علومات متضاربة حول تسلل مسلحي داعش وهجوم تركي محتمل
حسن خلف يوصل مياه الشرب الى المنازل في سنجار، لذا بحكم طبيعة عمله يلتقي العديد من المواطنين ويسمع الكثير من الأنباء والاشاعات، الأمر الذي جعله يعيش في حالة من الخوف والقلق.
آخر الأنباء التي وردت لمسامع حسن خلف والي باتت حديث المواطنين كان عن تسلل مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”- داعش الى سنجار، رغم عدم وجود معلومات موثوقة وحاسمة حول تلك الأنباء.
“أتواجد بين المواطنين يومياً، سمعت بأن عدداً من مسلحي داعش قد اعتُقِلوا في ناحية سنوني بعد تسللهم الى المنطقة، ما اثار خوفاً وهلعاً كبيراً بين الأهالي”، حسبما قال حسن لـ(كركوك ناو).
اذا سارت الأمور على هذا المنوال فسنعود الى المخيمات وحياة النزوح
عاد حسن خلف من مخيمات النزوح الى ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار قبل ثلاث سنوات، وهو الآن يخشى أن يضطر للعودة مرة أخرى الى حياة المخيمات، “مهما حصل، يجب أن لا يُسمَحَ بتكرار ما حدث في الماضي، اذا سارت الأمور على هذا المنوال فسنعود الى المخيمات وحياة النزوح.”
وفقاً للإحصائيات التي كشفت عنها الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان، طلب أكثر من 200 مواطن في سنجار خلال الشهر الفائت العودة الى المخيمات، بسبب مخاوف اندلاع المواجهات المسلحة في المنطقة.
ناطق علو أحمد، مسؤول اعلام شرطة سنجار قال لـ(كركوك ناو) “تم اعتقال امرأتين في سنوني يشتبه بانتمائهما لتنظيم داعش والتحقيقات جارية معهما، يعود يومياً العديد من النساء والأطفال من سوريا، في حال وجود اسم أي منهم في بيانات الكومبيوتر سيعاملون كمتهمين.”
ولم يُخفِ ناطق علو بأن معابر التهريب غير الشرعية بين العراق وسوريا تعود الى عهد نظام البعث ولا تزال موجودة، “مسلحو داعش يتسللون الى المنطقة عن طريق تلك المعابر الحدودية، لكننا لا نعرف أعدادهم و المسؤولية تقع على عاتق قوات الجيش والحشد الشعبي التي تحمي الحدود.”
المنفذ الحدودي بين سنجار وسوريا أُغلِق منذ كانون الأول 2018 من قبل القوات الأمنية بقرار من الحكومة العراقية بحجة أن المنفذ غير رسمي.
خال علي، قائد قوات الحشد الشعبي في سنجار قال لـ(كركوك ناو) “المعلومات ليست كما هي متداولة، بل أن مواطناً عربياً عاد من سوريا الى قريته في ناحية سنوني، وبعد أن حاولت القوات الأمنية القاء القبض عليه، مُنِعوا من قبل أهالي القرية.”
وأشار خال علي الى أن الشخص المطلوب تمكن من الفرار بعد تعرضه لجروح ولم يتم اعتقاله.
ا صحة للأنباء التي تتحدث عن تسلل مسلحي داعش الى المنطقة
وأضاف بأن الحدود الواقعة بين العراق وسوريا تحت سيطرة الجيش، “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن تسلل مسلحي داعش الى المنطقة، ينبغي عدم تداول تلك الأقاويل وعدم اشاعة الذعر والقلق بين الناس.”
القوات الأمنية أجرت تغييرات في تشكيلات القوات المتواجدة على حدود سنجار ونشرت قوات اضافية بهدف منع تسلل عناصر داعش بالأخص من مخيم الهول.
مخيم الهول، أحد أكبر المخيمات في سوريا و الذي يقع شرقي مدينة الحسكة ويخضع لسلطة الادارة المحلية لقوات سوريا الديمقراطية، يعيش في المخيم خليط من عوائل مسلحي داعش، و نساء و أطفال ايزيديون.
يقول حسن خلف، وهو من أهالي ناحية سنوني، ” ، نخشى من أن تهاجم تركيا أو داعش قضاء سنجار ونتعرض للنزوح مرة أخرى”، وأضاف “لدينا ذكريات مرة مع هجوم داعش، كلما سمع الناس بأن عناصر التنظيم قد تسللوا الى المنطقة ينتاب الناس هلع كبير.”
ويتزامن ذلك مع التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 22 كانون الثاني 2021 حول نية تركيا تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة داخل الأراضي العراقية، حيث قال “كنا ولا زلنا مستعدين لتنفيذ عمليات مشتركة”، وحول مغزى التصريح قال أردوغان “لدي مقولة هي أننا قد نأتي على حين غرة ذات ليلة، وهذا كل ما في الأمر”، وذلك حسب وكالة الأناضول التركية التي كتبت في عنوانها الرئيسي “أردوغان حول سنجار: قد نأتي ذات ليلة.”
خلال العامين السابقين، قصفت تركيا قضاء سنجار عدة مرات وذلك تحت ذريعة “ضرب المسلحين التابعين لحزب العمال الكوردستاني.”
تتواجد أكثر من ثمان قوى مسلحة مختلفة في قضاء سنجار، من بينها الحشد الشعبي، قوات أمن (آسايش) ايزيدخان، وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، الشرطة المحلية، الشرطة الاتحادية، الجيش العراقي، بيشمركة ايزيدخان وقوات البيشمركة التابعة لحكومة اقليم كوردستان المتمركزة في احدى المزارات الدينية.
تسلل خلال الأشهر الماضية قرابة 100 من عناصر داعش من سوريا الى نينوى
ميرزا خلف، أحد قادة قوات البيشمركة المتواجدة في مزار شرف الدين بسنجار قال لـ(كركوك ناو) “حسب معلوماتنا، تسلل خلال الأشهر الماضية قرابة 100 من عناصر داعش من سوريا الى نينوى، ويشكل ذلك خطراً كبيراً على سنجار.”
ويقول ميرزا بأن البيشمركة أطلعت وزارة البيشمركة على تلك المعلومات، لكي تقوم بدورها بإيصالها الى القوات العراقية والتحالف الدولي من أجل إحكام السيطرة على الحدود مع سوريا.
المعلومات المتضاربة حول الوضع الأمني في سنجار تأتي في الوقت الذي توجد فيه ادارتان في سنجار، وقسم كبير من سكان القضاء لا زالوا نازحين، كما أن بنود الاتفاق الذي أُبرِم بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان بشأن الملف الأمني والاداري للقضاء لم تُنَفَّذ بعد.
جلال خلف، مدير ناحية القحطانية (تل عزير) التابعة لسنجار قال لـ(كركوك ناو) “قبل ايام تم اعتقال ما يقرب من 20 مسلحاً في احدى القرى التي يقطنها العرب، بعد تسللهم الى قضاء سنجار من مخيم الهول بسوريا.”
لكن جلال خلف قلّل من خطورة الوضع مؤكداً على أن “الحدود بين العراق وسوريا خاضعة لرقابة مشددة.”
في آب 2014، تعرض قضاء سنجار ذات الأغلبية الايزيدية الى هجوم من قبل مسلحي داعش أسفر عن مقتل واختطاف آلاف الايزيديين، الى جانب الدمار الذي تعرض له القضاء، قبل أن تتم استعادته في تشرين الثاني 2015.
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل و يتبع محافظة نينوى إدارياً، لكن القضاء يعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية..
عمار عزيز – نينوى