نظم العشرات من ذوي ضحايا الاحتجاجات الشعبية بمحافظة البصرة العراقية، اليوم الأثنين، تظاهرة للمطالبة بعرض اعترافات “عصابة الموت” علانية.
“عصابة الموت” هو توصيف أطلقه الإعلام العراقي على المتهمين بتصفية ناشطين بالمحافظة العراقية الجنوبية، والتي تم الإعلان عن اعتقالها الأسبوع الماضي.
وقال الناشط محمد الجابري، إن “ذوي الشهداء والمغدورين الذين سقطوا برصاص المليشيات خلال الحركات المطالبة بتغيير الفاسدين، خرجوا اليوم بتظاهرة يؤكدون من خلالها عم التنازل عن مناشداتهم الرامية لكشف القتلة وتعريف الجهات التي تقف ورائهم”.
وأضاف الجابري، في حديث لـ”العين الإخبارية” إن تجدد المطالبات اليوم تأتي بعد اعتقال المجموعة المتورطة في اغتيال ناشطي البصرة أو ما تعرف بـ”عصابة الموت”، وذلك للضغط على اصحاب القرار الأمني والقضائي بعرض اعترافات هؤلاء امام الرأي العام.
بدورها، ناشدت الناشطة والحقوقية، هيفاء حسين، رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بالتحرك العاجل لقطع أي محاولات لتدليس الحقائق وتزوير الاعترافات التي تخاص بذلك الشان.
وتابعت الحقوقية البصراوية خلال حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “هنالك إرادات تقودها بعض الجهات التي تقف وراء عصابات الموت للإفراج عن العناصر الذين تم الإعلان عن اعتقالهم “.
وبشأن المصادر التي اعتمدتها حول المحاولات الرامية لإفلات المتورطين بدماء المتظاهرين من القصاص، أكدت حسين، أن تلك الأنباء والأحاديث متداولة في الأوساط الاحتجاجية وقد رشحت من مصادر مقربة من الحكومة.
وتناقل مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن هروب لبعض العناصر المتهمة بـ”عصابة الموت” وسط استهجان وغضب لاق تفاعل شعبي.
وحاولت “العين الإخبارية”، التأكد من صدق ما أثير حول تلك الأنباء، عبر سلسلة اتصالات أجرتها مع نواب عن لجنة الامن والدفاع النيابية، إلا أنهم لم يؤكدوا تلك الوقائع نافين صحتها.
كانت مصادر أمنية مطلعة على التحقيق، كشفت في وقت سابق، عن وجود توجيهات حكومية بنقل “عصابة الموت” من محافظة البصرة إلى بغداد.
وبحسب تلك المصادر، فإن “فريقاً أمنياً توجه من بغداد إلى محافظة البصرة، وبدأ تحقيقاً موسعاً منذ أمس الأحد مع عناصر المجموعة المتهمة بقتل ناشطين وصحفيين، وترتبط بأشخاص آخرين مطلوبين حاليا للقضاء ما زالوا هاربين”.
كان رئيس الوزراء العراقي، كشف في الـ15 من الشهر الحالي، عبر تغريدة على حسابه الشخصي، عن اعتقال المجموعة المتورطة بقتل الناشطين وعدد من الشخصيات الحكومية في محافظة البصرة.
وشهدت محافظة البصرة، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في أواخر 2019، جملة من جرائم الاغتيال بحق متظاهرين عرفوا بحماسهم وتأثيرهم في صفوف ما تعرف بـ”حركة أكتوبر”.