قال مسؤول كبير في ميليشيا مدعومة من إيران في بغداد، ومسؤول أميركي لوكالة أسوشييد برس، إن طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، استهدفت قصرا ملكيا سعوديا في عاصمة المملكة الشهر الماضي، انطلقت من داخل العراق.
وفي حديثه إلى الوكالة هذا الأسبوع، قال مسؤول الميليشيا إن ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من مناطق حدودية عراقية – سعودية من قبل فصيل غير معروف نسبيا تدعمه إيران في العراق، وتحطمت في المجمع الملكي في الرياض يوم 23 يناير، ما أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية.
وكانت الهجمات على العاصمة السعودية متقطعة وسط حرب المملكة المستمرة منذ سنوات ضد المتمردين الحوثيين في اليمن المجاورة.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، استهدف الحوثيون مطارا في جنوب غرب المملكة العربية السعودية بطائرات مسيرة محملة بالقنابل، مما تسبب في إشتعال النيران في طائرة مدنية على مدرج المطار.
ومع ذلك، نفت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران تنفيذ الهجوم الذي استهدف قصر اليمامة في المملكة العربية السعودية في 23 كانون الثاني.
وتمثل تصريحات المسؤول في الميليشيات العراقية أول اعتراف من جماعة مدعومة من إيران بأن العراق كان مصدر الهجوم، وتشير إلى التحدي الذي تواجهه بغداد في وقف هجمات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان مسؤولية، يُزعم أنه صادر عن جماعة غير معروفة تُدعى “ألوية وعد الحق”، والذي تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا الهجوم بأنه انتقام من تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش في حي تسوق رئيسي في بغداد يوم 21 يناير.
وقال مسؤول الميليشيا، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالتحدث علنا عن الهجوم، إن الطائرات دون طيار جاءت “في أجزاء من إيران وتم تجميعها في العراق، وتم إطلاقها من العراق”. ولم يكشف عن مكان إطلاق الطائرات المسيرة على طول الحدود، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل حول المجموعة التي تبنت الهجوم.
وانقسمت الجماعات المدعومة من إيران بشكل كبير منذ الضربة التي وجهتها واشنطن، والتي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وزعيم الميليشيات العراقية أبو مهدي المهندس في بغداد قبل أكثر من عام. وكلاهما كانا قائدين رئيسيين في القيادة والسيطرة على مجموعة واسعة من الجماعات المدعومة من إيران والعاملة في العراق.
ومنذ وفاتهما، أصبحت الميليشيات غير منضبطة ومتباينة على نحو متزايد. ويقول بعض المحللين في واشنطن إن الميليشيات أصبحت منقسمة فقط لكي تتمكن من تنفيذ هجمات تحت أسماء مختلفة لإخفاء تورطها.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تعتقد أن هجوم 23 يناير على قصر اليمامة انطلق من داخل العراق. ولم يقدم المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، مزيدا من التوضيحات أو يكشف كيف توصلت الولايات المتحدة إلى هذا الاستنتاج.
وقال مسؤول عراقي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيا مع اللوائح، إن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تم تبادلها مع الحكومة العراقية.
ويشكل توجيه ضربة من العراق تحديا للدفاع الجوي السعودي، الذي يركز الآن على التهديدات من إيران في الشمال الشرقي، واليمن في الجنوب. وهذه الطائرات دون طيار أيضا صغيرة بما يكفي وتطير على ارتفاع منخفض عن الأرض بما يكفي حتى لا يتم رصدها عبر الرادار.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي يسعى فيه العراق إلى تعميق العلاقات الاقتصادية مع السعودية وحلفائها الخليجيين عبر مجموعة متنوعة من المشاريع الاستثمارية.
وفي الأسبوع الماضي، زار الرئيس برهم صالح الإمارات العربية المتحدة، وزار وزير الخارجية فؤاد حسين المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، على ما يبدو لمناقشة الهجوم.