منذ أن هرب الايزيديون من مناطقهم من بطش تنظيم داعش الارهابي بحثا عن مأوى يبقون فيه ليحافظوا على ما تبقى منهم جراء الاباداة الجماعية التي طبقت بحقهم .. أنهم يعيشون تحت اصعب الظروف في مخيمات لا تقدر ان تحميهم من برد الشتاء القارس ولا من حر الصيف القاسي .. اضافة الى ذلك لا يتوفر في تلك المخيمات اي نوع من انواع الخدمات الانسانية .. ونجد بين حين و اخر تتعرض الخيم الى الحريق كما حصل منذ فترة مع الشاب المرحوم خالد واطفاله الذين سقطوا جراء الحرائق التي طالت خيمهم في مخيم بيرسفي للنازحين الايزيديين في منطقة زاخو .
ان فقدانهم وبتلك الطريقة المؤلمة رغم معاناتهم ولسنين طويلة ( 7 سنوات ) بعد تمكنهم من التخلص من بطش داعش يضع الجميع في موقع الاتهام .
وبالاخص الذين يمثلون قضية المكون الايزيدي في المحافل والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية والذين يتحدثون بأسم الايزيديين ومعاناتهم في شنكال .
وهنا لا نستثني أيضا قدوة المجتمع الايزيدي من أصحاب المناصب وذوي المسؤلية و ممثلي الايزيدية في البرلمان الحالي والسابقين ومعهم أعضاء مجالس المحافظات الحاليين والسابقين ، نحملهم جميعا مسؤلية ما يعاني منه المكون الايزيدي البسيط الذي يعيش في هذا الواقع المرير كل يوم المفروض علية دون ارادته .
نقول لكل من تسبب في معاناتهم وعدم العمل على تحسين ظروفهم القاسية التي يعيشونها في تلك المخيمات منذ 7 سنوات ، انكم تظلمون أبرياء لا ذنب لهم من اجل مصالحكم الشخصية والفئوية متناسين ضمائركم ومتجردين من انسانيتكم وكل همكم الكسب على حساب شعب منهك القوى ممزق يرضخ تحت انين الاوجاع جراء الويلات التي لحقت بهم عبر سنين وعقود .
أن تعرضهم لكل هذه الفرمانات الواحدة تلو الاخرى لانهم فقط ينتمون الى المكون الايزيدي ورغم كل ذلك نجد قدوة المجتمع الايزيدي قبل الغريب تتللذذ باستمرار المعاناة لجني مكاسبها من مآسينا دون الاكتراث لارواح شهداء ودماء شيوخنا ودون الاكتراث لمعاناة المخطوفات و معاناة الناجيات ودون الاكتراث للمصير المجهول لمن تبقى من المختطفين .
ونتساءل … متى تنتهي هذه المآسي ومتى تتوقف هذه المعاناة…
متى يتم احقاق العدل وتطبيق القانون ومحاسبة ومحاكمة كل من تسبب في وقوع الابادة الجماعية بحق أهلنا في شنكال .
متى تتم محاسبة ومحاكمة كل من عمل وانتمى إلى صفوف داعش الارهابي …. من لطخت يده بدماء شهداء الايزيدين الطاهرة وكل من تطاول عليهم وخطف واغتصب النساء وقتل وسرق ونهب أموالهم .
متى يتم تعويض ضحايا الابادة الجماعية التي لحقت بالايزيدين .
ومتى يتم إعادة أعمار شنكال والمناطق الايزيدية المحيطة بها .
متى يتم إعادتهم إلى اراضيهم وانهاء مسلسل النزوح وانقاذهم من عذاب جحيم الخيم التي لا تحميهم من حر الصيف ولا من برد الشتاء .
كل هذا وذاك نبحث له عن أجوبة من عند الطبقة الحاكمة في المجتمع الايزيدي وبضمنهم شيوخ ووجهاء العشائر والمختارين ايضا .
هل يصعب على أصحاب الشأن والحكومة في بغداد و اربيل والمنظمات والدول المانحة والامم المتحدة توفير سيارات إطفاء وسيارات إسعاف للمخيمات ؟!
نسأل الجميع في بغداد و أربيل و الموصل أين أنتم من إنهاء الازمات ومن إيجاد الحلول لهذه المعاناة التي لازالت مستمرة منذ 7 سنوات ؟!
إلى متى يبقى المكون الايزيدي في هذا الوضع الضبابي والمغيب ، يعانون من مستقبل مجهول ؟!
ابعدوا القضية الايزيدية التي هي قضية انسانية وقانونية واجتماعية عن قضاياكم السياسية ، ولا تجعلوا منهم ورقة ضمن اوراقكم السياسية التي تلعبون بها وبحسب مصالحكم وتوجهاتكم .
كفى ظلما واضطهادا وتنكيلا وحرمانا .
خالد الياس رفو
سكرتير تحرير مجلة معارج الفكر
التي تصدر في برلين