عند التصدي لأي شأن يتعلق بالميليشيات والاحزاب الدائرة في فلك النظام الايراني والمسبحة بحمده ليل نهار، فإن هناك ثمة ملاحظة مهمة يجب أن نأخذها دائما بنظر الاعتبار والاهمية وهي إنها لاتختلف عن النظام الايراني في تصرفاتها وأفعالها وفي نهجها، وکيف تختلف وهي مجرد جزء من هذا النظام وترتبط به إرتباطا مصيريا.
نفي ميليشيا “کتائب حزب الله” في العراق يوم الثلاثاء الماضي إستهدافها لمطار أربيل والمنطقة الخضراء الحكومية في آخر هجومين. نفي لايقدم ولايٶخر ولايغير من أساس الموضوع شيئا، فکما إن النظام الايراني قام ويقوم بتنفيذ مختلف المخططات الارهابية في المنطقة والعالم ثم يعلن عدم مسٶوليته عنها وعلى سبيل المثال لا الحصر قيامه بتنفيذ جرائم إغتيال رموز المقاومة الايرانية في بلدان العالم والتي کان آخرها وليس أخيرها سعيه لتفجير المٶتمر السنوي لمجاهدي خلق في باريس عام 2018، والتي تم إعتقال الدبلوماسي الارهابي أسدي والحکم عليه بالسجن عشرين عاما، فإنه وبنفس السياق فإن نفي الميليشيات العميلة للنظام الايراني لعلاقتها بإغتيال الناشطين والناشطات العراقيات الرافضين لنفوذ وهيمنة النظام الملالي ولنشاطات الميليشيات التابعة له، إذ أن کلاهما أي النظام الايراني وهذه الاحزاب والميليشيات مرتبطان ببعضهما إرتباطا مصيريا لايمکن فصم عراه بسهولة.
هذه الميليشيات التي تقوم بتحرکاتها ونشاطاتها المشبوهة والمتعارضة مع المصالح العليا للشعب العراقي، في کل فترة تتأزم فيها العلاقات بين النظام الايراني والمجتمع الدولي، وإن ذيلية هذه الميليشيات وتبعيتها المفرطة لهذا النظام لايمکن أبدا أن تغطي عليها هکذا تصريحات هزيلة لايصدقها أحد، وإن الشعب العراقي قد إکتوى بنيرات وسطوة هذه الميليشيات والاحزاب وتجرع الکثير من المرارة والضيم من کٶوسها وإن ماقد قامت وتقوم به هذه الميليشيات والاحزاب صب ويصب في خطه العام في مصلحة النظام الايراني ولايمکن أبدا أن يکون في مصلحة الشعب العراقي.
النفي الذي أعلنت ميليشيات”کتائب حزب الله”، هو إستمرار للتبريرات الواهية والسمجة التي دأبت على تقديمها الميليشيات العميلة للنظام الايراني لتصرفاتها وتجاوزاتها وأفعالها غير المقبولة، وإن هذه الميليشيات تعلم جيدا بأن أي إتفاق نووي حازم وصارم أو حتى إستمرار الضغوط والعقوبات على النظام الايراني أمر وشأن يمسها لأنها تشکل جزءا من هذا النظام ولاتنتمي الى العراق والشعب العراقي بشئ، ولذلك فإنها تسعى بکل مافي وسعها من أجل تقديم خدماتها للنظام الايراني والقيام بدورها من أجل تقوية الموقف الابتزازي للنظام الايراني، ولکن، لايبدو إن هکذا سيناريو مکرر ومفضوح سينفع هذه المرة!