1 ــ واهم من يعتقد, ان العبودية لأيران, هي الطريق الأمثل للتحرر من العبودية لأمريكا, او العكس, للعبودية صيغة ومضمون واحد, من يقبلها لنفسه مع هذا, يقبلها مع ذاك, وأستغرب اكثر, ان بعض من سسقط في حضيضها, كان الى وقت قريب يسارياً متطرفاً احياناً, السؤال الأصعب يبقى ماثلاً, مالذي اصابه وغير مضمونه, فجعله وبكل بساطة, يستحسن عبوديتة لهذا للتخلص من عبوديته لذاك, الأمر مقلق ومؤسف, خاصة عندما تكتسب عبوديتة قوة الأيمان, ويصبح نقده (هجومه) الألغائي قاسياً ثقبلاً على الأخر, كالمواقف الراهنة, بين الولاء لأيران او الولاء لأمريكا, قد تصبح المواقف ساذجة عاطفية, مشلولة بالأنتقائية والفعل الغرائزي, وارتداء الواقع على مقاس المزاجية, ومن اجل الغاء الأخر, عليه الأنتهاء من الغاء الذات, فتتمرد المزاجية اكثر, لتجعله مقلوبا, كي يرى الأشياء والحقائق مقلوبة معه, عادية طبيعية, لا شكل أخر لها على مرآة, انفعالاته المقلوبة.
2 ــ ليس يسيراً على المحتلين, ان يجدوا لهم قاعدة شعبية, في مجتمع وطني كالعراقيين, لكن هناك دائماً هامش من الحثالات, الذين يشعرون بالدونية
والأهمال, من داخل الأوساط التي يتواجون فيها, فيتولد لديهم ردة فعل ثأرية مكبوتة, يشخصها وينميها الغزاة والمحتلين, يغرونهم بالمال والمراكز الحساسة, كضباط عسكريين وامنيين, وسياسيين مدنيين بدأً من الموظف حتى رئيس الحكومة, ويُشكل لهم احزاب ومليشيات تأديبية, واعلام متطور مأجور, ثم يورطوهم بملفات فساد وارهاب, حتى يجعلونهم جزء منهم, ولائيون لا خيار لهم ولا فكاك عن مصير الأحتلال, هذا ما يحدث اليوم على الساحة العراقية, فحكومة الولائيين (الخونة) الراهنة, متشظية بين الولاء لامريكا أو لأايران, ولتركيا والأنظمة الخليية وحتى لاسرائيل حصة فيها, لهذا اصبحت العمالة والخيانة, أمر عادي لا يثير الأشمئزاز, وان طبقت الأعراف والقوانيين الدولية على الواقع العراقي, فأول من يوضع حبل المشنقة في عنقه, هو الدستور الولائي بأمتياز.
3 ــ الولائيون لأيران مثلاً, وهم (العملاء) بالعراقي الفصيح, تطاردهم وتقسوا عليهم ملفات ماضيهم, يحاصرهم ازدراء الرأي العام, فيضطرون للتمويه على ماضيهم وحاضر فضائحهم, لتوظيف اسماء الله وال البيت بطرق مخجلة, يرافقها اجراءات قمعية بالذخيرة الحية, واشاعات تسقيطية يستوحونها من ماضيهم الملوث, ويبتكرون لأنفسهم القاب وواجهات, لا تتوافق ومستنقعات حقيقتهم, فيطلقون على ملثمي القنص والخطف والأغتيال بـ (المجاهدين!!), والتقديس على مليشياتهم الدموية, يوظفون فائض السلطات والثروات المسروقة, لتجنيد ضعاف النفوس والمرتشين, كأرصدة اصوات انتخابية, ولا يكفي انهم فاسدون منحطون, بل يورطون الملايين من جياع الأمة, في نشاطات مليونية مخجلة, كـ “بالوعات” للتلوث العقائدي الشامل.
4 ــ ثورة الأول من تشرين 2019, كانت المعجزة التي مزقت, اكبر واقدم كذية في تاريخ المنطقة, حيث سحبت من ساحاتها, وعلى ارضها العراقية خرافة اللامقدس, واسقطت عنه الأقنعة, العبيد يجاهدوا فقط للدفاع عن انفسهم, لهذا يكونون خائفين مأزومين قصيري النفس, اما ثوار تشرين فاصحاب قضية, وطنية انسانية تجعل نفسهم لا نهاية له, بذات النفس والببسالة رفعوا في ساحاتهم سؤال الشك, بوجه العقائد والشرائع الزائفة, وجعلوا من التاريخ الكاذب, مسخرة امام الحقيقة العراقية, ومسحوا عن وجه العراق, باطل مئات السنين العجاف, ومهما حاولت موجات العهر الجهادي, الخروج من مأزقها بالذخيرة الحية, فعدل الهتاف في حناجر “من يريدون وطن”, هو المنتصر في عاجل الأيام, وصبر الله لم يعد فيه متسعاً, لمرور المزيد من اكاذيب وتغريدات, عبيد الجهاد غير الكفائي.
01 / 03 / 2021