبالتالي ستقتنع أو ستدير ظهرها للحزب عندما تشعر بعدم الصدق بالطرح.
–الغاية من هذه القضية هي لابد من أيجاد طرق مناسبة لأعادة الثقة بالحزب من قبل الشارع ومد خيوط تعاون صادقة مع الناس بعيدأ على سياسة منتصف الطريق التي سار عليها الحزب لسنوات عديدة وجعلت الناس تبتعد عنه رغم كل تاريخ وتضحياته وامكانياته الكبيرة.
القضية المهمة الأخرى بهذا الموضوع هي لابد من تغيير الناس الذين يطرحون أنفسهم كممثلي للحزب بهذه السياسة الجديدة ،بمعنى أن الناس لن تقتنع بالذين كانوا وراء الدخول بتحالف سائرون وكيف تمترسوا لأجل الدخول بهذا التحالف والدفاع عنه فيما بعد رغم كل المحاذير والقناعات المضادة للتحالف التي قدمها رفاق وأصدقاء الحزب.
صحيح أن من يمثل الحزب ويقوده هي قضية خاصة بالحزب ومؤتمراته لكن في ظل الوضع العلني الذي يعيشه الحزب ويطمح بالفوز بمقاعد جيدة بالأنتخابات فعليه أختيار الشخصيات المقبولة من قبل الناس والتي سيضمن بأنهاستكسب قناعات الناس وأصواتهم.
–كل حزب يطمح لأن يحصل على مقاعد أكثر من السابق ،عليه أن يدرس وبصدق أسباب الفشل بالأنتخابات السابقة وهذا ما يجب أن يمارسه الحزب الأن وبشكل علني ليعرف مكامن الخلل وكيفية تجاوز هذه الأخفاقات في الأنتخابات القادمة.
–اخشى من أن من بيده القرار الحزبي يسعى لتسويف هذه الحقائق والقاء اللوم في فشل تحالف سائرون ونتائج الأنتخابات السيئة على الأخرين بعمومها ويجنب نفسه أية مسؤولية من كل تلك الأخفاقات ويدعو الى استمرار نفس السياسة وبنفس الأشخاص في المستقبل.
–هنالك مؤتمر للحزب من المفروض أن يعقد في العام الماضي ولكن جرى تأجيله لأسباب عديدة لهذا العام وربما لا.لكني أعتقد بأن أي حريص على الحزب عليه أن يعمل لعقد هذا المؤتمر قبل الأنتخابات البرلمانية والسبب.
–تقييم سياسة الحزب للفترة الماضية ومكامن النجاح والفشل فيها.تقييم تحالفات الحزب وخاصة سائرون وبماذا أفاد الحزب أو أضره؟
–ما هي ميزات الشخوص المناسبين لقيادة الحزب للفترة القادمة خاصة أذا عرفنا بأن كل قادة الأحزاب العراقية لا يعترفون بأرتكابهم أية أخطاء وبعيدة جدأ سياسة الأستقالة من مناصبهم في حالة فشلهم ولهذا تبقى هذه القضية تتأثر بنوعية أعضاء الحزب وكيفية الضغط لأجل الوصول لهذه الغاية الصعبة.
–يبقى السؤال الأهم .هل تعي قيادة الحزب هذه الحقائق وتسعى لأجل تغليب مصلحة الحزب على كل المصالح الأخرى ؟أم تبقى كعادتها تلقي اللوم على الأخرين ولا تجد أية مشكلة بعملها وبالتالي يبقى الحزب يسير بنفس مسيرة التراجع التي واكبت مرحلة ما بعد سقوط الصنم وتبقى قواعد الحزب تقبل بالتبريرات التي تطرحها القيادة ؟
مازن الحسوني 2021/2/20