نشر البروفيسور وأستاذ علم المناعة في كلية الطب جامعة بغداد سابقاً، سند البلاغي، معلومات عن لقاح “سينوفارم الصيني” الذي من المقرر أن يصل إلى العراق قريباً.
وأوضح البلاغي في مقالة تابعها “ناس” (28 شباط 2021)، أن “لقاح (سينوفارم الصيني) يستخدم فيروسًا معطلاً لتحفيز الاستجابات المناعية ويمكن خزنه في (الثلاجة الاعتيادية) بدرجة حرارة 2 – 8 مئوية”.
وأشار إلى أن “اللقاح يقوم بتعليم الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مناعية ضد سارس كوف 2، والتي بدورها تقوم بالالتصاق وتحييد بروتينات الفيروس”.
وتاليا نص المقال:
ما نعرفه عن لقاح “سينوفارم” الصيني.
فعال بنسبة 79.34%.
آمن (لم يسبب أي آثار جانبية خطيرة)
يستخدم فيروسًا معطلاً لتحفيز الاستجابات المناعية.
يعتمد تقنية تقليدية مجربة أثبتت نجاحها مع عدة لقاحات سابقة معروفة منذ عشرات السنين.
الحفظ والتخزين في الثلاجة الاعتيادية (2 ـ 8 درجات مئوية)ولا يحتاج الى خزن بدرجة حرارة 70 تحت الصفر
النوع: حقن عضلي.
عدد الجرعات: 2 تفصل بينهما مدة 3 أسابيع.
معتمد للاستعمال: الصين، الإمارات العربية المتحدة، البحرين.
استخدام الطوارئ في: مصر، المجر، العراق، الأردن، باكستان.
المجر أول دولة أوروبية تستخدم لقاحًا صينيًا (29/1/2021).
استجابة الاجسام المضادة الناتجة عن اللقاح كانت أضعف بشكل طفيف
ضد المتغيرة (B.1.351) في الاصابات الجديدة المحورة (شباط 2021).
كيف يعمل اللقاح (ينظر أدناه).
كتبت المدونة استجابة لطلب بعض الأصدقاء، ربما بسبب اعلان وزير
الصحة العراقي يوم الثلاثاء 16 شباط عن وصول لقاح “سينوفارم”
الصيني إلى العراق في الأسبوع المقبل، دون تحديد الكمية.
كتبت، في أول تعليق، في مدونتي بتأريخ 11 كانون الأول 2020 ما يلي:
ما هو اللقاح الأنسب الى العراق؟
ان لقاح “سينوفارم” الصيني يبدوا لي أفضل الخيارات المطروحة وقد تم استعماله لتطعيم حوالي مليون شخص في الصين في إطار برنامج الاستخدام الطارئ، وحوالي 31 ألف في الامارات، ووصلت اليوم الشحنة الى القاهرة ليبدأوا بتطعيم الطاقم الطبي، والأشخاص الأكثر عرضة للمرض مباشرة.
اللقاح يستخدم فيروسًا معطلاً لتحفيز الاستجابات المناعية، ويحتاج إلى جرعتين.
ان اللقاح المناسب في بلدنا هو الذي لا يتطلب إجراءات فوق الإمكانيات المتوفرة في هذا المجال وإلا ستذهب الاتعاب والمصروفات أدراج الرياح.
أعلنت الصين رسميا، في 31/12/2020، الموافقة على استخدام لقاح “سينوفارم” للوقاية من مرض كوفيد-19 طورته وحدة تابعة لشركة سينوفارم العملاقة للأدوية المدعومة من الدولة. وهذه أول موافقة رسمية للقاح يطرح للجمهور في الصين. وقال معهد المنتجات الحيوية في بكين الذي طور اللقاح، وهو وحدة تابعة لمجموعة بيوتك الوطنية الصينية (سي.إن.بي.جي) التابعة لسينوفارم، إن اللقاح فعال في الوقاية من كوفيد-19 بنسبة 79.34 بالمئة، مما دفع الحكومة الصينية إلى منحه الموافقة. لم تنشر الشركة بعد النتائج التفصيلية لتجربة المرحلة الثالثة.
في حزيران 2020، ذكر باحثو معهد بكين أن اللقاح أنتج نتائج واعدة في القرود. أظهرت تجربة المرحلة 1/2 بعد ذلك أن اللقاح لم يسبب أي آثار جانبية خطيرة ومكّن الناس من صنع أجسام مضادة ضد فيروس كورونا. في تموز، بدأت تجربة المرحلة 3 في الإمارات العربية المتحدة، وفي المغرب، وبيرو في الشهر التالي.
في ظل استمرار السباق العالمي لإنتاج لقاح مضاد لكوفيد-19، يبدو أن الصين قد قطعت أشواطا كبيرة، إذ تشق شركة “سينوفارم”، التي تعتبر رائدة في مجال إنتاج اللقاحات، طريقها للتسويق خارج الصين.
