يطول الحديث کثيرا عن الحملات المستمرة دونما إنقطاع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد منظمة مجاهدي خلق المعارضة، هذا الحديث يبدأ منذ بداية إستيلاء التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية على مقاليد الامور وتمکنهم من مصادرة الثورة وجعلها ذات طابع ديني بحت، ولأنه وبموجب الاحداث والتطورات التأريخية الموثقة وقفت مجاهدي خلق بوجه هذا التيار ورفضت نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية وفضحتها وأکدت على إن نظام ولاية الفقيه لايختلف عن النظام الملکي الدکتاتوري السابق إلا بالشکل، فإن هذا النظام قد جعل ولايزال مجاهدي خلق هدفا رئيسيا له.
حملات النظام الايراني المستمرة ضد مجاهدي خلق ليست کأية حملات مماثلة أخرى تقوم بها أنظمة دکتاتورية ضد أحزاب ومنظمات مناضلة من أجل الحرية، بل إنها حملات تتسم بشمولية وعلى مختلف الاصعدة ويتم رصد مختلف الامکانيات لها حتى في أصعب الظروف التي يواجهها النظام، وهذه الحملات التي يتم توظيف الامکانيات السياسية والاقتصادية والاعلامية والفکرية والامنية من أجل إنجاحها ترکز أيضا على العمل من أجل التأثير على أعضاء المنظمة نفسها والعمل على حثهم لترك صفوف المنظمة الى جانب الترکيز على الاعضاء الذين يترکون صفوف المنظمة لأسباب مختلفة، وقام ويقوم النظام الايراني من ضمن مخطط حملاته ضد المنظمة بتجنيد هٶلاء الذين ترکوا المنظمة وجعلهم على جماعات تعمل ضدها مقابل منحهم مبالغ مالية، وإن الاعترافات التي ذکرها”هادي ثاني خاني” العضو السابق في مجاهدي خلق والذي تم تجنيده من قبل النظام في رسالته الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة تميط اللثام عن المساعي المتواصلة للنظام لمحاربة معارضيه الحقيقيين والافکار التحررية والانسانية التي يدعون إليها.
هذه الرسالة التي تبين الطرق والاساليب الخبيثة والملتوية التي يلجأ إليها النظام الايراني في حربه المسعورة ضد مجاهدي خلق والتي تصل في تماديها الى ماهو أبعد من الکذب والتلفيق والتشويه والتزوير، إذ أن النظام ومقابل البدل المالي الذي يدفعه لهٶلاء المجندين، إضافة لنشاطاتهم التجسسية والمشبوهة المختلفة، يطلب منهم کتابة 12 مقالا في الشهر وهذه المقالات تقوم المخابرات الايرانية بتحديد محاورها والتي ترتکز کما تذکر هذه الرسالة على مواضيع من قبل:” تعذيب المعارضين، وانعدام الحرية في داخل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.، غسيل الدماغ، الاعترافات حول المواضيع والأفكار الجنسية، قطع العلاقات مع العالم الخارجي، الطلاق القسري، أعمال قتل مشبوهة داخل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قتل الأكراد والشيعة في العراق، الحصول على أموال من الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، أخذ معلوماتهم النووية من إسرائيل وليس لديهم قاعدة أو دعم شعبي في إيران.”، وواضح بأن النظام ومن خلال نوع وطبيعة هذه المواضيع الشبوهة يريد أن يلصق تهم الاستبداد والدکتاتورية والارهاب والقمع والجريمة التي هي من صلب صفاته ومميزاته بالمنظمة، ولکن لم يکن النظام يحصد أبدا سوى الخيبة والاحباط والفشل!