يشد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية العزم والخطى من أجل تحقيق أهدافه وغاياته في المواجهة السياسية الجارية فيما يتعلق ببرنامجه النووي المثير للشکوك والجدل مع الولايات المتحدة الامريکية وبلدان الاتحاد الاوربي، إذ يبدو جليا بأنه يريد ممارسة أکبر قدر ممکن من الابتزاز عبر مناوراته وألاعيبه المختلفة في التصعيد وإفتعال الازمات من أجل الخروج بإتفاق يضمن له مصالحه ولايٶثر سلبا على طموحاته ومساعيه من أجل إنتاج القنبلة النووية.
يوم الاثنين الماضي، وعندما قال المرشد الاعلى للنظام الايراني خلال اجتماع لخبراء القيادة بمشاركة رئيس البلاد، حسن روحاني، إن سقف تخصيب اليورانيوم في إيران ليس نسبة نقاء 20% وهو لن يقتصر على هذا المستوى، مشددا: “قد نتخذ قرارا برفع التخصيب حتى درجة 60% وفقا لحاجات البلاد”، وتعهد بألا ترضخ بلاده للضغوط، وأكد أن إيران يمكنها تطوير السلاح النووي لكنها لا تريد ذلك ولن تغير نهجها من الاتفاق حول برنامجها. فإنه وبعد أن جوبه موقفه برفض غربي شديد ولم يستسغه المجتمع الدولي، فإن صحيفة”کيهان”الناطقة بإسمه ومن خلال ماکتبه مندوبه”حسين شريعتمداري” فيها، عبرت عن تأييدها للاتفاق الذي أبرمته الحكومة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأحد المنصرم حول تمديد التفتيش الإلزامي لمدة ثلاثة أشهر، رغم إيقاف البروتوكول الطوعي لعمليات المراقبة. بل وإن شريعتمداري قد أشاد بالاتفاق مدعيا بأن:” إيران أوقفت تنفيذ البروتوكول الإضافي، وهذا إنجاز كبير على مدى عقدين من صراعنا حول البرنامج النووي”، ويبدو إن خامنئي لايريد أن يکرر خطأه الشنيع عندما أعلن 19 خطا أحمرا أمام المفاوضات القائمة قبل إبرام الاتفاق النووي في صيف عام 2015، لکن تم تجاهلها بالمرة ولم يکرتث لها أحد.
تسرع خامنئي في إبداء موقفه ومن ثم في تغييره غير المباشر من خلال مندوبه في صحيفة”کيهان”، له علاقة بالاوضاع الداخلية الحرجة وحالة الغضب التي تنتاب الشعب الايراني من جراء الاوضاع الوخيمة التي عانى ويعاني منها والتي تعود في خطها الاساسي الى نهج النظام القائم على السعي من أجل الحصول على الاسلحة النووية وتطوير الصواريخ والتدخلات في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب وکل ذلك يتطلب صرف معظم موارد ومقدرات الشعب وليس هذا فقط وإنما تحمل الشعب للآثار والتداعيات والنتائج السيئة لذلك، وإن هذا التناقض المفضوح في إبداء الموقف ومن ثم التنصل منه بأسلوب مثير للسخرية يٶکد واقع وحقيقة الازمة العميقة للنظام وعجزه الکبير.