تكمن إحدى مزايا لقاح “سينوفارم” الرئيسية في إمكانية تخزينه في ثلاجة عادية في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، ويعني ذلك أن لقاح “سينوفارم” مناسب أكثر بالنسبة إلى البلدان النامية والتي قد لا يكون في مقدورها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في درجة حرارة منخفضة.
كيف يعمل اللقاح:
يقوم اللقاح بتعليم الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مناعية ضد سارس كوف 2، والتي بدورها تقوم بالالتصاق وتحييد بروتينات الفيروس أمثال بروتين النتوءات الشوكية او ما يعرف بـ “سبايك بروتين”، إذا تعرض الجسم الى الفيروس الحقيقي. وأظهرت التجارب السريرية لشركة “سينوفارم” أن لقاحها يمكن يحمي الناس من الإصابة بفيروس كورونا.
قام الباحثون بالحصول على ثلاث متغيرات (variant) من المرضى المصابين في الصين. اختاروا متغيرة واحد منها والتي كانت تتكاثر بسرعة في خلايا الكلية من الشمبانزي. ولدى إنتاج الباحثين لمخزونات كبيرة من فيروسات كورونا، قاموا بمعاملتها بمادة كيميائية تسمى بيتا بروبيولاكتون (beta-propiolactone) والذي قام بتعطيل فيروسات كورونا عن طريق الارتباط بجيناتها، حيث لم يعد بإمكان فيروسات كورونا المعطلة التكاثر. ولكن البروتينات ومن ضمنها “السبايك بروتين” بقت سالمة. ثم قام الباحثون بسحب الفيروسات المعطلة وخلطها بكمية ضئيلة من مركب قائم على الألومنيوم كمادة مساعدة (adjuvant)، لتحفز هذه المواد المساعدة جهاز المناعة لتعزيز استجابته للقاح.
ونظرا لأن الفيروسات في اللقاح أصبحت معطلة وغير حية، أصبح بالإمكان حقنها في الجسم دون التسبب بالإصابة.
وبمجرد دخولها الجسم، يتم ابتلاع بعض الفيروسات المعطلة بواسطة نوع من الخلايا المناعية (antigen-presenting cells)، والتي تقوم بتمزيق الفيروس التاجي المعطل، وتعرض بعض شظاياه على سطحها، والذي سيُكتشف من الخلايا التائية المساعدة (T-Helper cells) والتي تصبح فعالة ويمكن أن تساعد في تجنيد الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للقاح. وتتواصل الاستجابة المناعية بتحفيز الخلايا البائية (B-cells) والتي بدورها ستبدأ بإنتاج وافراز الأجسام المضادة للفيروس تستهدف “بروتين سبايك”، مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا، وقد تمنع أنواع أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.
يذكر أنه تم استخدام الفيروسات المعطلة لأكثر من قرن من الزمان، واستخدمها مبتكر لقاح شلل الأطفال في الخمسينيات من القرن الماضي، جوناس سالك، وهي من القواعد الأساسية للقاحات ضد عدد من الأمراض، بما في ذلك داء الكلب والتهاب الكبد (أ).
تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة
في 14 ايلول، أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة موافقة طارئة على لقاح “سينوفارم” لاستخدامه على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وسرعان ما كان المسؤولون الحكوميون وغيرهم يتلقونه أيضًا. و في 9 كانون الأول، أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة الموافقة الكاملة، معلنة أن معدل فعالية اللقاح يبلغ 86% في اختبار المرحلة النهائية، شملت التجربة الإماراتية 31000 شخص متطوع من 125 جنسية. وذكر البيان الإماراتي أيضًا أن 99٪ من الذين تم تلقيحهم قد طوروا أجساما مضادة، و100% كمعدل وقاية من الحالات المتوسطة أو الشديدة من المرض. ولم تظهر مخاوف جدية تتعلق بالسلامة، ولكن لم يذكر ما هي الآثار الجانبية التي حددتها، إن وجدت، أو عدد المشاركين الذين أصيبوا بالمرض أو عدد المتطوعين الذين تلقوا اللقاح أو الدواء الوهمي.
ولم تعلق “سينوفارم” مبدئيًا على إعلان الإمارات العربية المتحدة أن معدل كفاءة اللقاح 86%. عندما سُئل مسؤول تنفيذي في الشركة لاحقًا عن الفرق بين الإمارات العربية المتحدة، أجاب إن كلاهما “حقيقي وصالح”، والاختلاف كان نتيجة للاختلافات في كيفية إجراء التجارب.
وأعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد عن ترخيص الاستخدام الطارئ للقاح الصيني “سينوفارم” لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد. بدأ استخدام اللقاح للطواقم الطبية في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني 2021.
وسمحت عدد من دول الشرق الأدنى باستخدام اللقاح. في 29 كانون الثاني 2021، سمحت المجر باستخدام لقاح “سينوفارم” مما جعلها البلاد أول دولة أوروبية تستخدم لقاحًا صينيًا.